تسببت الحرب في سوريا، وتغلغل الميليشيات الإيرانية، وحزب الله اللبناني، بتحويل سوريا إلى إحدى بؤر إنتاج وتهريب المخدرات في العالم، حيث باتت توصف بأنها جمهورية الكبتاغون، نظرا لتركز صناعة وتهريب حبوب الكبتاغون المخدرة فيها.

وخلال السنوات الماضية، تعددت أساليب تهريب المخدرات من سوريا إلى دول الجوار بشكل خاص، فمن عبوات حليب الأطفال، إلى حشو ثمار الرمان بحبوب الكبتاغون، استطاعت شبكات الاتجار والتهريب المرتبطة بالحكومة السورية والميليشيات الإيرانية، إغراق سوريا والدول المجاورة بهذه المواد.

تطريز الألبسة بالكبتاغون

وفي سياق ابتكار أساليب جديدة لتهريب حبوب الكبتاغون، أعلنت مديرية جمارك مطار دمشق الدولي، اليوم عن ضبط 21 كيلوغرام من المواد المخدرة “حبوب كبتاغون” كانت مخبأة ضمن طرود ألبسة، مضيفة أنه تم ضبط 131 ألف و430 حبة كبتاغون كانت مخبأة ضمن أزرار قماشية مركبة على فساتين وألبسة متنوعة، حيث تبين بالتفتيش الدقيق لـ 108 طرود ألبسة وجود المواد المخدرة ضمن 17 طرد منها، مشيرة إلى أن غرامات قضية المخدرات المذكورة بلغت نحو المليار ونصف المليار ليرة سورية، حسب موقع “هاشتاغ” المحلي .

لم تكن هذه عملية التهريب الأولى عبر مطار دمشق، ففي منتصف العام الماضي، تم ضبط أكثر من 100 كيلو غرام من حبوب الكبتاغون عُثر عنها مخبأة في آلة لقص الحديد كانت معدة لمغادرة سوريا، كما سبق وأن سبق وضبطت السلطات 100 كيلوغرام من الكبتاغون، مخبأة في غرفة نوم خشبية و13 كيلو غرام في علب بسكويت، حسب متابعة “الحل نت”.

إقرأ:المخدرات منتشرة في البقاليات والأكشاك.. ووزارة الداخلية السورية تكذب فقط

من يصنع الكبتاغون في سوريا؟

تحولت سوريا خلال السنوات الخمس الأخيرة من ممر لعبور شحنات الكبتاغون القادمة من حزب الله في لبنان، إلى مركز لتصنيعها، حيث عمد الحزب إلى إنشاء العديد من معامل التصنيع في سوريا، وذلك من أجل التقليل من مسافة النقل، وتقليل تكلفة التصنيع.

وتنتشر هذه المعامل أو ما تعرف محليا باسم “مكابس الكبتاغون”، في ريف حمص الغربي خاصة القصير، وفي القلمون، وفي محافظتي درعا والسويداء، وفي الأخيرتين تتواجد بشكل أكبر لقربهما من الحدود السورية- الأردنية وهو ما يسهل عمليات التهريب إلى الأردن ومنها للسعودية ودول الخليج.

وحسب مصدر لموقع “الحل نت” اليوم، حول معامل الكبتاغون في درعا، فهناك عدد من المعامل التابعة لحزب الله اللبناني، في مناطق خراب الشحم في ريف درعا الغربي، وقرب بلدة نصيب، وفي منطقة اللجاة الواقعة بين درعا والسويداء، وبشكل عام هناك ما لا يقل عن 8 معامل إلكترونية في المحافظة، يمكن لكل معمل منها إنتاج نحو 100 ألف حبة كبتاغون يوميا، إضافة لوجود معامل يدوية تنتج أعدادا أقل من ذلك.

وأوضح المصدر، أن المواد الأولية للتصنيع تأتي من لبنان حيث يقوم قياديون في حزب الله بنقلها وتوزيعها على هذه المعامل، ويتم النقل بحماية من الفرقة الرابعة التابعة للجيش السوري التي يشرف عدد من ضباطها وعناصرها على تأمين عمليات النقل وحماية المواد قبل وبعد الإنتاج، وصولا للحدود الأردنية، من نقاط معدة للتهريب في درعا وفي بادية السويداء الشرقية.

وأشار المصدر، إلى أن عمليات التصنيع تتم بواسطة أشخاص محليين تم تدريبهم على صناعة الحبوب المخدرة بإشراف كيميائيين مختصين، حيث يقومون بتصنيعها وتعبئتها وإعدادها للتهريب بطرق مختلفة.

قد يهمك:طرطوس… 9 ملايين حبة مخدرات في آلة غسيل سجاد!

الكبتاغون مورد مالي لدمشق والميليشيات

عملت إيران ونتيجة للعقوبات المفروضة عليها إلى دفع دمشق والميليشيات التابعة لها بما فيها حزب الله اللبناني، إلى التركيز على عمليات تمويل ذاتي، ويتم ذلك من خلال مصادر متعددة، أبرزها تجارة المخدرات وتهريبها، وتجارة الآثار والسلاح، ومن خلال عائدات هذه العمليات تقوم هذه الجهات بتمويل عملياتها العسكرية والأمنية.

وتشهد الحدود السورية الأردنية عمليات ضبط متكررة لتهريب المخدرات المتجهة من سوريا إلى الأراضي الأردنية ومنها إلى دول الخليج العربي، إضافة للتهريب عبر المطارات والموانىء البحرية، حسب متابعة “الحل نت”.

وحسب تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية، ترجمه موقع “الحل نت” منتصف العام الماضي، فإن صادرات سوريا من مادة الكبتاغون في عام 2020، وصلت إلى ما لا تقل قيمته السوقية عن 3.46 مليار دولار، أي نحو 2.5 مليار جنيه إسترليني، وبالرغم من هذه التخمينات، إلا أن سقف السوق الفعلي أعلى بكثير مما هو متوقع.

وفي سياق متصل، أعلن الجيش الأردني في بيانٍ له مطلع العام الحالي، أنه أحبط 361 محاولة تسلل وتهريب مخدرات من سوريا إلى الأردن خلال عام 2021، وضبط قرابة 15.5 مليون حبة مخدرة من أنواع مختلفة بما في ذلك كبتاجون وترامادول، وأكثر من 16 ألف عبوة حشيش مخدر تزن 760 كيلوغراما، و2 كيلوغرام من مادة الهيروين.

إقرأ:الكبتاغون يسرح ويمرح في مطار دمشق.. والمخفي أعظم!

وكانت السلطات في عدة دول منها إيطاليا واليونان ومصر ودول الخليج، أعلنت خلال الأعوام الأخيرة عن ضبط شحنات ضخمة من المخدرات وبخاصة حبوب الكبتاغون قادمة من موانئ تابعة للسلطات السورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.