تواصل إيران توسعة نفوذها في الداخل العراقي، عبر تطوير وإعادة إعمار “مراقد الأئمة الشيعة” في العراق، مسنغلة الجانب العقائدي لتنفيذ خطة توغلها في البلاد.

في الجديد، نقل موقع “إيران انترناشيونال“، عن عضو في رئاسة “مقر تطوير وإعادة إعمار المراقد المقدسة” الإيرانية قوله، إن “النذور والتبرعات التي قدمتها الجمعيات الخيرية الإيرانية لتطوير وإعادة إعمار مزارات الأئمة زادت بنسبة 30 بالمئة هذا العام، مقارنة بالعام السابق، رغم الصعوبات الاقتصادية”.

من جهتها، أفادت العلاقات العامة لـ “مقر تطوير وإعادة إعمار العتبات المقدسة” الإيرانية، أول أمس الأحد، بأنه من المتوقع تخصيص ائتمان يبلغ حوالي ألف و300 مليار تومان إيراني هذا العام لإعمار المراقد الدينية الشيعية في العراق وإيران وسوريا.

وبحسب مساعد رئيس المقر للشؤون الثقافية والمشاركة العامة، يوسف أفضلي، فإنه بالإضافة إلى المشاريع الجارية لتأهيل مراقد “الأئمة الشيعة” في العراق، تم تحديد عدة مشاريع جديدة، منها “وضع خطة لإعادة إعمار وتطوير مقابر عدد من الشخصيات الدينية الإيرانية المدفونة في العراق”.

توسعة إيرانية لأكبر موقع زيارة في العالم

أشار أفضلي إلى ضريح سلمان الفارسي في المدائن جنوبي العاصمة العراقية بغداد، وقبر الناشط السياسي الإيراني رئيس علي دلواري في مقبرة “وادي السلام” بمدينة النجف، بأنه سيتم إعادة إعمارهما من قبل طهران.

قبل ذلك، أعلن مسؤولون في “مقر إعادة إعمار المراقد المقدسة”، التابع لـ “فيلق القدس” المنضوي تحت عباءة “الحرس الثوري” الإيراني، أن أكثر من 150 مشروعا لإعادة إعمار المواقع الدينية الشيعية في العراق ودول أخرى، بتمويل من إيران، ستستمر على مدار الـ 20 عاما المقبلة

وجاء في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لـ “مقر إعادة إعمار المراقد المقدسة” في عام 2019، أنه “بلغ إجمالي عدد المشاريع التي تم تنفيذها من قبل هذا المقر حتى الآن 156 مشروعا في العراق وسوريا، منها 34 مشروعا في النجف، و40 مشروعا في كربلاء، و29 مشروعا في الكاظمية، و19 مشروعا في سامراء، و13 مشروعا في المسيب، و4 مشاريع في بلد، و5 مشاريع في الكوفة، و12 مشروعاً في دمشق” .

وتنتشر العديد من المراقد الدينية في العراق، خاصة مراقد “الأئمة الشيعة” ومنها مرقد الإمام علي في النجف، ومرقدي الإمامين الحسين والعباس في كربلاء، والإمامين الكاظمين في بغداد، والإمام العسكري في سامراء.

للقراءة أو الاستماع: بَينَهُما “زاد وملح”: ما علاقة العتبَة الحُسَينيّة بالمُرشَّح لوزارة الصحة العراقية؟   

ويزور تلك المراقد ملايين الشيعة حول العالم سنويا، في وقت يمثل مرقد الإمام الحسين في كربلاء أكبر موقع زيارات في العالم سنويا، وفق تقرير سابق لوكالة “رويترز” اابريطانية.

طهران تستغل العلاقة العقائدية

سبق وأن قامت إيران بنصب قبة ذهبية وزنها 200 طن في مرقد الإمام الحسين قبل نحو عام، لتكون ثالث قبة تتواجد في ضريح الإمام الحسين حفيد النبي محمد.

وتشهد العتبة الحسينية منذ سنة ونصف تقريبا، القيام بأكبر مشروع توسعة لمرقد الإمام الحسين بتكلفة قدرها زهاء 600 مليون دولار، وتتولى المشروع مؤسسة “الكوثر” الإيرانية التابعة لـ “الحرس الثوري”.

ويضم مشروع التوسعة، بناء وحدات للوضوء ومتحفا ومكتبة. وسيتمكن ملايين الزائرين الشيعة وغيرهم من الوصول إلى مرقد الحسين عن طريق نفق واسع بعد اكتمال المشروع.

للقراءة أو الاستماع: الإعلان عن تأسيس حشد العتبات، و”الياسري” يقود تظاهرات ضد إيران من مرقد “الحسين” بكربلاء – (فيديو)

وسبق وأن حذر مسؤول في وزارة الخارجية العراقية في تقرير نشرته وكالة “رويترز”، من استغلال إيران للمشاريع الدينية التي تقوم بها من أجل زيادة توغلها في العراق.

“التوغل الإيراني ازداد بشكل كبير. لقد دخلوا في الدولة العميقة. العلاقة العقائدية أصبحت أكبر من العلاقة السياسية، وتلك هي الرابطة الناعمة جدا التي تستغلها طهران”، وفق المسؤول العراقي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.