لا يمكن الاستخفاف بالتهديد المتمثل في احتمال استخدام روسيا لأسلحة نووية تكتيكية أو منخفضة القوة في أوكرانيا، لا سيما وأنه بعد ثلاثة أيام من شن أكبر غزو على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للعالم في مؤتمر تلفزيوني، أنه أمر القوات النووية الروسية بالاستعداد للقتال.

لا استخفاف بالتهديد الروسي

حذر الرئيس الأوكراني،  فولوديمير زيلينسكي، أمس الجمعة، في مقابلة مع محطة “سي إن إن”، من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يلجأ إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية لأنه لا يقدر قيمة حياة الشعب الأوكراني، وفق تعبيره.

وقال زيلينسكي، إن ما بين 2500 و3 آلاف جندي أوكراني قتلوا حتى الآن في الحرب مع روسيا، كما أصيب 10 آلاف. وعلى جميع دول العالم  أن تكون مستعدة لاحتمال أن استخدام بوتين أسلحته النووية التكتيكية في حربه على أوكرانيا.

من جهتهم، حذر المسؤولون الأميركيون من احتمال أن يتحول بوتين، إذا تم حشره في الزاوية، إلى استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في أوكرانيا. وقال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، بيل بيرنز، الخميس الفائت، إن وكالة المخابرات المركزية تراقب “باهتمام شديد” احتمال حدوث ذلك، بينما أكد أن الولايات المتحدة لم تر حتى الآن أي مؤشرات على أن روسيا تستعد لاتخاذ مثل هذه الخطوة.

وأوضح بيل، أنه لا يمكن الاستخفاف بالتهديد المتمثل في احتمال استخدام روسيا لأسلحة نووية تكتيكية أو منخفضة القوة في أوكرانيا، لكن وكالة المخابرات المركزية لم تر الكثير من الأدلة العملية التي تعزز هذا القلق، ومشيرا إلى أن “اليأس المحتمل” والنكسات العسكرية التي عانى منها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحكومته منذ دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا، قد تجرهم نحو ذلك.

للقراءة أو الاستماع: خسائر روسية في أوكرانيا بسبب تركيا

هل يستخدم بوتين السلاح النووي؟

أثارت وزارة الدفاع الروسية “الكرملين”، مرة أخرى شبح استخدام الأسلحة النووية في الحرب مع أوكرانيا حيث حاولت القوات الروسية جاهدة السيطرة على مدينة رئيسية في جنوب البلاد، لكن دون جدوى.

في وقت سابق، قال ديمتري ميدفيديف، الرئيس الروسي الأسبق ونائب رئيس مجلس الأمن في البلاد، إن موسكو يمكن أن تهاجم عدوا بالأسلحة النووية يستخدم الأسلحة التقليدية فقط، بينما قال وزير الروسي، سيرجي شويغو، إن “الاستعداد النووي” يمثل أولوية لدى بلاده.

هذه التصريحات، دفعت الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى الظهور عدة مرات عبر رابط فيديو، للتحذير من أن موسكو تشكل تهديدا مباشرا للعالم. مشيرا إلى أن روسيا تتفاخر عن عمد بأنها تستطيع تدمير بالأسلحة النووية، ليس فقط دولة معينة ولكن الكوكب بأسره.

بوتين اتخذ من التهديد النووي أساسا في بداية الحرب، محذرا من أن التدخل الغربي سيحصد “عواقب لم ترها من قبل”. فيما قال مسؤولون غربيون إن التهديدات ربما تكون مجرد محاولة لتحويل الانتباه عن فشل قوات بوتين في تأمين احتلال سريع للعاصمة الأوكرانية كييف، وإحراز تقدم في مناطق رئيسية أخرى من البلاد.

للقراءة أو الاستماع: ما سر غموض الموقف الإسرائيلي من الغزو الروسي لأوكرانيا؟

روسيا تحشد في محيط خاركيف

أعلنت الشرطة الأوكرانية، أمس الجمعة، العثور على جثث أكثر من 900 مدني في المنطقة المحيطة بالعاصمة الأوكرانية بعد انسحاب القوات الروسية، معظمهم قتل بالرصاص. وقال قائد الشرطة الإقليمية في كييف، إن معظمهم ماتوا متأثرين بجروح ناجمة عن أعيرة نارية، في إشارة إلى أن العديد من الأشخاص “أُعدموا ميدانيا”.

أعلنت وزارة الدفاع الروسية استهداف منشآت صناعية عسكرية في كييف بصواريخ بعيدة المدى أطلقت من البحر، في حين قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن موسكو تحشد باتجاه مدينة إيزيوم للحفاظ على المناطق التي تسيطر عليها شرقي البلاد.

وتوعدت وزارة الدفاع الروسية بزيادة عدد ونطاق الضربات على العاصمة الأوكرانية إذا استمرت أوكرانيا في استهداف المناطق الحدودية الروسية، وفق تعبيرها.

في المقابل، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن الجيش الروسي يحشد 22 كتيبة تكتيكية باتجاه إيزيوم في محيط خاركيف للحفاظ على المناطق التي سيطر عليها، وأضافت أن دونيتسك وسلوبوزهنيسكي شرقي البلاد تعرضت لهجمات روسية مكثفة، وأن الجيش الروسي في خاركيف يركز على إعادة تجميع قواته وتعزيزها.

وعبر رئيس الإدارة الإقليمية في خاركيف عن اعتقاده بأن هدف الروس الأساسي هو تعزيز وجودهم العسكري في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وقطع خط إمداد القوات الموجودة في منطقة العمليات المشتركة. وأكد أن القوات الأوكرانية جاهزة لأي سيناريو، وفق تعبيره.

للقراءة أو الاستماع: بعد غزو أوكرانيا.. حلف “الناتو” يخطط لردع روسيا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.