مرة واحدة في العام، يحل شهر رمضان على المسلمين في جميع أنحاء العالم، الذين يصومون 30 يوما، وكل يوم يبذلون جهودا متضافرة لتحسين شخصيتهم وإعادة الاتصال بعقيدتهم. ووفقا للعقيدة الإسلامية، كان النبي محمد يفطر تقليديا بالحليب أو الماء والتمر. ويحب الكثيرون الاقتداء بأفعال النبي، ويختارون أيضا أن يفطروا بالطريقة نفسها.

ولكن على مر السنين، ارتبطت مجموعة واسعة من المشروبات اللذيذة المليئة بالفوائد الصحية بالشهر الكريم في جميع أنحاء المنطقة. إذ تلعب المشروبات في رمضان دور البطولة على مائدة الإفطار. وعلى الرغم من اختلاف أنواعها وأسعارها هذا العام، إلا أن المشروبات الرمضانية يجب أن تكون على المائدة الرمضانية.

أصعب رمضان

ارتفعت أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء البلاد بشكل كبير – ارتفعت تكلفة المواد الغذائية الأساسية بنسبة مذهلة بلغت 313 في المائة مقارنة بأرقام عام 2021. واليوم، لا يعرف عدد قياسي من السوريين ماذا سيأكلون غدا.

وحول المشروبات الرمضانية في دمشق، والتي تأثرت أيضا بارتفاع الأسعار. فكان الأرخص سلعة هو مشروب العرق سوس، فبلغت تكلفته 1500 ليرة سورية. بينما الأغلى كان مشروب التمر هندي، وبلغ ثمن الليتر 3000 ليرة سورية.

أما مشروب الجلاب، وبحسب موقع “أثر برس” المحلي، والذي تكلفته 2500 ليرة سورية هذا العام، وهو من بين العصائر المعتادة التي تدخل جميع المنازل خلال شهر رمضان، وإلى جانبه أيضا عصير الليمون والذي بيع هذا العام بـ 2500 ليرة سورية.

وبلغ سعر مشروب التوت الشامي 3000 ليرة سورية، وكيس ماء الورد بيع مقابل 2500 ليرة سورية. كما درجت في الأسواق، حاويات بلاستيكية تبيع عصير الفاكهة الطبيعي. فتباع العبوة البلاستيكية من  مزيج الليمون مع النعناع أو الفراولة والخوخ أو أي عصير الفاكهة بسعر 4000 ليرة سورية. ويتصاعد سعره حسب الفاكهة المخلوطة إل أن تصل العبوة إلى 12 ألف ليرة.

وفقا لما نقله الموقع عن التجار، فإن الطلب على هذه المشروبات هو نفسه كما كان في السنوات الماضية. ولكن ما تغير هو أن المواطنين يشترون الآن نوعا واحدا فقط من المشروبات بدلا من نوعين أو ثلاثة لتوفير المال. وتبع ذلك انخفاض في الطلب على عصائر طبيعية.

ويرتبط السعر المرتفع لهذه العصائر، وفقا للبائعين، بالتكلفة العالية للمكونات الخام المستخدمة، وخاصة السكر.

للقراءة أو الاستماع: “مسحراتي سوريا” الطقس الرمضاني الغائب الحاضر

أشهر خمسة مشروبات رمضانية في سوريا

يأتي الجلاب في المرتبة الأولى لدى العائلات السورية، وهو مشروب شائع في بلاد الشام، بما في ذلك  فلسطين وسوريا ولبنان والأردن. غالبا ما يتم تقديم المشروب ذو اللون الأحمر الداكن في كوب مع الثلج. ويتكون من مزيج من التمر ودبس العنب وماء الورد وينتهي بتزيين كل من الصنوبر والزبيب.

ويأتي ثانيا، المشروب البرتقالي، قمر الدين، وهو لامع مصنوع من جلد فاكهة المشمش المجفف. يُعتقد أن صناعته بدأت في سوريا، وتحديدا في منطقة الغوطة، حيث يتم إنتاج المشمش الأكثر ملاءمة لصنع المشروب في سوريا.

في كثير من الأحيان، يضيف الناس ماء الورد أو ماء زهر البرتقال لتعزيز مشروب قمر الدين، والذي يتم تقديمه باردا وسميكا. ويختار البعض أيضا إضافة قطع المشمش الطازجة أو المجففة إلى مشروبهم، حسب تفضيلاتهم. ويعتبر المشروب مفيدا بشكل خاص لمن يصومون في رمضان، حيث يعتقد الكثيرون أن حلاوته تمنع الصداع والإرهاق وتساعد في توفير الطاقة وترطيب الجسم.

أما عصير التمر الهندي، والذي يصنع من فاكهة التمر الهندي، وهو مشروب لاذع يسيل له لعاب الصائمين. وهو مصنوع من التمر الهندي المسحوق والماء والسكر وعصير الليمون اختياريا. وعلى غرار قمر الدين، فإن عصير التمر الهندي له العديد من الفوائد الصحية. فعلى سبيل المثال، فهو مضاد للالتهابات ويساعد في الحفاظ على ضغط دم صحي.

مشروبات لساعات الصيام

وعلى الرغم من أن عرق السوس غالبا ما يرتبط بالحلويات، إلا أنه في الشرق الأوسط، وخاصة في مصر وسوريا. ويتم الاستمتاع بمشروب عرق السوس، على نطاق واسع خلال شهر رمضان.

ويتكون هذا المشروب الحلو والمر قليلا من جذور نبات عرق السوس ويقدم باردا. يمكن شراؤها من أكشاك العصائر أو من الباعة الجائلين الذين يحملونها على ظهورهم بالإبريق النحاسي. لكن ما يميز العرق السوس عن غيره من المشروبات أنه يرفع تركيز الكورتيزول في الدم، أي يساعد على إبعاد القلق والتوتر.

أما عصير الخروب، والمنتشر في لبنان وفلسطين ومصر. فهو مصنوع من القرون الصالحة للأكل التي تأتي من شجرة الخروب. ويحتوي المشروب على العديد من الفوائد الصحية – مثل تقوية جهاز المناعة -. وهو مليء بالألياف والبروتين ومضادات الأكسدة، مما يجعله وسيلة رائعة لتجديد الجسم بعد عدة ساعات بدون طعام.

الجدير ذكره، شهر رمضان بدأ هذا العام في بداية شهر نيسان/أبريل. ودرجة الحرارة في دمشق تقارب الـ30، واليوم طويل جدا وغروب الشمس الساعة حوالي الساعة 7:00. وبحلول هذا الوقت يكون السوريون مستميتا للحصول على كوب من الماء أو مشروب مثلج لقتل عطشهم.

للقراءة أو الاستماع: غلاء الأسعار يبعد الأطعمة الدسمة عن الموائد السورية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.