لطالما تميزت الأسواق السورية في رمضان بعرض بعض الأكلات التي أصبحت مع الزمن ترتبط بسوريا حتى باتت تقترن بها شعبيا وعالميا، ولعل من كان يزور دمشق في رمضان كان يقصد بشكل خاص حي الميدان الدمشقي لتناول الناعم والعرقسوس والمعروك وغيرها من الأطعمة والمشروبات التي تعتبر في دمشق مميزة عما سواها.

طقوس مستمرة

لم تستطع الحرب ولا الأزمة الاقتصادية المستمرة وحتى ارتفاع الأسعار الجنوني من إلغاء الطقوس الرمضانية في دمشق، التي يرى أهلها أنها آخر الأشياء الجميلة التي بقيت لهم وفي نفس الوقت قادرة على زرع الابتسامة على وجوههم رغم كل ما يمرون به.

فالسائر في الأسواق الدمشقية القديمة في رمضان سيرى مزيجا من الألوان والروائح الشهية لأطعمة ومشروبات من الصعب اجتماعها في نفس الوقت وبهذا الشكل، وتضفي عليها صرخات الباعة مزايا خاصة حين يبدعون بوصف بضاعتهم.

العرقسوس، من أشهر المشروبات في رمضان، وأكثرها تواجدا على الموائد، والذي يصنع في المنازل كما يصنع على بسطات خاصة وبطريقة تميزه عن بقية المشروبات، وحسب موقع “بيزنس 2 بيزنس” المحلي، يبدأ صنع العرقسوس، من نقع جذور نبتة العرقسوس في إناء، ويضاف إليه بيكربونات الصوديوم والماء، ثم يوضع في قماشه ويترك جانبا حتى يختمر، ليتم تصفيته باستخدام قطعة من القماش النظيف، ويكون هناك وعاء تحتها ويتم إضافة الماء إلى العرقسوس مع الضغط عليه ليصفى في الوعاء أسفل القماشة.

ونقل الموقع عن أحد بائعي العرقسوس أن بيع هذا المشروب عملية الرابحة بلا شك مهما بيع بسعر رخيص، فيما يتوجه بمشروبه المميز لعشاقه ومدمنيه الذين لا يكملون إفطارهم إذا لم يتصدر كأس العرقسوس البارد موائدهم.

كما تنتشر في الأسواق بسطات صغيرة لبيع الخبز الناعم والمعروك والتمر الهندي وغيرها، وينقل الموقع عن أحد بائعي الخبز الناعم أنه يستعد لموسم الخبز الناعم قبل موعده بنحو ثلاثة أشهر، فيحضر العجينة ويحتفظ بها، وعندما يهل شهر رمضان يحضر هذه الوجبة الشامية المميزة، يقليها ويزينها بالدبس ويبيعها، مع عبارات من أشهرها ” الهوى رماك يا ناعم”.

إقرأ:حلويات رمضان تغيب عن الموائد السورية بسبب الأسعار المرتفعة

تحضير أطعمة رمضان منزليا

أدى ارتفاع الأسعار بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة، والذي شمل كل شيء إلى دفع الناس لتحضير الأطعمة الرمضانية التقليدية في المنازل بسبب عدم قدرتهم على شرائها من السوق.

فقد ارتفعت أسعار مأكولات رمضان، ومنها الحلويات التي تُشتهر بها دمشق، والتي كانت تتصدر موائد الإفطار، فاليوم بات العديد من المواطنين يشترونها بالقطعة إن أمكن ذلك، والبعض الآخر حُرم منها لعدم قدرته المادية على الشراء.
حيث أن سعر قطعة المعروك السادة الصغيرة يبدأ من 1300 إلى 2000 ليرة سورية، أما سعر معروك دبل سادة 4000 ليرة سورية، أما بالنسبة لسعر المعروك المحشي بالتمر أو جوز الهند 5000 ليرة سورية، بينما سعر كيلو النهش أشهر الحلويات الرمضانية بلغ 25 ألف ليرة سورية، بينما سعر طبق صغير من الخبز الناعم 7000 أما الحجم الكبير 10000 ليرة سورية، بينما تختلف الأسعار بين محل وآخر بنفس السوق، حسب متابعة “الحل نت”.

أما سعر المعروك المحشي بالشوكولا يتراوح بين 4000 – 5000 ليرة سورية حسب نوع الحشوة الموضوعة بها، بينما سعر كيلو النمورة بالسمن الحيواني بين 26 – 30 ألف ليرة سورية، والعادي ب18 ألف، أما سعر قطعة واحدة من الغريبة بالقشطة يتراوح بين 2500 – 3000 حسب حجمها.

وحسب متابعة “الحل نت”، فإن ارتفاع الأسعارجاء لارتفاع معظم المواد الأولية التي تدخل بصناعة الحلويات، حيث بلغ سعر كيلو السمن البقري 64 ألف ليرة سورية، بينما سعر كيلو الزبدة الحيواني 34 ألف ليرة سورية وهذا يسبب تفاوتا بالأسعار حسب السمنة المستخدمة إن كانت سمنا نباتيا أو حيوانيا بالإضافة إلى الكميات الموضوعة، كما يصل سعر كيلو شوكولا نيوتيلا إلى نحو 36 ألفا وآخر بسعر 15 ألف ليرة سورية.

كما ارتفعت أسعار التمور ارتفعت بشكل مضاعف ليصل الكيلو إلى 14 ألف ليرة، بعد أن كان لا يتجاوز 7 آلاف ليرة بأحسن وأجود أنواعه التي يتم إدخالها في معجنات رمضان، بالإضافة لارتفاع سعر الغاز الصناعي التي ارتفعت في السوق الحر إلى 130 ألف ليرة بعد أن تم توقيفها كمادة مدعومة للحرفيين، وشبه انقطاع لمادة المازوت ما يضطر الحرفي لشراء الغالون سعة 20 ليترا بـ 100 ألف ليرة من السوق السوداء.

قد يهمك:المشروبات الرمضانية في سوريا.. كيف تأثرت بالأوضاع الاقتصادية؟

ويمر شهر رمضان الحالي، كأحد أقسى الشهور التي عرفها السوريون خلال سنوات طويلة، إذ سبقه موجات متلاحقة من ارتفاع الأسعار التي أدت لتدهور الوضع الاقتصادي للسوريين وحرمانهم من الأجواء الرمضانية التي اعتادوا عليها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.