وصفت الجزائر على المدى البعيد بأنها حليف قوي للحكومة السورية، إذ تميَّزت مواقف الجزائر عن مواقف جميع الدول العربية، وكان أول موقف جزائري صريح وعلني ومفاجئ لجميع الدول العربية، التي كانت في صف رفض تصرفات الدولة السورية ضد المتظاهرين.

ولكن، ومع تهديد الأمن الغذائي للبلاد، يبدو أن الدولة الجزائرية أيقنت أن الصديق الوحيد لها هو عدم اللعب في لقمة عيش الشعب، إذ اتخذت جملة قرارات بسبب تأثير الأزمات الدولية عليها، من أجل الاستقرار الداخلي في البلاد.

الجزائر تحظر تصدير السكر

رفضت الجزائر طلب لبنان الذي يعد الخاصرة التي تتنفس منها سوريا، بإعفائه من قرارها منع تصدير السكر، على خلفية الحرب الروسية على أوكرانيا وتداعياتها على الأمن الغذائي.

ففي 13 آذار/مارس الفائت، أمر الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، بفرض حظر على تصدير العديد من المنتجات الغذائية المدعومة من الدولة. ووفقا لتعليمات رئيس الدولة، اتخذت دائرة كامل رزيق إجراءات بحظر التصدير لكلا من، البطاطا، والسكر، وزيت فول الصويا، والبيض الطازج، والثوم، والبقول، والقمح، ودقيق القمح، والمركزات الثلاثية من الطماطم، وأخيرا المعكرونة.

وقالت الحكومة إنها اتخذت جميع الاحتياطات الممكنة لتأمين ما يكفي من الحبوب لتلبية المتطلبات المحلية. وتشير الصحافة المحلية إلى أن البيان صدر وسط مخاوف من أزمة إمدادات بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا ، مما قد يؤدي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية المحلية ، بالإضافة إلى اضطرابات مدنية وعدم استقرار سياسي.

وتعد الجزائر المورد الأول للسكر إلى لبنان بحجم استيراد يبلغ سنويا 60 ألف طن، كما يستورد لبنان معظم حاجاته من القمح، 70 بالمئة من أوكرانيا وروسيا، ويستورد أيضاً نحو 100 ألف طن من الزيوت النباتية.

للقراءة أو الاستماع: حوالي 100 مليار ليرة لتوريد السكر الذكي إلى سوريا

السكر السوري سيرتفع

وعن الوضع في سوريا، يصف تاجر المواد الغذائية، صفوان الصميعات، لـ”الحل نت”، أن ارتفاع السكر وشيك في البلاد، إذ تعد لبنان أحد المنافذ التي تستقبل منها سوريا السكر، بالإضافة لأن قرار الجزائر بمنع تصدير السكر، سيحول أنظار اللبنانيين إلى السكر السوري.

الصميعات، تخوف في حديثه من ارتفاع المواد التي تدخل فيها السكريات، خصوصا في رمضان، كالحلويات. ففي حال ارتفع السكر وتم تهريبه إلى لبنان، ستشهد السوق السورية غلاء فاحشا. خصوصا أن الأسواق قد تأثرت منذ الأيام الأولى للغزو الروسي على جارتها الغربية أوكرانيا، ولا سيما دول الشرق الأوسط ومنها لبنان، حيث شهدنا زيادة قياسية في الأسواق، في العديد من المدن اللبنانية.

فسبق وأن أعلن وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني أمين سلام، عقب اجتماع للجنة الوزارية المكلفة بمتابعة ملف الأمن الغذائي، عن توافر المواد الأساسية وندرة القمح والزيوت النباتية والسكر.

وترأس رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، قبل أيام، اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة ملف الأمن الغذائي، بمش وعقب الاجتماع قال الوزير سلام: “عقدنا اجتماعا للجنة الأمن الغذائي برئاسة رئيس الوزراء بخصوص موضوع المواد الأساسية في السلة الغذائية ، بعد مخاوف سائدة من انقطاع هذه المواد”.

للقراءة أو الاستماع: “حاميها حراميها” حكومة الإنقاذ تحدد سعر السكر بإدلب

السكر الذكي إلى سوريا

شهدت الأسواق السورية، ارتفاعا متسارعا للأسعار خلال الآونة الأخيرة، فمنذ مطلع شباط/فبراير الماضي، ومع صدور قرار الحكومة بإلغاء الدعم عن شريحة من المواطنين، أُصيبت السوق السورية بحالة من فوضى احتكار المواد، ورفع أسعارها من قبل التجار دون وجود أي رادع حكومي.

تعتبر القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء محدودة الفعالية، وبعيدة عن ما يطالب به المواطنون، حيث لم تتضمن عدا الموافقة على “استيراد السكر” ما يؤثر إيجابيا على المواطنين بشكل مباشر.

فالموافقة على المشروع الكهروضوئي، يتعلق بمبنى مجلس الوزراء نفسه، وليس له علاقة بالمعاناة الكبيرة التي يشهدها المواطنون نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، والذي شهد انقطاعا تاما لأيام متلاحقة في مناطق كثيرة في ريف دمشق، ودمشق، حسب موقع “الحل نت”.

كما لم تنفذ الحكومة حتى الآن كل وعودها بمنع الاحتكار، وتخفيض الأسعار وتأمين المواد الأساسية للمواطنين، حيث ارتفاعات الأسعار لا تزال مستمرة، حسب “الحل نت”.

وتشهد الحكومة السورية تخبطا في القرارات، وفي سياساتها الاقتصادية والتي تبدو بعيدة عن الواقع الحالي، المرتبط بمختلف التغيرات الداخلية من جهة، والخارجية المتعلقة باضطراب الأسواق العالمية بعد الحرب الأوكرانية من جهة أخرى.

للقراءة أو الاستماع: بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.. أزمة قمح في لبنان والزيت والسكر على الطريق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.