خلال الشهر الماضي، أعلنت السفارة الأميركية، عن أن شهر آذار/مارس هو شهر المحاسبة، إلا أن قبيل انتهاء الشهر كان هنالك حدث لم يتوقعه السوريون، لا سيما وأن الشخص المرتبط بالحدث يعد من أقرب الناس، إلى زوجة الرئيس السوري، بشار الأسد، وأحد المتنفذين الذين استفادوا من الحرب وجنوا أموالا طائلة.

هنا الحديث، عن طاهر خضر، أو ما يعرف محليا بـ”أبو علي خضر”، الذي لمع نجمه في كثير من القضايا الداخلية، واستيلائه على العديد من الشركات، حيث شكل فراره محل تساؤل، حول السبب الذي دفع للهروب، فيما أنه قد يكون ضحي به ككبش فداء لتبييض أعمال أسماء الأسد.

أبو علي خضر خارج سوريا

عن هروب أبو علي خضر، قالت مدونات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي، إن الجبهة الاقتصادية لميليشيا الفرقة الرابعة وذراع أسماء الأسد الأيمن المعروف بـخضر علي طاهر، غادرا البلاد بمئات الملايين من الدولارات دون الإشارة إلى وجهته، أو أن سبب هروب الأخير هو اعتقال العديد من أفراد أسرته، بما في ذلك أحد أقاربه.

ففي السبت الفائت، نشر الصحفي السوري، زياد الريس، والذي يعمل لدى الهيئة العربية للبث الفضائي. وينسق أعمالها في مجلس وزراء الإعلام العرب بـجامعة الدول العربية، عبر صفحته، قائلا، “ابو علي خضر أخد حصتو وطلع اخد تعبو لاتقولوا عنو حرامي لا هو كان شريك الحرامي وقرر ياخد حصتو ويهرب”.

وأضاف الريس اليوم الاثنين، في منشور آخر، “سيتم إعادة هيكلة الفساد في سوريا برعاية بشار الأسد. رؤوس فاسدة تطير وتهرب، وأخرى تحاكم شكليا. وسيتم الدفع بوحوه جديدة للساحة الدموية للاستمرار بقتل الشعب السوري جوعا”.

وبحسب صفحة “هنا سوريا” على فيسبوك، فقد هرب خضر من البلاد، وبيده 3 مليارات دولار، والمبلغ المهرّب لا يزيد عن المال الذي جمعه الخضر خلال فترة وجوده مع شقيق الرئيس السوري، ماهر الأسد.

فيما أكدت صفحتي، “جيفارا طرطوس” و”شبكة أخبار نور حلب”، أن الهروب خضر كان بسبب اعتقال صهره – زوج أخته – إيهاب الراعي، وهو المسؤول الأول عن حواجز في الفرقة الرابعة، حيث يخضع حاليا للتحقيق بأوامر عليا.

ونقلت صفحات محلية أخرى، عن مصادر لم تسمها، أن الخضر استدعي للتحقيق من قبل الأجهزة الأمنية، مساء الخميس الفائت. بعد أن شنت حملة مداهمات لمقراته في حي الفيلات الغربية بمنطقة المزة في العاصمة دمشق. وتم اعتقال ثلاثة من رجاله خلال الحملة.

وتأتي الحملة ضد الخضر، وسط استياء شعبي واسع النطاق من الحكومة السورية والتجار على حد سواء. نتيجة للفساد العميق الجذور والانهيار الاقتصادي وموجات ارتفاع الأسعار. وكما يرى من كتابات وتصريحات المواطنين، التي بلغت حد الهجمات الشخصية والاستهزاء بالسلطة الحاكمة.

