في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تعيشها سوريا، فضلا عن المشاكل التي أفرزتها 11 عاما من الحرب، زادت الضغوط النفسية على السوريين، وسط تراجع كوادر الطب النفسي والاهتمام في هذا القطاع.

ندرة في الأخصائيين

مدير مشفى ابن سينا للأمراض العقلية في دمشق أيمن دعبول، كشف عن قلة الأخصائيين النفسيين في سوريا، حيث أكد أن عدد الأطباء في سوريا حاليا يبلغ 45 طبيبا في كافة أنحاء البلاد.

ولفت دعبول في تصريحات لإذاعة “ميلودي إف إم” إلى أن حاجة البلاد إلى الأخصائيين النفسيين، “تصل إلى 10000 طبيب نفسي بالحد الأدنى، وذلك بالنظر إلى عدد السكان“.

قد يهمك: سوريون مجبرون على شراء زيوت ضارة.. تعرفوا عليها

الإقبال ضعيف على العلاج النفسي

وتحدث دعبول عن تفاقم المشاكل النفسية لدى السوريين، مشيرا إلى أن الإقبال على العلاج النفسي يعتبر “ضعيف” في سوريا، وذلك “بسبب الوصمة الاجتماعية كما الوصمة على المريض النفسي، والناجمة عن عمل الطبيب حيث يصور الطبيب النفسي دائما، على أنه شعر منكوش ولباس معين” حسب قوله.

كما تحدث الأخصائي عن نقص الكوادر في مستشفى “ابن سينا“، لافتا إلى أن عدد الأطباء في المشفى “هو فقط 2 مقابل 480 مريض بالإضافة لثلاثة مقيمين، علما أن المشفى بحاجة ل30 طبيب، بالإضافة للنقص بالاختصاصات الأخرى والتمريض“.

وكانت تقارير حقوقية كشفت في وقت سابق، عن معاناة أنه أكثر من ثلاثة أرباع اللاجئين السوريين من أعراض نفسية خطيرة، لصحيفة “الغارديان“.

وتدعو جمعية خيرية بريطانية إلى مزيد من الاستثمار في خدمات الصحة العقلية للاجئين في عدة دول بعد أن وجدت أعراض اضطراب ما بعد الصدمة منتشرة على نطاق واسع في دراسة استقصائية عن السوريين النازحين.

وقالت منظمة الإغاثة السورية إن اللاجئين والنازحين داخليا بسبب النزاع يكافحون من أجل الحصول على الدعم.

كما وجدت دراسة استقصائية شملت 721 سوريًا يعيشون في لبنان وتركيا وإدلب في شمال غرب سوريا أن 84 في المئة لديهم على الأقل 7 من أصل 15 من الأعراض الرئيسية لاضطراب ما بعد الصدمة.

وتسبب الضغوط النفسية في سوريا، بارتفاع نسبة إصابة الشباب باﻻحتشاء القلبي في سوريا، بنحو 15 بالمئة.

ما هي الأسباب؟

وأرجع أستاذ أمراض القلب في كلية الطب بجامعة “تشرين“، الدكتور إياس الخيّر ارتفاع نسبة الإصابة بهذا المرض إلى “الضغط النفسي الشديد والوضع المادي السيئ، وما قد يرافقه من عزوف عن تناول الأدوية اللازمة والضرورية“، معتبرا أن ما سبق “أسباب تلعب دورا كبيرا في زيادة حدوث مثل هذه الاحتشاءات وبأعمار صغيرة، بسبب ما يرافقها من إفراز هرمونات الشدة والتقبض الوعائي الشديد“.

ومن أحد أهم القضايا التي تسبب الضغط النفسي للسوريين، هي الوضع الاقتصادي الذي تعيشه البلاد منذ سنوات، واستمرار الأزمات المعيشية الناتجة بشكل رئيسي عن ارتفاع أسعار مختلف السلع والخدمات الأساسية.

قد يهمك:دمشق.. زيت الصويا بديلا عن دوار الشمس بسبب أزمة تأمينه

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.