رفعت شركة “وتد” التابعة ل “هيئة تحرير الشام”(جبهة النصرة سابقا)، أسعار المحروقات في محافظة إدلب، للمرة الثالثة خلال شهر واحد فقط، فيما تشهد المنطقة أوضاعا اقتصادية هي الأصعب منذ عشرة أعوام، مما أثار سخطا شعبيا محليا ضد الشركة.

مدنيو إدلب يشتكون ارتفاع أسعار المحروقات

اشتكى شاكر العبدو أحد القاطنين في محافظة إدلب، من غلاء المحروقات في المنطقة، وجاء ذلك في حديث خاص مع “الحل نت “.

وقال العبدو بحديثه، إن “ارتفاع أسعار المواد الأساسية في المعيشية، يسبب حالة بعدم الاستقرار المالي، للعوائل ذات الدخل المحدود، حيث إن معظم من يسكن في محافظة إدلب، يعتبر من الطبقات الفقيرة، أو العمال الذين يعملون بأجور قليلة، مقارنة بأسعار المواد الأولية”.

وأضاف العبدو ، أن “سعر لتر البنزين المستورد، ارتفع بنسبة ثلاثة منذ بداية شهر رمضان الحالي، فيما ارتفعت أسعار أسطوانة الغاز بمقدار دولار ونصف للجرة الواحدة”.

وقال ناشطون محليون ل “الحل نت”، إن شركة “وتد” أدرجت يوم أمس لائحة الأسعار الجديدة للمحروقات عبر موقعها والكازيات التابعة لها في محافظة إدلب، حيث بلغ سعر المازوت المستورد 13.55 ليرة للتر الواحد، أما سعر لتر البنزين وصل 17، وأسطوانة الغاز وزن23 كغ بلغ 190 ليرة تركية.

للقراءة أو الاستماع: البيع برأس المال.. مبادرة شعبية في إدلب لتخفيف وطأة الغلاء

مَن هي “وتد”؟

في عام 2019 أنشأت “هيئة تحرير الشام” شركة للمحروقات أسمتها “وتد”، حيث سيطرت من خلال الشركة على أسواق المحروقات في محافظة إدلب، وأرياف حلب وحماة الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية.

وعملت الشركة على توقيع عقود مع تجار من الجنسية التركية، استطاعت من خلال تلك العقود، استجرار المحروقات الأوربية، إلى محافظة إدلب، عبر معبر “باب الهوى”، حيث تعتبر المحروقات من النوع الأوكراني، وتدخل “ترانزيت” عبر مرفأ مرسين، لتصب في المعبر الواقع شمال سوريا.

وألزمت “وتد” جميع التجار المحليين في محافظة إدلب، على شراء المحروقات منها فقط، عبر القوة الأمنية التابعة ل “حكومة الإنقاذ” الذراع المدني والسياسي ل “تحرير الشام”، ومنعت إدخال المواد من مناطق سيطرة “الجيش الوطني” شمال حلب، عبر حواجزها التي نشرت في مواقع التماس بين سيطرة الفصيلين، بمنطقة الغزاوية، ودير بلوط شمال إدلب، بحسب ناشطين محليين.

وتشهد مناطق شمال غرب سوريا، أوضاع اقتصادية متردية، بسبب سيطرة “تحرير الشام” على جميع المفاصل الإدارية والتجارية، والاستثمارية في المنطقة، عبر شركات تديرها بشكل خفي، إضافة لفرض “الهيئة” إتاوات وضرائب على المواد الصادرة والداخلة إلى إدلب، مما تسبب بارتفاع أسعارها بشكل كبير.

للقراءة أو الاستماع: إدلب: فصل إرهاب جديد تمارسه “تحرير الشام” تحت غطاء الزكاة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.