طالب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأحد، بالتحقيق في مقتل عشرات المدنيين بمدينة بوتشا قرب العاصمة الأوكرانية كييف، حيث أثار العثور على مئات الجثث في مدينة بوتشا بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف ردود فعل دولية غاضبة، وسط دعوات غربية لفرض عقوبات جديدة ضد موسكو، والتي تُتهم قواتها بجرائم قتل قبل انسحابها من المنطقة هناك، حسب تقارير صحفية.

وانتشرت في منصات التواصل الاجتماعي صور لعشرات الجثث والدمار الذي لحق شوارع مدينة بوتشا، في وقت أفادت تقارير إعلامية أوكرانية بالعثور على 57 جثة في أحد المقابر الجماعية بالمدينة.

استنكار غربي

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد إن القيادة الروسية مسؤولة عن قتل المدنيين في بوتشا، حيث عثر على عشرات الجثث بعد انسحاب القوات الروسية من المدينة، كما تعهد بالتحقيق في كل “الجرائم” الروسية في بلاده.
وقد نشرت وزارة الدفاع الأوكرانية صورا قالت إنها من بوتشا تُظهر جثثا متناثرة في الشوارع، متهمة القوات الروسية التي كانت تسيطر على البلدة بتنفيذ إعدامات بين السكان، فيما شبهت الوزارة الوضع في بوتشا بما جرى في سربرنيتسا البوسنية التي قتل فيها الآلاف منتصف التسعينيات من القرن الماضي.

وفي سياق ذلك، عبرت الولايات المتحدة ودول غربية، اليوم الاثنين، عن الصدمة إزاء ظهور أدلة جديدة على قتل مدنيين في أوكرانيا، وقالت السفارة الأمريكية في كييف على “تويتر”، إن “الصور التي خرجت من بلدة بوتشا الأوكرانية ومناطق أخرى انسحبت منها قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مروعة”.

من جهته، دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون لفرض عقوبات جديدة على موسكو ردا على جرى في بوتشا، وطالب بفرض حزمة جديدة من عقوبات وتدابير واضحة جدا، مشيرا إلى أنه سيقوم بالتنسيق مع الشركاء الأوربيين وخاصة ألمانيا حول ذلك
.
أما وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، فقد أكدت على أنه يجب التحقيق في “الهجمات العشوائية” ضد المدنيين الأوكرانيين في بلدات مثل بوتشا وإيربين، على أنها “جرائم حرب”، مضيفة بأنه لن يتم السماح لروسيا بالتستر على تورطها في هذه الفظائع، من خلال التضليل الفاضح، وسيكون هناك ضمان للكشف عن الحقائق.

قد يهمك:بعد سوريا.. روسيا تعيد استحضار سيناريو هجوم كيماوي في أوكرانيا

روسيا تنفي

نفت وزارة الدفاع الروسية تعرض المدنيين في بوتشا لأي اعتداء عندما كانت المدينة تحت سيطرة القوات الروسية،واصفة كل الصور والتسجيلات المصورة، التي نشرتها كييف لمزاعم جرائم اقترفتها القوات الروسية بحق المدنيين في بوتشا، بأنها عمل استفزازي، واستعراض جديد من قبل السلطات الأوكرانية.

وردت الدفاع الروسية على الاتهامات الغربية، أن المناطق الجنوبية في بوتشا تعرضت في وقت سابق لإطلاق نار كثيف من قبل القوات الأوكرانية باستخدام المدفعية الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ، مؤكدة أن كل القوات الروسية خرجت بشكل كامل من بوتشا في 30 آذار/مارس الماضي .

كما طلبت موسكو من مجلس الأمن الدولي عقد جلسة غدا الاثنين لمناقشة ما وصفته بأنه “استفزاز من قبل متطرفين أوكرانيين” في بوتشا بعد أن اتهمت كييف القوات الروسية بقتل مدنيين هناك.

إقرأ:بعد غزو أوكرانيا.. تأثير العقوبات يضرب الاقتصاد الروسي

وكان رئيس بلدية مدينة بوتشا الواقعة على بعد 37 كيلومترا شمال غربي العاصمة أن 300 من السكان قتلوا خلال احتلال الجيش الروسي الذي دام شهرا للمدينة، في الوقت الذي يدعو فيه الغرب أن يواصل المجتمع الدولي تزويد أوكرانيا بالدعم الإنساني والعسكري الذي تحتاجه، مع زيادة العقوبات لقطع التمويل عن آلة بوتين الحربية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة