مثل كل عام، مع اقتراب شهر رمضان، تصدر وزارة الأوقاف السورية بيانا بالمقادير الشرعية، والعملة السورية للذهب والفضة، وصدقة الإفطار، وفدية الصيام، وكفارة الصيام اليمين والنذر.

وصدر هذا العام 2022، وبحسب وزارة الأوقاف السورية، يوم أمس، فإن كفارة الصوم لغير القادر “فدية إطعام مسكين” عن كل يوم 10 آلاف ليرة سورية. مما يعني 30 يوم بـ 300 ألف ليرة سورية.

وهذا يعني اعتراف مباشر من وزارة الأوقاف السورية بأن تكلفة طعام شخص واحد فقط لشهر كامل هو 300 ألف. فهل يوجد موظف في مؤسسات الدولة راتبه 300 ألف ليرة في الشهر الواحد؟، وهذا يشير أيضا إلى أن الحكومة السورية تدرك تمام الإدراك أن راتب الموظف في أدنى المستويات وبالكاد يكفيه لبضعة أيام، لكن يبدو أنها عاجزة في رفع رواتب الموظفين أكثر من الراتب الحالي الذي لا يتجاوز عتبة الـ 100 ألف ليرة سورية أي يعادل نحو 36 دولارا أمريكي.

مقدار زكاة شهر رمضان في سوريا

أصدرت وزارة الأوقاف السورية، يوم أمس، بيان المقادير الشرعية من الوزن والنقد السوري للذهب والفضة وصدقة الفطر وفدية الصوم وكفارة اليمين والنذر لعام 2022.

وبحسب ما نشرته الوزارة عبر صفحتها الشخصية على منصة “فيسبوك“، فقد حددت قيمة فدية الصوم بلغت 10 آلاف ليرة سورية عن كل يوم كحد أدنى أو إعطائهم صاع من تمر أو زبيب أو نصف صاع من الطحين بما يعادل هذا المبلغ المذكور أو التبرع بالمبلغ لصالح جمعية الفطر الخيرية عن كل شخص، و10 آلاف ليرة أيضا لصدقة الفطر عن كل شخص، وهي أدنى حد لكل منها.

في حين حددت زكاة المال (85 غرام من الذهب) بـ15.002.500 ليرة سورية، أما كفارة اليمين والنذر بـ 120 ألف ليرة سورية أي بما يعادل إطعام عشرة مساكين أكلتين مشبعتين بحيث يكون إطعام الفقير الواحد 6 آلاف ليرة.

يشار إلى أن الوزارة السورية حددت صدقة الفطر عن الشخص الواحد لرمضان الماضي بمبلغ 3500 ليرة سورية.

في حين، قال رئيس الجمعية الفلكية السورية، محمد العصيري قبل أيام، أنه لا يمكن تحديد شهر رمضان في سوريا هذا العام فلكيا لوضع استثنائي، وهو غروب الهلال بـ 16 دقيقة فقط بعد الشمس بتاريخ 29 من شعبان الموافق لـ 1 نيسان/أبريل اليوم، وهي فترة لا تمكّن من رؤية الهلال.

وأردف العصيري لإذاعة “شام إف إم” المحلية، إنه وفقا للفتوى رقم (7) الصادرة عن “المجلس العلمي الفقهي” فإن هذا العام سنضطر إلى الانتظار والاستعانة بالمراصد المنتشرة في دول الجوار لالتماس هلال رمضان.

وبحسب صحيفة “الوطن” المحلية، يوم أمس، أعلن المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف عقد جلسة لتحري هلال شهر رمضان قبل مغرب اليوم الجمعة 1 نيسان/أبريل، في جامع بني أمية الكبير بدمشق ويدعو المواطنين إلى التماس الهلال وكل من يراه مراجعة أقرب محكمة شرعية لأداء الشهادة فيها، هذا ولم يُحدد بعد موعد أول يوم من شهر رمضان في سوريا حتى ساعة كتابة هذا التقرير.

