تعود موجة الاغتيالات في مناطق الشمال السوري، الخاضعة للنفوذ التركي شمالي حلب، والتي تستهدف قادة وعناصر من “الجيش الوطني” المدعوم من أنقرة وأحيانا أخرى مدنيين، وسط انفلات أمني، وعدم قدرة الجهات الأمنية المختصة على ضبط الوضع الأمني المتردي في عموم المنطقة.

وفي السياق، أفادت مصادر محلية لـ “الحل نت” بمقتل خمسة عناصر من “الجبهة الشامية” وجرح تسعة آخرين، بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، جراء استهداف مسلحون مجهولون حاجز لها، على مدخل بلدة “سجّو” شمال مدينة إعزاز.

وأضافت المصادر أن |بعض الإصابات في حالة حرجة ما يرجح زيادة عدد القتلى، حيث تم إسعافهم إلى داخل الأراضي التركية”.

وأشارت المصادر أن “المسلحين كانوا يستقلون سيارة نوع “فان” بدون نمرة، ودراجات نارية أيضا، أطلقوا الرصاص مباشرة على عناصر الحاجز، وأغلب العناصر الذين قتلوا تلقوا رصاصات في منطقة الرأس، ومنهم القيادي محمد حمدو المعروف باسم (أبو حمدو بربوري) مسؤول الأمنية في قطاع “قاطمة”، وعلي بعجر وعمر حنورة، وإسماعيل عبد القادر”.

“العمشات” و”أحرار الشام” في دائرة الأتهام

مصدر مقرب من “الجبهة الشامية”، فضل عدم الإفصاح عن اسمه، تحدث لـ “الحل نت” قائلا، إن “المتهم الأول بقتل عناصر الحاجز، هم حركة “أحرار الشام”، لوجود توتر بين المجموعتين خلال اليومين الماضيين، تخلله تبادل التهديدات بالانتقام من بعض، على خلفية الاشتباكات الأخيرة بينهم في قرية الحدث شمالي مدينة الباب بسبب السيطرة على معابر التهريب، والتي أسفرت عن سقوط جرحى وقتلى، وأسرى من الطرفين”.

وأوضح المصدر أن “الاتهام الموجه لخلايا تنظيم “داعش” الإرهابي بتنفيذ الهجوم وأسر بعض منهم دون نشر صور أو فيديوهات لهم، ما هو إلا تمويه وتهدئة لعناصر الجبهة الغاضبين، والذين توعدوا عناصر “أحرار الشام” بالانتقام، لأنهم يوقنون أنهم وراء الهجوم”.

بينما اتهمت مصادر أخرى مقربة من “الجبهة الشامية”، فصيل “سليمان شاه” (العمشات) بالوقوف وراء العملية، كون “الجبهة الشامية” تعدّ الفصيل الأكبر في غرفة العمليات الموحدة “عزم” المكوّنة من عدة فصائل، والتي تبنت تنفيذ القرارات التي صدرت عن لجنة التحقيق في انتهاكات فرقة “السلطان سليمان شاه” وعزل قائدها “أبو عمشة” من منصبه.

بعد ساعات قليلة من الهجوم الأخير، تعرض مقر مبنى “الائتلاف” المعارض في مدينة إعزاز، لهجوم آخر، حيث أطلق مسلحون يستقلون سيارة، النار على مقر الائتلاف ولاذوا بالفرار، فيما لم يصب حراس المقر بأي أذى، وفقا لمراسل “الحل نت” في المنطقة.

قد يهمك:بعد عزله ونفيه.. تعيين بديل لـ”أبو عمشة”

اشتباكات متكررة

إلى ذلك، شهدت قرية “ميدانكي” التابعة لناحية “شران” بريف عفرين شمالي حلب، الثلاثاء، اشتباكات مسلحة بين مجموعتين من “فيلق الشام” التابع لـ “الجبهة الوطنية للتحرير”، تسببت بمقتل عنصر وجرح أكثر من 15 آخرين، إضافة لإصابات في صفوف المدنيين.

وفي التفاصيل، أفاد مراسل “الحل نت” أن “الاشتباكات جاءت جراء خلاف على توزيع وجبات الإفطار على المدنيين وعوائل بعض المقاتلين، حيث حرم البعض منها، بحجة عدم وجود حصص كافية، ليتحول الأمر إلى تخوين بين العناصر المشرفين على التوزيع، تطور إلى اشتباك بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة”.

إقرأ:بعد قرار العزل.. من يحاسب “أبو عمشة” على السرقات والجرائم؟

وتشهد مناطق النفوذ التركي في الشمال السوري، فوضى أمنية وعمليات اغتيال متكررة تطال عناصر وقادة من “الجيش الوطني”، إضافة إلى عمليات تفجير سيارات ودراجات مفخخة وعبوات ناسفة، غالبا ما تطال مدنيين أيضا، وتتسبب بأضرار مادية كبيرة في الممتلكات والمنازل، دون وجود رقيب أو حسيب على ذلك.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.