يبدو أن اقتراب أي توقيع محتمل للاتفاق النووي الإيراني، قد يساهم في زيادة وتيرة الضربات العسكرية الإسرائيلية، حيث تستغل تل أبيب التصنيف المستمر للميليشيات الإيرانية على لوائح الإرهاب، لتوجيه ضربات مستمرة في سوريا، ما يدفع للتساؤل حول احتمالات زيادة التصعيد الإسرائيلي على النفوذ الإيراني بسوريا

صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، كشفت عن تنفيذ الجيش الإسرائيلي أكثر من 1000 غارة جوية على أهداف في سوريا منذ العام 2017، مشيرة إلى أن هدف هذه الغارات “منع توسع إيران وإرسال الأسلحة المتطورة إلى حزب الله اللبناني“.

وقالت الصحيفة في تقرير لها إن القوات الإسرائيلية، استهدفت خلال خمس سنوات 1200 هدف، بأكثر من 5500 قنبلة، خلال 408 مهمات قتالية.

وبحسب الإحصائيات التي أشار لها التقرير، فإن الهجمات الإسرائيلية تصاعدت خلال العام الماضي، على مواقع إيران في سوريا، حيث تم تنفيذ عشرات العمليات الجوية باستخدام 586 قنبلة ضد 174 هدفا.

قد يهمك: هل ينتهي الغزو الروسي لأوكرانيا بسبب السلاح النووي؟

تصعيد إسرائيلي محتمل

ويتوقع الباحث في الشأن الإيراني محمد خيري، استمرار إسرائيل في توجيه ضربات إلى مواقع الحرس الثوري الإيراني في سوريا، خاصة مع ورود أنباء تتعلق برغبة أمريكية في رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة العقوبات.

ويقول خيري في حديثه لـ“الحل نت“: “إسرائيل ترفض بالطبع رفع الحرس الثوري من قائمة العقوبات، وهو أمر ربما سيحصل في حال تم توقيع الاتفاق النووي، تل أبيب تقدمت بتعليقات إلى الإدارة الأمريكية بضرورة أخذ التخوفات الإسرائيلية من توسع نشاط الحرس الثوري في الإقليم خلال الفترة المقبلة، وبالتالى سيستمر الضغط العسكري الاسرائيلي على مراكز الحرس الثوري الإيراني في سوريا كلما اقتربت امريكا من التوقيع على مسودة الاتفاق النووي مع إيران“.

وفيما يتعلق بتبعات التصعيد الإسرائيلي على سوريا يضيف خيري:” يمكن قول إن ذلك سيخلق أجواء صعبة في سوريا في الفترة المقبلة ، فما دام هناك تصعيد بين الطرفين فإن هناك أماكن كثيرة ستتضرر جراء ذلك التصعيد خاصة وأن كلا الطرفين (إيران وإسرائيل) ماهرين في خلق مناطق صراع خارج جغرافيا بلادهم وحدودهم الجغرافية وبالتالي فهما يسعيان لخلق حلبة صراع في خارج بلادهم ما يتسبب في أزمات كبيرة لمناطق الصراع تلك وأبرزها سوريا“.

إسرائيل ونووي إيران

ويشكل الملف النووي الإيراني، سببا رئيسيا لإسرائيل يدفعها لاتخاذ خطوة عسكرية ضد إيران، لمنع تطوير قدرتها النووي، لا سيما مع رغبة تل أبيب بأن تكون الدولة النووية الوحيدة في المنطقة بحسب مختصين بالشأن الإسرائيلي.

وتواجه إيران العديد من المخاطر التي تهدد وجودها على الساحة الإقليمية والدولية، لا سيما مع الضغوط التي تتعلق بملفها النووي، فضلا عن تهديد وجودها في سوريا نتيجة التقارب الروسي الإسرائيلي، ومحاولات إعادة دمشق بشكل محدود إلى الساحة العربية، يضاف إلى ذلك الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد نتيجة السياسات الحكومية الداخلية.

وألمح وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، قبل أسابيع إلى احتمالية، أن تلجأ تل أبيب إلى استخدام الخيار العسكري، بهدف منع إيران من امتلاك السلاح النووي.

وأضاف غانتس في تصريح مكتوب تداولته وسائل إعلام: “سواء تم التوقيع على الاتفاق أم لا، فلن يكون هذا نهاية الطريق بالنسبة لنا، ولا ينبغي أن يكون (نهاية الطريق أيضاً) لدول المنطقة والعالم التي يجب أن تستمر في العمل ضد العدوان الإيراني“.

وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي، باتخاذ بلاده ومؤسساتها الدفاعية، جميع الإجراءات الضرورية، سواء اقتصادية أو سياسية أو حتى عسكرية، وذلك من أجل “حفظ سيادة وأمن مواطني إسرائيل” على حد قوله.

وأردف “ستتخذ دولة إسرائيل ومؤسساتها الدفاعية جميع الإجراءات الضرورية، السياسية والاقتصادية، وإذا لزم الأمر، العسكرية أيضاً، من أجل الدفاع عن سيادتنا وضمان أمن مواطني إسرائيل“.

قد يهمك: خسارات صينية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.. من الرابح الحقيقي؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.