للقراءة أو الاستماع:  معاقَب دولياً.. “حوت” الاستثمارات في سوريا يهاجم رجال الأعمال بسبب الهجرة

انقسامات في الدائرة المقربة

قد تكون حادثة الخضر إن صحت، مألوفة تماما وشبه شائعة لدى السوريين لا سيما بعد 11 عاما من الحرب، إذ سمع الكثير عن مثل هذه الأحداث خلال السنوات السابقة، وكان أشهرها ابن خال الأسد، رامي مخلوف. لكن حادثة الخضر وبحسب رجل الأعمال السوري، منير الزعبي، تفتح الأعين إلى كيفية رؤية انحراف الاقتصاد السوري عن مساره التاريخي.

https://twitter.com/larahidar/status/1510699377257594881?s=20&t=x8DNEUKiEHyJXhYYW-FKYw

ووفقا لحديث الزعبي، لـ”الحل نت”، في عام 2019، أمر الأسد رجال الأعمال السوريين، بمن فيهم مخلوف، بدفع ملايين الدولارات للبنك المركزي في محاولة لإنقاذ اقتصاد البلاد المدمر. في أيار/مايو 2020، صادرت الحكومة أصول شركة لمخلوف، وهي شركة آبار للخدمات البترولية.

وبحسب الزعبي، فإن زيارة الأسد للإمارات لها مؤشرات ودلالات، لا سيما في تعويمه دوليا وسياسيا. إذ يبدو أن هذا مؤشرا على أن المجتمع الدولي هو صاحب القرار في البلاد، ويجب على الأسد تنظيف ما أنتجته دوائر حكومته في الحرب، إلا أن حادثة خضر قد تفتح الأبواب أمام فضائح جديدة.

وطبقا لحديث الزعبي، فإن هذا أكده من قبل الكاتب البريطاني، باتريك سيل، حيث نقلت المراجع والدراسات رواية مفادها أن التجار التقليديين في سوريا عقدوا صفقة مع حافظ الأسد في بداية حكمه ومن بعده ابنه. إذ يقال إنهم استبدلوا حرياتهم السياسية ودورهم التاريخي مقابل الاستقرار الذي وفره بعد سلسلة الانقلابات والحكم العسكري اليساري وسياسات التأميم.

للقراءة أو الاستماع:  معاقبة دولياً وتمتلك علاقات وثيقة مع إيران.. “لينا كناية” معاونة لوزير شؤون الرئاسة السورية

من هو أبو علي خضر؟

برز اسم خضر طاهر الملقب بـأبو علي خضر في الأشهر الأخيرة، كأحد أباطرة الحرب الجديدة في سوريا. وحظي أبو علي خضر بتأثير ونفوذ أمني كبيرين، نظراً لارتباطه بأسماء الأسد زوجة الرئيس السوري، بشار الأسد.

وخضر علي طاهر، والدته بديعة وردي، ولد عام 1976 في صافيتا بمحافظة طرطوس. ويعد من أبرز رجالات اللواء غسان بلال مدير مكتب ماهر الأسد شقيق بشار وقائد الفرقة الرابعة.

ويمتلك أبو علي خضر شركة “إيلا” للسياحة، ويعتبر شريكاً في تأسيس شركة “الياسمين للمقاولات” بنسبة 90% من الشركة بقيمة 22 مليوناً و500 ألف ليرة سورية. ويرأس مجلس إدارة “الشركة السورية للإدارة الفندقية” وهو شريك مؤسس فيها بنسبة 66.66% من حصتها، بقيمة ثلاثة ملايين و333 ألف ليرة سورية.

وأطلق مطلع العام 2019 شركة “إيماتيل” للاتصالات، وافتتح أول صالة للشركة في أوتوستراد المزة بدمشق. وبذلك ظهر أبو علي خضر كواجهة اقتصادية لأسماء الأسد، لا سيما أن الشركة تعود رسمياً لأسماء الأسد.

ومع أن الصراع قد خلق الكثير من عدم اليقين الاقتصادي، إلا أن معظم الشركات التي لا تزال مزدهرة تعود غالبيتها لرجال أعمال مرتبطين بالمتنفذين في البلاد. وربما يرجع هذا أيضا إلى أن معظم الشركات تركز على المنتجات وخدماتها الأساسية بدلا من المناخ الاقتصادي العام.

للقراءة أو الاستماع: أبو علي خضر: أموال جديدة تضاف إلى رصيد حوت الاتصالات الجديد

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.