النمو الاقتصادي بإقليم كردستان العراق: هل تسعى إيران وتركيا لإفقار الإقليم؟

النمو الاقتصادي بإقليم كردستان العراق: هل تسعى إيران وتركيا لإفقار الإقليم؟

النمو الاقتصادي بإقليم كردستان العراق كان أحد أهم الظواهر، التي جعلت من شمال العراق ملاذا آمنا لكل العراقيين في أوقات السلم والحرب.

كما أن حالة الاستقرار الأمني التي تعيشها مدن الإقليم، فضلا عن عدم وجود ميلشيات مسلحة تعيق تنفيذ المشاريع الاستثمارية، أو عمل المنظمات الدولية، ساهم بجعل إقليم كردستان المقر الأساسي لكثير من الشركات والمنظمات العاملة في العراق.

لكن في الفترة الأخيرة شهد إقليم كردستان عدة هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة. إذ تعرض مطار أربيل لهجوم صاروخي، أعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عنه. فيما تظل قرى محافظة دهوك معرضة للقصف التركي بشكل شبه يومي. ما يطرح أسئلة عن مستقبل النمو الاقتصادي بإقليم كردستان.

الميلشيات تريد الانتقام من كردستان

صالح عمر، القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، يرى أن “إيران، والميلشيات الموالية لها في العراق، تريد الانتقام من إقليم كردستان والكرد بشكل عام”.

مبينا، في حديثه لموقع “الحل نت”، أن “النمو الاقتصادي بإقليم كردستان العراق، بالرغم من الموازنة المالية القليلة جدا، لم يرق للفصائل المسلحة. كما أن عدم السماح لتلك الفصائل بالتدخل بشؤون الإقليم أغاظها كثيرا”.

وأضاف أن “الميلشيات والأحزاب الموالية لإيران تريد السيطرة على مدن الإقليم، كما هو الحال في جميع مدن البلاد. وبعد أن عجزت عن ذلك، قامت بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، في محاولة منها لإرباك المشهد الأمني في مدن كردستان”.

وتبنّى الحرس الثوري الإيراني الهجوم الأخير على أربيل، مؤكدا أنه استهدف مركزا للموساد الإسرائيلي، الأمر الذي نفته حكومة إقليم كردستان في بيانات مختلفة.

وأدى قصف أربيل لإدانة واسعة من الأوساط السياسية العراقية، فضلا عن الدول والمنظمات العالمية المختلفة.

التنافس الخليجي الإيراني وإيقاف النمو الاقتصادي بإقليم كردستان

الباحث المختص في الشأن العراقي محمد التميمي يرى أن “الهجوم الصاروخي على أربيل ستكون له تبعات على النمو الاقتصادي بإقليم كردستان العراق”.

ويضيف، في حديثه لموقع “الحل نت”، أن “أغلب الشركات العالمية التي تعمل في العراق كانت تتخذ من أربيل مقرا لها، باعتبار أن الإقليم هو المنطقة الأكثر أمنا واستقرارا داخل البلاد. ولكن بعد الهجمات الصاروخية الأخيرة فإن تلك الشركات ستتردد في العمل داخل العراق، حتى لو كان عملها في إقليم كردستان، خوفا على حياة العاملين فيها”.

وأضح أن “انفتاح أربيل خلال الفترة الأخيرة على الشركات الخليجية أغاظ طهران، التي تريد السيطرة على الأسواق وحركة العمل في مدن كردستان، كما هو الحال في باقي مدن العراق. وبالتالي قد يكون إبعاد الشركات، وخاصة الخليجية، عن العمل في مدن الإقليم، واحدا من أهم أسباب الضربات الصاروخية ضد أربيل”.

وخلال الأشهر الأخيرة أجرى مسرور برزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان، مجموعة زيارات لدول خليجية، أبرزها الإمارات وقطر والسعودية، وتم عقد سلسلة من الاتفاقات، من بينها زيادة الاستثمار في القطاعات المختلفة داخل مدن الإقليم. واعتبر المراقبون الاقتصاديون أن تلك الاتفاقات ستدفع النمو الاقتصادي بإقليم كردستان.

وتعاني إيران من الحصار الاقتصادي المفروض عليها من قبل الولايات المتحدة الأميركية. إذ أدت عقوبات واشنطن لانهيار العملة الإيرانية لأدنى مستوياتها، لذلك تبحث طهران عن سوق لبضائعها، من آجل الحصول على العملة الصعبة.

مقالات قد تهمك: التدخل الإيراني بإقليم كردستان العراق: هل سيؤثر قصف أربيل على تشكيل الحكومة العراقية؟

تأثير القصف التركي على النمو الاقتصادي بإقليم كردستان

وفي سياق متصل فإن استمرار القصف التركي بشكل يومي على إقليم كردستان، وتحديدا محافظة دهوك، كان له تبعات كبيرة على النمو الاقتصادي بإقليم كردستان، أبرزها تأثيره على القطاع الزراعي.

وبحسب إحصائيات رسمية فإن سكان مئات القرى في دهوك تركوا بيوتهم ومزارعهم نتيجة استمرار القصف، ما أدى لانخفاض إنتاج المحاصيل الزراعية، وهذا الأمر دفع إقليم كردستان، والعراق بشكل عام، للاعتماد على المنتجات الزراعية المستوردة من تركيا وإيران.

دياري أنور، عضو برلمان إقليم كردستان عن “حراك الجيل الجديد”، يؤكد أن “القصف التركي ستكون له تبعات على النمو الاقتصادي بإقليم كردستان، خاصة أنه يستهدف مناطق زراعية وسياحية”.

لافتا، في حديثه لموقع “الحل نت”، إلى أن “كثيرا من الشركات الاستثمارية، في المجالين الزراعي والسياحي، تراجعت عن العمل في محافظات الإقليم، وتحديدا في دهوك، نتيجة خوفها من القصف التركي المتكرر على القرى والمناطق المختلفة”.

مختتما حديثه بالقول: “هذا الأمر يحتاج إلى وقفة جادة وحقيقية من قبل حكومتي بغداد وأربيل، واتخاذ إجراءات رادعة، لإيقاف الاستهانة بسيادة البلد. ومن بين تلك الإجراءات إيقاف الاستيراد من تركيا. فضلا عن رفع شكوى لدى مجلس الأمن على أنقرة”.

ويتوافد آلاف من العراقيين على مدن إقليم كردستان للسياحة، بسبب الطبيعة الجميلة التي تتمتع بها مناطق الإقليم، ما جعل القطاع السياحي مساهما في النمو الاقتصادي بإقليم كردستان. لكن، وبحسب إحصائيات رسمية، فإن أعداد السياح تراجعت خلال السنة الماضية، بسبب تكرار القصف الصاروخي من قبل تركيا وإيران.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.