كما وحددت رئاسة مجلس الوزراء بحكومة دمشق ساعات الدوام الرسمي اليومي الفعلية في شهر رمضان من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة الثانية والنصف بعد الظهر بالنسبة لجميع الجهات العامة الأخرى، موضحة أن “الجهات العامة التي تتطلب طبيعتها استمرار العمل فيها، فتحدد ساعات ومواعيد بدء العمل اليومي وانتهائه وكذلك تنظيم الورديات وفق أنظمتها الخاصة وحسب مقتضيات المصلحة العامة”، وذلك بحسب بيان نشرته “الرئاسة” يوم الثلاثاء الفائت الماضي عبر حسابها الرسمي على منصة “فيسبوك”.

قد يهمك: أسعار فلكية للحلويات السورية.. عيد الفطر على الأبواب

لا انتعاش للاقتصاد السوري

في أحدث تقاريره الذي صدر يوم أمس، أغلق البنك المركزي السوري، الأبواب أمام جميع آمال السوريين الذين ينتظرون مع قدوم رمضان، انفراجة في الاقتصاد السوري الذي يعاني من التضخم وانعدام القدرة الشرائية للمواطنين، في حين أن الليرة السورية التي يعتمد عليها لا تزال تشهد انخفاضا واضحا.

وحول الإجراءات النقدية الأكثر تشددا للحد من شدة التضخم، أفاد مصرف سوريا المركزي في تقريره الأسبوعي، أن تسارع التضخم العالمي نتيجة الأحداث والتطورات العالمية، وكذلك ارتفاع أسعار السلع الأساسية، سيكون له تأثير سلبي على الاقتصاد السوري.

ولفت البنك المركزي، إلى أن هذه الأحداث ساهمت في زيادة التضخم وعدم استقرار الأسعار داخل سوريا، مما يستلزم اتخاذ إجراءات نقدية أكثر صرامة للحد من حدة التضخم، بحسب ما نشرته صحيفة “تشرين” المحلية يوم أمس.

بينما قال رئيس لجنة سوق البزورية في الزبلطاني، محمد السيد حسن، أن الإقبال على شراء المواد الغذائية من السوق لا تتجاوز نسبتها 5 بالمئة مقارنة بالأسبوع السابق لشهر رمضان الفائت. وبيّن في حديثه لصحيفة “الوطن” المحلية، يوم أمس، أن السوق يعاني حالة جمود غير طبيعية. وسببها ارتفاع أسعار المواد من جهة وعدم توفر بعضها من جهة أخرى. يضاف إلى كل ذلك ضعف القدرة الشرائية لدى المستهلك.

وبحسب الخبراء الاقتصاديين أنه في المرحلة القادمة ستتأثر القطاعات الإنتاجية المعتمدة على الاستيراد من أوكرانيا وروسيا، مبينا أنه “إذا استمرت الحرب طويلا فنحن قادمون على الأسوأ، وإذا توقفت الحرب خلال أسبوع فسنحتاج 6 أشهر حتى نعود للوضع الذي نحن عليه قبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا”.

وقال برنامج الأغذية العالمي “WFB” في تقرير لها في آذار/مارس الفائت، مع دخول النزاع في سوريا في عامه الحادي عشر، تواجه الأسر في جميع أنحاء البلاد مستويات غير مسبوقة من الفقر وانعدام الأمن الغذائي. يكافح المزيد من السوريين اليوم أكثر من أي وقت مضى لوضع الطعام على موائدهم.

بدوره، قال السيد مارتن غريفيثس، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ في الأمم المتحدة، في 24 آذار/مارس الفائت، أن الدمار الذي شهدته سوريا لا مثيل له في التاريخ المعاصر.

وأضاف أن ما يقارب نحو 12.4 مليون سوري يعانون حاليا من انعدام الأمن الغذائي. وهذه زيادة قدرها 4.5 مليونا في العام الماضي 2021، وحده وأعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق.

وقد أدى النزاع، والنزوح، والانكماش الاقتصادي الحاد، وانخفاض قيمة الليرة السورية أمام القطع الأجنبي إلى زيادة الضغوط على الأسر التي تكافح الآن من أجل تغطية تكاليف توفير الاحتياجات والسلع الأساسية.

قد يهمك: تخفيض مخصصات الخبز للسوريين في شهر رمضان

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.