الكليچة. أكلة عراقية شهيرة، وهي أشهر طقوس العيد، لكنها ترتبط بشهر رمضان؛ لأن صناعتها تتم في الأيام الأخيرة منه، لكي تكون جاهزة في يوم العيد.

تعد الكليچة من أهم التقاليد والعادات الموروثة في العراق منذ حقب زمنية بعيدة، ورغم تطور صناعة هذه الأكلة، إلا أن طقس عملها في البيت لم يندثر، وهو السائد حتى اليوم.

الكليچة هي من أشهر أنواع الكعك المنتشرة في العراق، وتصنع من الطحين والزيت والحليب والسكّر، ويتم استخدام التمر والحلقوم في الحشو، إضافة إلى الهيل وماء الورد والسمسم وبعض المكسّرات.

“لمة حبايب”

من أبرز المكسّرات التي تستخدم في صناعة الكليچة، الجوز، بحيث يتم تشكيل كريات متساوية الحجم من العجين، ووضع قليل من الحشو بداخلها، ثم تشكّل باليد أو بواسطة قالب دائري خاص.

للقراءة أو الاستماع: “القصخون” في العراق.. مقهى الأطرقجي وحده لا يكفي

“القصخون” في العراق.. مقهى الأطرقجي وحده لا يكفي

تجتمع العوائل في منازلها حول الطاولة في آخر 3 ليالي من رمضان، لتقوم كل عائلة مجتمعة بصنع الكليجة بدءا من الأم والأب والإخوة والأخوات ونزولا إلى أصغر طفل في العائلة.

لكل عائلة طريقة خاصة بعمل الكليچة، إلا أن الجميع يتفق على عملها باجتماع العائلة والجيران، في “لمّة حبايب” نادرة، وهذا ما يعطيها ميزة مشاركة الجميع في صناعتها.

أنت كشاب أن كانت لك القدرة على صنع الكليچة فأنت طباخ حقيقي وماهر💪🏼😉

كليچة العيد السابع خلال ثلاث سنوات ونصف من صنع يدي.#عيد_مبارك لكل الأحبة والأصدقاء 🙏 pic.twitter.com/BszA890qpH

— Ali Al-Mikdam علي المگدام (@ali_almikdam) May 12, 2021

بعد أن تكتمل الكليچة، يتم توزيعها على الأقارب والجيران، مع الاحتفاظ بكمية أخرى منها في المنزل، ليتم تقديمها إلى الضيوف طيلة أيام العيد مع العصبر أو الشاي.

معنى الكليچة

رغم انتشار الكليچة الجاهزة بالأسواق في السنوات الأخيرة، إلا أن صنع الكليجة المنزلية يبقى هو السائد، ناهيك عن أن طعم الكليچة المنزلية ألذ بأضعاف من الجاهزة التي تباع في الأسواق.

للقراءة أو الاستماع: “المحيبس” أشهر الطقوس الرمضانية في العراق.. ماذا تعرفون عنه؟

“المحيبس” أشهر الطقوس الرمضانية في العراق.. ماذا تعرفون عنه؟

يجدر بالذكر، أن الكليچة كلمة فارسية الأصل، وتعني الحلق أو القرص المستدير، في حين نجد في اللغة العربية كلمة ”كيالجة” التي تعني المكيال، وقد تكون التسمية تحويرا لهذه الكلمة.

وهناك مفردة مستحدثة أخرى موجودة في اللغة العربية وهي ” كليشة ”، وتعني القالب المكرّر، ويُرجّح بأن تكون أقرب إلى الكليجة التي تصنع بواسطة قالب دائري مكرّر.

للقراءة أو الاستماع: المسحّرچي في العراق.. طقس رمضاني يدافع عن نفسه

المسحّرچي في العراق.. طقس رمضاني يدافع عن نفسه

يشار إلى أن الكليچة لا يقتصر عملها في آخر أيام رمضان من أجل عيد الفطر فقط، بل تتم صناعتها في عيد الأضحى أيضا، والمناسبات العائلية الأخرى، ومنها بمناسبات الأعراس.