تصريح من مسجدي يدلّل على رؤية إيران حول شكل الحكومة العراقية المقبلة، ويبين تدخلها لإنتاج الحكومة التي ترغب بها في بغداد، وهي حكومة تمنح المشاركة لأتباعها من قوى “الإطار التنسيقي” فيها.

رغم حديثه بلغة دبلوماسية وقوله إن ما يطرحه هي مقترحات وليست تدخلات، إلا أن كلامه بلغة الجمع، تشير إلى الرؤية الإيرانية، لا وجهة نظره الشخصية، فماذا قال إيرج مسجدي؟

قال السفير الإيراني لدى العراق إيرج مسجدي، الذي صدر أمر استبداله منذ يومين: “نحن نحترم الإرادة الشعبية في العراق وآراء الناخبين والسلطات المنبثقة من الانتخابات، آيا كان شكل تلك الحكومة، شرط أن تكون وفق قواعد قانونية”.

وأضاف مسجدي في لقاء تلفزيوني سُجّل معه قبل استبداله من منصب السفير، وبُث ليلة البارحة، أن “التجارب منذ 2003 وحتى الآن، تقول إن التوافق هو المسهل للوصول إلى التعاون؛ لأن الجميع يشعرون بالمشاركة، ونحن نرى أن التوافق هو الأنسب للحكومة العراقية المقبلة، وما أقوله اقتراح وليس تدخلا”.

مسجدي أردف في اللقاء الذي أجرته معه قناة “كردسات”، أن “الدعوات للأغلبية الوطنية محل تقدير، لكنها لن تكون ناجحة إلا في البلدان المؤسساتية والديمقراطية”.

إيران مع التوافق

استدرك مسجدي: “لا أقول لا توجد ديمقراطية في العراق، إلا أن الوقت لم يحن بعد لحكومة الأغلبية في العراق، لذا أرى أن التوافق هو الحل”، على حد تعبيره.

وتابع مسجدي: “الجميع يريدون المشاركة في الحكومة وإن استئثار بعض الأطراف بالحكومة ستعقد الأمور”، في إشارة منه إلى زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر.

وعينت إيران، أول أمس الاثنين، محمد كاظم آل صادق سفيرا جديدا لها في العراق، خلفا لإيرج مسجدي، لكنه لم يتسلم مهامه الرسمية بعد، وكان السفير الجديد يشغل منصب النائب الأول لسلفه مسجدي.

للقراءة أو الاستماع: “ظل قاآني”.. التفاصيل الدقيقة عن السفير الإيراني الجديد لدى العراق

وينقسم المشهد السياسي الحالي في العراق، إلى صراع ثنائي بين تحالف “إنقاذ وطن” بقيادة زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، و”الإطار التنسيقي” بقيادة زعيم “ائتلاف دولة القانون”، نوري المالكي.

ويضم تحالف “إنقاذ وطن”، كتلة “التيار الصدري” مع “الحزب الديمقراطي الكردستاني” بزعامة مسعود بارزاني وتحالف “السيادة” بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

مسعى الصدر وطموح “الإطار”

يضم “الإطار التنسيقي” جميع القوى الشيعية الموالية إلى إيران والخاسرة في الانتخابات المبكرة الأخيرة التي جرت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم.

ويسعى مقتدى الصدر الفائز أولا في الانتخابات المبكرة، إلى تشكيل حكومة أغلبية سياسية بعيدا عن إشراك “الإطار التنسيقي” فيها، بينما يطمح “الإطار” إلى حكومة توافقية يتم إشراكهم بها.

للقراءة أو الاستماع: المالكي: مشروع الصدر مدعوم من الخارج

لكن الصدر أكد في وقت سابق عبر حسابه بموقع “تويتر”: “لن أتحالف معكم (…) وأن الانسداد السياسي أهون من التوافق مع التبعية”، في إشارة منه إلى تبعية “الإطار” لإيران.

ويعيش العراق في انسداد سياسي، نتيجة عدم امتلاك الصدر الأغلبية المطلقة التي تؤهله لتشكيل الحكومة، وعدم قبول “الإطار” بالذهاب إلى المعارضة.

وغيّر الصدر من رأيه مؤخرا، وقال لقوى “الإطار” اذهبوا وتحالفوا مع بقية القوى السياسية لتشكيل حكومة أغلبية باستثناء “التيار الصدري”، لكن ذلك من الإعجاز تحقيقه؛ لأن “الإطار” لا يمتلك الأغلبية البسيطة ولا المطلقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.