العراق.. إيزيدية تواجه قيادي داعشي وتروي قصص انتهاكات

كشف تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية “فرانس برس”، تفاصيل اختطاف تنظيم “داعش” لرهينة أميركية، واغتصابها من قبل زعيم التنظيم السابق أبو بكر البغدادي، فيما تطرق إلى خلية “البيتلز” التابعة للتنظيم، والمكونة من أفراد بريطانين.

وتوصل التقرير الذي تابعه موقع “الحل نت”، إلى هذه التفاصيل، من خلال شهادة أدلت بها شابة إيزيدية كانت محتجزة لدى التنظيم، أمام محكمة في الولايات المتحدة، خلال محاكمة “الشافعي الشيخ” أحد أعضاء “البيتلز”، والذي يعتقد أنه كان أحد سجاني عاملة الإغاثة الأميركية “كايلا مولر”، والتي اختطفها التنظيم عام 2013.

شهادة ملا

وأكدت الشابة الإيزيدية “ليا ملا” في شهادتها أن، عاملة “مولر” أخبرتها بتعرضها للاغتصاب من قبل زعيم داعش السابق أبو بكر البغدادي، وهددت بالقتل إذا حاولت الهرب.

وأدلت ملا، التي احتجزها عناصر التنظيم في آب/2014 لدى محاولتها الهرب من جبل سنجار في العراق مع أسرتها، بشهادتها من خلال مترجم في محاكمة “الشافعي الشيخ”.

وأدلى الكثير من الصحفيين الأوروبيين والرهائن السابقين في سوريا بشهاداتهم في الأيام القليلة الماضية في إطار محاكمة “الشافعي الشيخ” العضو في الخلية التابعة لتنظيم داعش المعروفة باسم “البيتلز” بسبب لكنة أفرادها البريطانية.

ويتهم الشيخ بقتل أربعة أميركيين هم: مولر والصحافيين المستقلين جيمس فولي وستيفن سوتلوف وعامل الإغاثة الآخر بيتر كاسيغ.

وقد احتجز عناصر التنظيم عاملة الإغاثة مولر وهي من ولاية أريزونا، في آب/أغسطس 2013 بينما كانت ترافق صديقها السوري في زيارة إلى مستشفى في حلب حيث تم الاتصال به لتصليح “صحن لاقط”.

في البداية احتجزتها خلية “البيتلز” لكن يُعتقد أنها سلمت لاحقا إلى البغدادي، زعيم التنظيم الذي قتل في عملية لقوات خاصة أميركية عام 2019.

ونقلت ملا بحسب شهادتها، إلى مواقع عدة للتنظيم مع شابات أخريات اختطفن، قبل أن ينتهي بها الأمر في سجن كانت تحتجز فيه كايلا مولر.

وذات يوم اصطحب عناصر التنظيم مولر، ولما أعادوها كانت خائفة جدا، بحسب ملا، موضحة لإنهم “قالوا لها يريدون تزويجنا وإذا حاولنا الهرب سيقتلوننا”، مشيرة إلى أنهما “كانتا تتواصلان عن طريق إشارات اليدين في الغالب، وببعض الكلمات بالعربية”.

وتابعت: “بعد يومين اُخذت مع مولر وشابة أيزيدية أخرى إلى منزل أبو سياف، القيادي الكبير في التنظيم حيث عاملونا مثل العبيد”، وذلك قبل أسبوع من نقلهن إلى “المنزل الوسخ… المكان الذي يأخذون إليه شابات ويغتصبونهن”.

انتهاكات البغدادي

ملا أكدت، أن البغدادي جاء ذات ليلة وأخذ معه الإغاثية مولر، ولما عادت في صباح اليوم التالي كانت حزينة ومتوترة جدا، وكانت تبكي”، مشيرة إلى أنها “تعرضت للاغتصاب وهُددت بأنها إذا حاولت الهرب سيقتلها”.

عقب ذلك، قررت ملا الهرب، وسألت مولر أن تنضم إليها؟ لكنها رفضت، وفق الشابة الإيزيدية، مبينة أنها “كانت خائفة من أنه إذا قبض عليها سيقطع رأسها”، غير أن مولر طلبت من ملا أن تخبر العالم بقصتها إذا نجحت في الهرب.

وقالت ملا إنها، تسللت من نافذة وصعدت على مولد كهرباء لتتسلق جدارا ثم راحت تركض لمدة طويلة، وبعد هروبها ساعدها شقيقها للاتصال بصديق كان يعمل مترجما لدى الأميركيين وأبلغتهم بالمعلومات حول مولر.

وأعلن تنظيم داعش وفاة مولر في شباط/فبراير 2015 وقال إنها قضت في ضربة جوية أردنية، وهو ما شككت فيه السلطات الأميركية.

وقتل فولي وسوتلوف وكاسيغ على أيدي عناصر التنظيم المتطرف الذي نشر تسجيلات مروعة لعمليات إعدامهم لأغراض الدعاية للتنظيم.

وألقت القوات الكردية في سوريا القبض على الشيخ ومواطن بريطاني سابق آخر، هو أليكساندا آمون كوتي البالغ 37 عاما في كانون الثاني/يناير 2018 خلال محاولتهما الفرار إلى تركيا.

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2020، تم تسليمهما إلى القوات الأميركية في العراق ثم نقلا إلى فيرجينيا حيث وجهت لهما تهم احتجاز رهائن والتآمر لقتل مواطنين أميركيين ودعم منظمة إرهابية أجنبية.

وأقر كوتي الملقب بـ”رينغو” بالذنب في أيلول/سبتمبر 2021، وبموجب الاتفاق الذي أبرمه مع المحكمة سيمضي 15 عاما في سجن في الولايات المتحدة قبل أن يسلم مجددا إلى بريطانيا لمحاكمته هناك.

فيما قتل عضو الخلية محمد إموازي في ضربة نفذتها طائرة أميركية من دون طيار في سوريا في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، بينما يقبع العضو الرابع آين ديفيس في سجن في تركيا بعد إدانته بتهمة الإرهاب.

في حين ينفي “الشافعي الشيخ” الاتهامات، ويشير محاموه إلى التباس في الهوية لدى اعتقاله، ويواجه في حال الإدانة حكما بالسجن مدى الحياة.