يتواصل الأخذ والجذب في ملف النووي الإيراني، في ظل تعقيد إيران لطلباتها وشروطها لإعادة إحياء الاتفاق، ما يهدد بانهيار المفاوضات في فيينا، الذي سيفضي على ما يبدو إلى زيادة الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة إيران في المنطقة، لا سيما تزامنا مع تعزيز إيران لمواقعها العسكرية في سوريا.

مصادر مطلعة في محادثات فيينا أكدت السبت، إن حكومة بايدن لا تنوي الرد على مقترحات إيران المتعلقة بآخر تطورات المفاوضات، لا سيما بعد أن طلبت إيران إزالة قوات من الحرس الثوري من على قوائم الإرهاب.

ونقل موقع “إيران إنترناشيونال” المختص بالشؤون الإيرانية عن الصحيفة الأميركية لورا روزين قولها: ” يبدو أن حكومة بايدن قررت عدم إرسال اقتراح مقابل إلى طهران بشأن كيفية إنهاء الخلافات المتبقية حول إحياء الاتفاق النووي“.

وسألت لورا روزين مسؤولا أميركيا كبيرا عن هذا الأمر، وأكد أن المحادثات لن تتم في العلن، وقال: “صرح جو بايدن أنه سيتخذ قرارات بناء على مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة“.

وقال المسؤول الأميركي الكبير “المسؤولية الكاملة في هذه المرحلة تقع حقا على عاتق إيران“.

قد يهمك: حلف إقليمي لمواجهة التمدد الإيراني بسوريا؟

انهيار محتمل للمباحثات؟

ولا يستبعد الباحث السياسي صدام الجاسر انهيار محتمل للمحادثات الجارية الآن في فيينا، ما سينعكس بشكل مباشر على الكثير من الملفات والقضايا في الشرق الأوسط.

ويقول الجاسر في حديثه لـ“الحل نت“: ” أتوقع أن هناك ضغوط إسرائيلية وتركية وعربية خصوصا من السعودية، هذه الدول بدأت تستشعر خطر برنامج إيران النووي، وإن فشلت المفاوضات هذا يعني أن الشعب الإيراني سيكون أمام صدمة اقتصادية جديدة“.

وحول تداعيات فشل المحادثات بشأن نووي إيران يتابع الجاسر: “سنرى تدخل إيراني وتسخين للملفات في المنطقة، النظام الإيراني سيحاول تصدير أزمته الداخلية إلى الخارج، سيزداد التوتر في الخليج واليمن وسوريا”

ويؤكد الباحث السياسي أن فشل محادثات فيينا سيلقي بظلاله على سوريا، لا سيما وأن إيران ستحاول الضغط على جميع القوى الإقليمية من خلال أذرعها من المنتشرة على الأراضي السورية.

وحول ذلك يضيف: “سنشهد اختراق لكل الاتفاقايات الموقعة، سنشهد زيادة تسخين في الأوضاع، محاولة إيرانية للضغط على الجميع.. تركيا والقوات الأميركية وروسيا، الإيرانيون لن يكون أمامهم سوى التصعيد في سوريا، القوى الإقليمية التي ستواجه إيران هي السعودية والإمارات وإسرائيل وتركيا، لا سيما وأننا نرى حلف يتشكل الآن لهذا الغرض“.

تحالفات إقليمية وجهود عسكرية لمواجهة إيران

وبدأت مؤخرا تحالفات جديدة تظهر في المنطقة، تهدف بالدرجة الأولى لمواجهة التمدد الإيراني في سوريا وعدة دول في المنطقة، فأصبحنا نرى التقارب الخليجي الإسرائيلي وربما التركي الإسرائيلي بسبب وجود مصالح مشتركة وهي مواجهة أذرع إيران.

وتطالب إيران لإكمال محادثات فيينا، بإزالة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني من لوائح الأرهاب، الأمر الذي رد عليه رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي مارك ميلي، بالتأكيد على عدم وجود نية لإزالة الفيلق من لوائح الإرهاب.

اقرأ أيضا: كيف سيتوسع التصعيد ضد إيران في سوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة