يبدو أن الاجتماع، الذي وصف بـ”التاريخي”، اتفق عليه أعضاؤه المجتمعون في قمة النقب السداسية، وهم وزراء خارجية أربع دول عربية، مع الولايات المتحدة وإسرائيل، بهدف توحيد الجهود لمواجهة تهديدات إيران في المنطقة وعدم ترك مجال لتوسيع نفوذها، خاصة مع قرب إتمام الاتفاق النووي الإيراني.

 كما نتج عن هذا الاجتماع شبكة إنذار مبكر، مع الاتفاق على انعقاد القمة بشكل دوري وفق المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد انتهاء القمة التي استمرت يومين، من قبل وزراء الدول المجتمعة.

مضمون الاجتماع

اختتمت القمة السداسية التي انعقدت في النقب جنوب إسرائيل أعمالها، يوم أمس، بمؤتمر صحفي تحدثوا فيه عن أبرز النقاط والمعاني التي حملها هذا الاجتماع السداسي والذي شهد إدانة للحادثة التي شهدتها مدينة الخضيرة في إسرائيل.

وجاء في البيان الختامي أن هذا الاجتماع هو “الأول من نوعه ولن يكون الأخير”، ملفتا لـ “صناعة التاريخ من خلال التعاون الأمني في الإقليم”، وفقا لما نقلته وسائل الإعلام.

وضمن هذا الإطار يقول الباحث المصري، كريم شفيق، حول مضمون قمة النقب، “مع ختام قمة النقب السداسية التي جمعت وزراء خارجية كل من مصر وإسرائيل والبحرين والإمارات والمغرب والولايات المتحدة، تؤشر القضايا والملفات الإقليمية المشتركة التي تم تداولها، على وجود أطر للعمل السياسي بين دول المنطقة وبعضها لمواجهة مختلف التحديات الأمنية والخارجية، وكذا تفعيل آليات جديدة واستراتيجية لتعزيز العلاقات والتعاون المشترك”.

وأردف الباحث المصري، خلال حديثه لـ “الحل نت”، “وبالتالي فإن قمة النقب تشكل أهمية كبيرة على مستوى التوقيت ودلالتها السياسية، حيث إنه في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة مع احتمال التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهو الاتفاق الذي يهدد أمن واستقرار الخليج، في حال عدم التوصل إلى صيغة لتعديل السلوك الإقليمي لطهران ودعمها للميلشيات الولائية في عدد من دول المنطقة، يبدو من الضروري عمل تحالف استراتيجي لمواجهة تهديدات طهران”.

وبحسب تقدير الباحث، أن “العناصر الأمنية التي تطوق المنطقة والمدعومة من الحرس الثوري الإيراني باتت تهدد ليس فقط أمن المنطقة، سياسيا وإقليميا، إنما تبعث بمعضلات جمة بخصوص الأمن الدولي، لا سيما ما يتصل بممرات الملاحة والتجارة الدولية، وكذا مصادر النفط”، لافتا إلى أن “حضور الطرف الأمريكي في هذه القمة أكسبها أهمية كبرى في ظل الصدام الغربي الروسي حول أوكرانيا والتصعيد المتبادل”.

وعليه، فإن “هذه القمة مهمة لجهة دعم الموقف العربي من قضية حل الدولتين في فلسطين، والعودة إلى حدود عام 1967، ثم إنها فرصة للتأكيد على أهمية القضية الفلسطينية الأمر الذي أكدت عليه القاهرة خلال تلك القمة”. وفق تعبير شفيق لموقع “الحل نت”.

وبحسب مراقبين سياسيين، فإن عقد هذه القمة في هذا الوقت لا محالة لإعادة تشكيل خريطة العلاقات الدولية كإحدى نتائج الاتفاق النووي الإيراني، الذي اقترب من التوقيع في مفاوضات فيينا، مع عدم توقف طهران في تقديم الدعم للميليشيات في عدة دول في الشرق الأوسط والمنطقة، إضافة إلى تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على دول المنطقة.

قد يهمك: إسرائيل تستضيف قمة سياسية بمشاركة 3 دول عربية.. ما وراء ذلك؟

تحجيم دور إيران في المنطقة

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال المؤتمر الختامي، أن “اتفاقيات السلام الإقليمية هذه ليست بديلا عن التقدم بين الفلسطينيين والإسرائيليين”. وعلى غرار الدول العربية التي حضرت الاجتماع، تريد الولايات المتحدة حل الدولتين حيث يحصل الفلسطينيون على دولة إلى جانب إسرائيل.

أردف بلينكن حول الهجوم في مدينة الخضيرة: “ما نفعله هنا هو مواجهة هذا العنف وهذا الدمار غير المنطقي”،  كما ومنذ بضع سنوات لم نكن لنتصور هذا الاجتماع في إسرائيل”، وفق تعبيره.

وقال بلينكن حول مسألة النفوذ الإيراني في المنطقة، بقوله: “سوف نواجه التهديدات من إيران ووكلائها في المنطقة”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، أن مثل هذه القمة ستتكرر وتتوسع لأنها تبني علاقات تجارية وأمنية مع دول عربية متشابهة التفكير، خلال المؤتمر الصحفي الختامي للقمة السداسية.

وأردف لابيد، “هذه البنية الجديدة ترهب وتردع أعداءنا المشتركين، وفي مقدمتهم إيران ووكلائها”. وأشار: “باعتبارنا جيران، وأصدقاء في حالة الولايات المتحدة، سنعمل معا أيضا لمواجهة التحديات والتهديدات الأمنية المشتركة، بما في ذلك التهديدات من إيران ووكلائها”.

فيما قال وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني، خلال المؤتمر الختامي، الذي وصف المناقشات بأنها “مفيدة لصد الجماعات المدعومة من إيران مثل حزب الله”.

قد يهمك: اجتماعات عربية متعددة.. ماذا دار حول سوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.