نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا، تأثرت عدة دول بهذه الحرب، خاصة على المستوى الاقتصادي نتيجة ارتفاع أسعار النفط عالميا وأجور النقل، مما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في الأسعار بشكل عام، لاسيما القمح والذرة والزيوت والسكر، حيث أن روسيا وأوكرانيا هما أكبر دولتين مصدرين لهذه المواد بنسبة كبيرة للعديد من الدول، وقد تأثرت الأسواق منذ الأيام الأولى للغزو الروسي على جارتها الغربية أوكرانيا، ولا سيما دول الشرق الأوسط ومنها لبنان، حيث شهدنا زيادة قياسية في الأسواق، في العديد من المدن اللبنانية.

القمح غير مؤمن بعد في لبنان

حذر رئيس جمعية المطاحن، أحمد حطيط، في مقابلة مع إذاعة “صوت كل لبنان” قبل يومين، من ارتفاع إضافي حتمي في سعر ربطة الخبز الأسبوع المقبل، مبينا أن السعر يعتمد على سعر “القمح والمازوت والدولار”، وكلها في حالة زيادة.

وكشف حطيط للإذاعة اللبنانية المحلية، أن مخزون القمح المدعوم من مصرف لبنان في الوقت الحاضر يكفي ما بين عشرين يوما إلى شهر كحد أقصى، مبينا أن هناك ثلاث سفن تنتظر فتح اعتمادات من مصرف لبنان، الذي وعد بتحويل الأموال بوتيرة أسرع.

وبخصوص الخمسين ألف طن التي تحدث عنها وزير الاقتصاد اللبناني، أمين سلام، أشار حطيط إلى أنها مرتبطة بالمناقصة التي ستجريها الوزارة، لكنها تنتظر تحويل الأموال المزمع طرحها.

من ناحية أخرى أكد حطيط أنه حتى الآن لا يوجد شيء جاد في “تأمين بدائل للقمح الأوكراني”، ووعد البنك الدولي بتأمين القمح لمدة ستة أشهر ولا يوجد شيء ملموس حتى الآن.

قد يهمك: سجن رومية اللبناني: فرع لسجن صيدنايا السوري على الأراضي اللبنانية؟

زراعة القمح “ضرورة وطنية”

قال رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، إن زراعة القمح بنوعيه الطري والصلب حاجة وضرورة وطنية.

ودعا ميقاتي، في تصريح لوسائل الإعلام اللبنانية، يوم أمس، إلى ضرورة التوجه نحو اقتصاد منتج لمواجهة الظروف الصعبة الراهنة والنهوض بلبنان.

وكان مجلس الوزراء اللبناني قد كلف في اجتماعه بالسادس عشر من شهر آذار/مارس الفائت، وزير الزراعة بوضع رؤية لزراعة القمح في لبنان، كما أكد ميقاتي أن المناقشات مع منظمة “الفاو” أظهرت أن لبنان يمكن أن يحقق اكتفاء ذاتيا من القمح بزراعة 8 آلاف دونم (1.9ألف فدان تقريبا) في مناطق مختلفة بالبلاد، وذلك لوقف الاستيراد وإنتاج ما يكفي الاستهلاك المحلي، وفقا لوسائل إعلام لبنانية.

وبحسب مصادر محلية، يواجه لبنان أزمة كبيرة في توفير القمح والطحين، إذ يعتمد بشكل رئيسي على واردات القمح من أوكرانيا وروسيا، فيما لا يكفي المخزون سوى لشهر واحد بسبب عدم وجود أماكن لتخزين القمح بعد انهيار صوامع التخزين الرئيسية في انفجار ميناء بيروت البحري.

وفي أعقاب الحرب في أوكرانيا، صرح وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام، قبل أيام لوسائل الإعلام، بأن لبنان يستورد حوالى 50 إلى 60 بالمئة من القمح من أوكرانيا، فيما يعتمد في تلبية بقية احتياجاته من بعض الدول التي تجاورها.

وأكد أن الحكومة بدأت منذ قرابة ثلاثة أشهر التواصل مع عدد من الدول بينها الولايات المتحدة الأمريكية والهند وكندا وبعض الدول الأوروبية المنتجة للقمح الطري الذي يوافق إنتاج لبنان من الخبز العربي، منوّها إلى أن لبنان يحتاج بين 40 و50 ألف طن شهريا من القمح لتغطية حاجة السوق المحلية، إلا أن قدراته التخزينية لا تتعدى شهر أو شهرين على الأكثر.

ويعتمد لبنان على القمح الطري المستورد من الخارج في إنتاج الخبز، أما القمح الصلب المنتج محليا فيستخدم في أغراض أخرى بخلاف إنتاج الخبز، وفقا لتقارير صحفية لبنانية.

قد يهمك: ماذا ينتظر التيار السني في لبنان بعد انسحاب سعد الحريري؟

شح في الزيوت النباتية والسكر

أعلن وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني أمين سلام، عقب اجتماع للجنة الوزارية المكلفة بمتابعة ملف الأمن الغذائي، عن توافر المواد الأساسية وندرة القمح والزيوت النباتية والسكر.

وترأس رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، قبل أيام، اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة ملف الأمن الغذائي، بمش وعقب الاجتماع قال الوزير سلام: “عقدنا اجتماعا للجنة الأمن الغذائي برئاسة رئيس الوزراء بخصوص موضوع المواد الأساسية في السلة الغذائية ، بعد مخاوف سائدة من انقطاع هذه المواد”.

وقال الوزير اللبناني، سلام: “عقدنا جلسة للجنة الأمن الغذائي برئاسة دولة رئيس الحكومة تتعلق بموضوع المواد الأساسية في السلة الغذائية، بعد التخوف السائد من انقطاع هذه المواد”.

وأضاف “طمأنا دولة الرئيس، بحضور القطاع الخاص المتمثل بنقابات المستوردين وأصحاب السوبر ماركت والمطاحن والمعنيين بالأمن الغذائي، الذين أكدوا لنا أنه عدا الشح المقدر في القمح والزيوت النباتية والسكر، فإن كل المواد الأساسية الأخرى موجودة”، لكن لا يوجد شيء ملموس حتى الآن.

وكان سفير أوكرانيا لدى لبنان، إيهور أوستاش، قال في وقت سابق، إن العملية الروسية ستؤثر سلبا على الإمدادات الغذائية في لبنان، وفقا لوسائل إعلام.

وأوضح في مؤتمر صحفي بمقر السفارة الأوكرانية في بيروت أنه “في عام 2021، استوردت لبنان ما مجموعه 754 ألف طن من الحبوب، منها 558 ألف طن من أوكرانيا، أي 74 بالمئة من الحبوب المستوردة”.



قد يهمك: لبنان تستعيد علاقاتها مع دول الخليج.. ما تأثيره على المنطقة؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.