يشهد الاقتصاد السوري تدهورا مستمرا خاصة في العام الأخير، في ظل توقف مختلف أنواع الإنتاج، وتردي الزراعة التي تعتبر أحد أركان الاقتصاد السوري، وتبع ذلك الخسائر الاقتصادية الناتجة عن جائحة “كورونا”، واستمرار تدهور سعر صرف الليرة السورية وتراجع مخيف لأدوات الاقتصاد السوري.

مطلع شباط/فبراير الماضي، قامت الحكومة بإلغاء الدعم عن نحو 600 ألف أسرة ما فاقم من تدني الوضع الاقتصادي لها، وأدى إلى ارتفاع أسعار متسارع ليصل إلى مستوى غير مسبوق بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، ما أدى إلى تفشي الفقر بنسب أكبر من ذي قبل.

دعوة لتوزيع الزكاة على السوريين

في سياق الفقر بين السوريين، وارتفاع الأسعار الذي أرهق السوريين، وجه عضو مجلس الشعب ناصر يوسف الناصر من أسماهم “السادة أعضاء المجلس الأعلى للإفتاء في الجمهورية العربية السورية”، طالبا إليهم توجيه كتاب إلى الحكومة السورية ومجلس الشعب تفيد فيه أن الشعب السوري بات بمجمله يحتاج إلى الزكاة، حسب موقع “هاشتاغ” المحلي.

وأضاف الناصر، أن ﺩﺧﻞ ﻣﻌﻈﻢ ﺍلأﺳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺑﻴﻦ 75000 ﻭ 150000 ﻟﻴﺮﺓ ، لذلك، ﻋﻠﻰ ﻭﺯﺍﺭﺓ الأﻭﻗﺎﻑ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻮﺍﺀ ﺍلأﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ، أﻥ ﺗﺮﻓﻊ ﻛﺘﺎبا ﺭﺳﻤﻴﺎ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎ ﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ كي ﺗﺒﺮﻯﺀ ﺫﻣﺘﻬﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﺨﺒﺮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ، حسب وصفه.

وأشار الناصر بأنه على وزارة الأوقاف ومجلسها للإفتاء أن توضح للحكومة ومجلس الشعب أنه وﺑﻌﺪ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟزﻛﺎﺓ ﺗﺒﻴﻦ أﻥ كلفة ﻭﺟﺒﻪ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻳﻮﻣﻴﺔ 10000 ﻟﻴﺮﺓ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ فإن “ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻳﺴﺘحق ﻛﻠﻪ أﻥ ﺗﺪﻓﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ إﻃﻌﺎﻡ ﻧﻔﺴﻪ أﺻﻼ”.

قد يهمك:الفقر والجوع يقتربان أكثر من السوريين بعد إلغاء الدعم

مستويات فقر غير مسبوقة

تشير أرقام  “برنامج الأغذية” التابع لمنظمة “الصحة العالمية” في أيلول/سبتمبر الماضي، أن 90 بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، فيما أكد موقع “وورد ماي ماب” في نهاية العام الماضي، تصدر سوريا قائمة الدول الأكثر فقرا بالعالم، بنسبة بلغت 82.5 في المئة، حسب متابعة “الحل نت”.

وكانت الأمم المتحدة قدرت أيضا في نهاية العام الماضي، أعداد السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر بأكثر من 90 بالمئة من إجمالي عدد سكان البلاد، مبينة أن كثيرا منهم يضطر إلى اتخاذ خيارات صعبة للغاية لتغطية نفقاتهم.

وبحسب تقرير نشره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، في شباط/فبراير الماضي، ارتفع عدد من يحتاجون إلى مساعدات من 13,4 مليونا خلال العام الماضي الى 14,6 مليونا حاليا، وحسب المكتب فإن 76 بالمئة من الأسر غير قادرة على تلبية احتياجاتها الأساسية، بزيادة قدرها عشرة بالمئة عن العام الماضي 2021، حيث يشكل النازحون داخل سوريا 37 بالمئة من الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، كما يعاني أكثر من 600 ألف طفل من سوء التغذية المزمن، حسب متابعة “الحل نت”.

ومع نهاية العام 2021، تقلص الناتج الاقتصادي السوري 60 بالمئة، وانخفضت قيمة العملة الوطنية 99 بالمئة، ويعيش أكثر من 90 بالمئة من السكان تحت خط الفقر.

إقرأ:الفقر يحاصر السوريين حتى في القبور

وكان عدد السوريين قبل بداية الأزم السورية نحو 23 مليون نسمة، ونزح وهُجر خلال الحرب نحو 9 ملايين سوري، منهم نحو 6 ملايين في دول الجوار يعيشون كطالبي لجوء، حسب أرقام منظمات مختصة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.