نهاية آذار/ مارس المنصرم، وافق مجلس الشيوخ الأميركي على تولي الدبلوماسية ألينا رومانوسكي رأس هرم السفارة الأميركية لدى العراق، فمن هي سفيرة واشنطن الجديدة في بغداد؟

ستحل رومانوسكي محل السفير الأميركي الحالي لدى بغداد ماثيو تولر، لكن بصفة سفيرة فوق العادة بقرار من “الكونغرس” الأميركي، وهي بدورها كتبت رسالة وداع الكويت التي شغلت منصب السفير فيها منذ سنتين ونصف.

قالت رومانوسكي في رسالة وداع الكوبت التي كتبتها، أول أمس الجمعة، إنها متحمسة لاستلام مهامها في العراق.

رومانوسكي هي من تولد عام 1955، وتبلغ من العمر 67 عاما، ومحاطة بأجواء العسكر، فقد عمل والدها وزوجها وابنها الأصغر في الجيش الأميركي، فضلا عن توليها مهام متعددة في “البنتاغون”.

وفق تقرير لموقع “ألترا عراق”، فإن السفيرة الجديدة لدى العراق، قضت العقد الأول من حياتها في العمل لصالح وكالة المخابرات الأميركية “CIA”، ثم شقّت طريقها نحو العمل الدبلوماسي.

حازمة ضد إيران

“تنتمي رومانوسكي إلى عائلة متعددة الثقافات، جاء والدها من بولندا إلى الولايات المتحدة، فيما تنحدر والدتها من كندا، ويبدو أن أصول والدة السفيرة، وعملها في تدريس الفرنسية، لعبا دورا في إتقان رومانوسكي للغة التي ينطق بها أكثر من 13 بالمئة من الشعب الكندي”، حسب التقرير.

وأضاف التقرير، أن قرب السفيرة الجديدة من فرنسا، سيُتيح فرصة لمتابعة تحركات السياسة الفرنسية المتصاعدة في الشرق الأوسط عن كثب، خاصة بعد إطلاق الرئيس إذمانويل ماكرون عدة مبادرات، العام الماضي، في دول تعتبرها واشنطن مناطق نفوذ، مثل العراق ولبنان.

تقدّم رومانوسكي نفسها بوصفها الحائزة على شهادة الماجستير من قسم إدارة الأعمال في جامعة شيكاغو في أميركا.

وكانت السفيرة الجديدة لدى العراق، قد كشفت عن أولوياتها تجاه إيران، بما يعني حزمها بشكل جدي ضد التغلغل والنفوذ الإيراني في المنطقة، وذلك من خلال رسالتها أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بعد ترشيحها لإدارة سفارة الكويت في 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2019.

قالت رومانوسكي في الرسالة، إنه “لابدّ من زيادة الضغط على إيران واحتواء أنشطتها الخبيثة عبر وكلائها في جميع أنحاء المنطقة (..) خاصة بعد التصعيد الخطير عبر الهجمات على البنية التحتية النفطية في المملكة العربية السعودية، والتهديد الإيراني لحرية الملاحة في أحد أكثر الممرات البحرية أهمية في العالم، إلى جانب زعزعة أمن المنطقة الذي تتسبب به إيران عبر دعم الحوثيين في اليمن ونظام بشار الأسد في سوريا وحزب الله في لبنان”.

للقراءة أو الاستماع: “تولر”: مصالحُنا تُستهدَف بأسلحَة «إيرانيّة الصنع»

وفق تقرير “ألترا عراق”، فإن السفيرة الجديدة تنتمي إلى الاتجاه الأميركي الذي يؤمن بضرورة حشد جهود جميع المتضررين من السياسات الإيرانية، ودفعهم للعمل المشترك، “ولذا، فقد تعاملت مع الأزمة الخليجية بين دول الرباعي وقطر، بوصفها خلافات لا تفيد إلا النظام في إيران”.

الشراكة الستراتيجية أولوية مع العراق

تقرير “ألترا عراق”، أشار إلى أن الرؤية التي عبّرت عنها رومانوسكي، ستجعل واشنطن “تنهي عهدا من الانكفاء والنأي بالنفس عن الشأن العراقي الداخلي – الذي بدأ بوصول الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض – لتشرع السفيرة الجديدة (…) بلعب دور يوازن الكفّة لمواجهة الدور الإيراني في العراق”.

تحدّثت رومانوسكي في رسالتها أمام لجنة العلاقات الخارجية في “الكونغرس”، مطلع آذار/ مارس الماضي، بوضوح عن أن “الشراكة الستراتيجية مع العراق ستبقى أولوية في السياسة الخارجية الأميركية (…) وأنّ العراق حجر زاوية في المنطقة”.

وكشفت عن “لقاءات” تنوي عقدها مع “المجتمعات العراقية الأكثر ضعفا”، وإنّها ستعمل على تشجيع التبادل التعليمي بين بغداد وواشنطن، وستعمل لحماية 25 ألف أميركي يعيشون ويعملون في العراق.

وأطلقت رومانوسكي في رسالتها وعودا، حول ضرورة الإصلاح الاقتصادي ومكافحة الفساد في العراق، ولفتت إلى أنها، ستعمل مع “الشركاء في إقليم كردستان العراق لإطلاق إصلاحات تضمن الحفاظ على مكانة الإقليم ضمن العراق الفيدرالي”.

للقراءة أو الاستماع: واشنطن ترفع “عقوبات نووية” عن طهران.. هل تستعيد إيران عافيتها في العراق؟

“ستكون رومانوسكي أمام تحديات جمّة (…) من بينها مراجعة سياسة السفراء السابقين مثل دوغلاس سيليمان وماثيو تولر، اللذين يواجهان مع إدارتيهما اتهامات بالتغاضي عن تجفيف منابع تمويل الجماعات المسلحة في العراق”، بحسب موقع “ألترا عراق”.

يجدر بالذكر، أن رومانوسكي هي أول سفيرة أميركية امرأة لدى العراق منذ آخر سفيرة، أبريل غلاسبي التي ترأست سفارة واشنطن لدى العراق منذ عام 1988 وحتى عام 1990، والتي برزت بشكل لافت حينها إبان حرب الخليج الثانية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.