لا حكومة عراقية من دون التوافق، فعرف ما بعد 2003 لا يمكن تغييره، ومشروع الأغلبية الذي يقوده الصدر مدعوم من الخارج ولا يحمل الوطنية، كلمات أطلفها المالكي ضد خصمه الصدر، فماذا عن التفاصيل؟

في التفاصيل، قال زعيم ائتلاف “دولة القانون” نوري المالكي، ليلة الثلاثاء، إن الوضع الراهن يشير بشكل واضح إلى أن “الإطار التنسيقي” و”إنقاذ وطن”، لا يمكنهما المضي بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.

وأضاف المالكي في لقاء متلفز، أن الآلية التي يطرحها تحالف “إنقاذ وطن” لإدارة المرحلة المقبلة، تخالف العرف الذي توافقت عليه الأطراف السياسية منذ عام 2003. “ذلك العرف بات موازيا للدستور عبر تقسيم الرئاسات وملف الكتلة الأكبر”.

وشدّد المالكي، أنّ “الكتلة الأكبر يجب أن تكون شيعية حصرا، وفق العرف السائد، ولا يمكن التلاعب بالمساحة التي تخص المكون الأكبر من الشعب العراقي، والمسؤولة عن تحديد رئيس الوزراء وشكل الحكومات”.

المالكي بهاجم الصدر

ورأى المالكي، أنّ “جميع الخيارات الأخرى، غير التوافق، غير مقبولة بالمرة من قبل “الإطار التنسيقي” (…) وأن “الإطار” دعا إلى اجتماع طاولة مستديرة تضم جميع الأطراف السياسية، ليكون منطلقا لصيغة اتفاق ضرورة يضمن مشاركة الجميع وتشكيل حكومة ائتلاف وطنية”.

وهاجم رئيس الوزراء الأسبق نده زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، وقال إن تحالف “إنقاذ وطن” الذي يقوده الصدر، “يمثل مشروعا مدعوما من الخارج بأموال كبيرة، مقابل مشروع وطني يمثله “الإطار التنسيقي” ويسعى لتحقيقه”.

للقراءة أو الاستماع: مقتدى الصدر مهدّد بالتصفية.. من خلف التهديد؟

وتابع المالكي، بأن زعماء “الإطار التنسيقي” طلبوا من إيران عدم التدخل في ملف تشكيل الحكومة المقبلة، وقد استجابت طهران، لكن طهران أبلغت “الإطار” بتدخل دول أخرى عبر “إنقاذ وطن” لرسم شكل الحكومة العراقية المقبلة، “وعرضت صور ومعلومات عن تمويل وتحركات بهذا الصدد”، دون أن يسمي تلك الدول.

وينقسم المشهد السياسي الحالي في العراق، إلى صراع ثنائي بين تحالف “إنقاذ وطن” بقيادة مقتدى الصدر، و”الإطار التنسيقي” بقيادة زعيم “ائتلاف دولة القانون”، نوري المالكي.

ويضم تحالف “إنقاذ وطن”، كتلة “التيار الصدري” مع “الحزب الديمقراطي الكردستاني” بزعامة مسعود بارزاني وتحالف “السيادة” بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

للقراءة أو الاستماع: العراق: “الإطار” يُفشل عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ورَد ناري من الصدر

انسداد حقيقي

بينما يضم “الإطار التنسيقي” جميع القوى الشيعية الموالية إلى إيران والخاسرة في الانتخابات المبكرة الأخيرة التي جرت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم.

ويسعى مقتدى الصدر الفائز أولا في الانتخابات المبكرة، إلى تشكيل حكومة أغلبية سياسية بعيدا عن إشراك “الإطار التنسيقي” فيها، بينما يطمح “الإطار” إلى حكومة توافقية يتم إشراكهم بها.

لكن الصدر غرد منذ أسبوع عبر حسابه بموقع “تويتر”: “لن أتحالف معكم (…) وأن الانسداد السياسي أهون من التوافق مع التبعية”، في إشارة منه إلى تبعية “الإطار” لإيران.

للقراءة أو الاستماع: العراق: مقتدى الصدر إلى المعارضة؟

ويعيش العراق في انسداد سياسي، نتيجة عدم امتلاك الصدر الأغلبية المطلقة التي تؤهله لتشكيل الحكومة، وعدم قبول “الإطار” بالذهاب إلى المعارضة.

وغيّر الصدر من رأيه مؤخرا، وقال لقوى “الإطار” اذهبوا وتحالفوا مع بقية القوى السياسية لتشكيل حكومة أغلبية باستثناء “التيار الصدري”، لكن ذلك من الإعجاز تحقيقه؛ لأن “الإطار” لا يمتلك الأغلبية البسيطة ولا المطلقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة