بعد ثلاث سنوات من سقوط تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، يواصل عناصر التنظيم تنفيذ عمليات إرهابية قوية بهدف إعادة إحياء ما يسمى بدولة الخلافة.

حيث شن تنظيم “داعش” الإرهابي، في 25 من كانون الثاني/يناير الفائت، عمليتين عسكريتين متزامنتين تم الإعداد لهما جيدا، الأولى على أخطر سجن في العالم، بشمال شرقي سوريا لإطلاق سراح الآلاف من أنصاره. واستهدفت الأخرى ثكنات عسكرية في محافظة ديالى بالعراق، وهو تطور خطير، لكن رغم هذه العمليات الاستعراضية، فإن تنظيم “داعش” يتراجع في كلا البلدين.

انتخاب خليفة جديد لـ “داعش”!

رأت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، في مقال لها، “أن احتمالية العودة الجادة لتنظيم “داعش” في أي وقت قريب تبدو “أقل احتمالا” بعد مقتل زعيمه أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، بعملية نفذتها قوات أمريكية خاصة شمال غربي سوريا.

ونشرت المجلة الأمريكية هذا المقال للباحث في جامعة واشنطن هارورو إنغرام، وكريغ وايتسايد من الكلية الحربية البحرية الأمريكية، أن ما قبل مقتل القرشي، كان هناك قلق متزايد من عودة ظهور “داعش”، خاصة بعد الهروب من سجن الحسكة.

وأوضح المقال “أن توقيت خسارة القرشي سيء بشكل خاص للتنظيم في وقت تعاني من تضاؤل الإمدادات النقدية، وقلة بالقادة الجدد”، واختتمت المجلة مضمون المقال، إلى أن “داعش” أمام خيار التخلي عن ممارسات انتخاب خليفة للقرشي، بالقول إن القادة مختلفين ومختبئين، “وربما رفض الاعتراف بمقتل القرشي”.

وبحسب تقرير لوكالة “رويترز” البريطانية، فإن خليفة “داعش” الجديد سيكون بشكل حتمي “عراقي الجنسية”، وقالت الوكالة إن هناك 4 أسماء مرشحة لتولي خلافة “داعش” بعد قرداش، وجميع الأسماء عراقية، كانوا ضمن “تنظيم القاعدة – فرع العراق” الذي نشأ في 2003 بعد سقوط نظام صدام حسين.

لكن حتى الآن، لم يعلن التنظيم الإرهابي بعد زعيما لقيادة دولة الخلافة المزعومة، الذي أصبح هشا وكسرت شوكته بعد عمليته الأخيرة في سجن غويران/الصناعة شمال شرقي سوريا، والتي تكبدت خسائر فادحة وفشلت خطتها فشلا ذريعا، بفضل قوات سوريا الديمقراطية وبغطاء جوي ودعم من “التحالف الدولي” بقيادة أمريكا.

يشار إلى أن القرشي أشرف على الهجوم على سجن غويران/الصناعة في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، بحسب ما قاله مسؤولون أمنيون غربيون لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.

قد يهمك: ماذا تبقى من تنظيم “داعش” بعد مقتل “القرشي”؟

كيف تراجع دور “داعش” في المنطقة؟

وبحسب مختصين في الشؤون الجهادية، وفق تقرير إعلامي قام فريق “الحل نت” بترجمته، أن لدى هؤلاء الجهاديين الآن وصول أقل إلى مخازن الأسلحة والمتفجرات ولم يعد بإمكانهم الاعتماد على تدفق المقاتلين الأجانب كما كان الحال في السنوات السابقة.

وأضاف التقرير، إن تنوع الجهات الفاعلة والمتنافسة فيما بينها، هو وقود يغذي النشاط الجهادي. الهجوم الأخير – الذي تم إعداده مسبقا بفضل حشد 200 مقاتل – على سجن غويران/الصناعة في الحسكة، حيث يتكدس أكثر من 3000 جهادي معا، هو دليل آخر على قدرة الجهاديين العملياتية، تماشيا مع عمليات سابقة من هذا النوع، كانت تهدف إلى استعادة القوى الحيوية التي يفتقر إليها التنظيم.

وعلى مدى السنوات القليلة المقبلة، سيستمر نشاط تنظيم “داعش” في التأرجح، اعتمادا على الأوضاع السياسية في العراق وسوريا، والتي ستظل تتسم بعدم الاستقرار.

حيث حتى الآن، منعت الضربات الشديدة التي وجهها “التحالف الدولي” المناهض لـ “داعش” وحلفاؤه المحليون التنظيم من تنفيذ هجمات على عدة مدن في العراق، ومن تنفيذ عمليات، كما في السابق، ضد أهداف خارجية.

لذلك يمكن القول أنه بعد مقتل أبو إبراهيم القرشي، سيكون له تأثير لا يمكن التغاضي عنه على تنظيم “داعش” ونشاطه، بغض النظر عن فشل التنظيم في الاعتماد بشكل أساسي على تماسك القيادة، لكن الضربات المتتالية التي وجهت للتنظيم في الفترة الأخيرة تركت أثرا سيحد من وجوده كثيرا وسيضاعف تراجع خلاياه سواء كانت في سوريا أو العراق.

قد يهمك: ما الرابط بين هجوم “داعش” على الحسكة وعملية اغتيال قرداش في إدلب؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.