تفاجئ العديد من اللاجئين السوريين في تركيا ممن حجزوا مواعيدا وحزموا أمتعهم استعدادا للدخول إلى سوريا إثر تسجيلهم على “زيارات العيد” بمنعهم من الدخول لأسباب لم يضعوها بالحسبان.

وتنوعت المشاكل التي واجهت السوريين عند وصولهم بوابات معبري “الراعي وباب السلامة”، فهناك من لم يستطع إدخال أقاربه ممن هم تحت سن 18 أو لم يسمح بإدخالهم لمشاكل تتعلق بتثبيت العناوين أو تخوف من عليه كود “العودة الطوعية” أو مشاكل أخرى.

أحمد أبو جمعة لاجئ سوري يقيم في ولاية هاتاي، كان قد حجز موعدا له ولعائلته للدخول إلى سوريا عبر معبر باب السلامة، يقول لـ “الحل نت”: إنه “بعد أن حزم الأمتعة وأخذ إجازة من العمل، توجه مع عائلته للمعبر، ليفاجئ بعدم قدرته على الدخول مع عائلته بسبب عدم تثبيت عنوان الإقامة لأحد أبنائه”.

يضيف، أنه دفع رسوم التسجيل وكان يحمل موعدا نظاميا كما حزم مع عائلته الأمتعة واشترى بعض الهدايا لأقاربه في سوريا، لكنه لم يتمكن من الدخول بسبب مشكلة تثبيت العنوان، اضطر للعودة إلى المنزل مع عائلته وألغى فكرة الذهاب إلى سوريا.

وتبلغ رسوم التسجيل على “زيارات العيد” عن كل شخص 50 ليرة تركية، يتم دفعها عبر بطاقة بنكية أثناء حجز الموعد.

حجزوا ودفعوا ولم يدخلوا سوريا!

ليست حالة أبو جمعة الوحيدة، بل يقول خلال حديثه لـ “الحل نت”: إنه “أثناء تواجده عند المعبر، شهد على عدة حالات لسوريين لم يتمكنوا من الدخول بسبب مشاكل عديدة لم تكن بالحسبان متعلقة بوثائقهم”.

ويدعو ناشطون مطلعون، كل من يحجز موعدا للدخول إلى سوريا بمراجعة قيوده عبر تطبيق “e-Devlet” والتأكد من فعاليتها كي لا يواجهوا أية مشاكل عندما يتجهوا إلى المعبر عند حلول موعد الدخول لسوريا.

وتشير إحصاءات معبر باب السلامة، إلى أنه دخل إلى سوريا ضمن “إجازات عيد الفطر” 31 لاجئا في اليوم الأول والموافق السبت الماضي، بينما دخل أول أمس الأحد، 325 لاجئا إضافة إلى 619 لاجئا دخلوا أمس الاثنين، ليصبح العدد الإجمالي لمن دخل بعد التسجيل على “زيارات العيد” 975 لاجئا.

وتعتبر الأرقام الواردة قليلة مقارنة بأعداد الذين يحاولون التسجيل على “زيارات العيد” حيث رصد مراسل الحل نت في تركيا، وجود عشرات المجموعات التي انضم إليها آلاف السوريين الذين يحاولون حجز مواعيد لـ “زيارات العيد”.

في المقابل، رغم أن “زيارات العيد” الطريقة الوحيدة التي تتيح للاجئين السوريين حاملي وثائق “الكيملك” الدخول إلى سوريا لكن لم يسجل العديد منهم عليها خوفا من عدم العودة إلى تركيا فيما بعد.

يأتي ذلك في الوقت الذي ينحصر التسجيل على “زيارات العيد” عبر معبري باب السلامة والراعي بينما معابر جرابلس وتل أبيض وباب الهوى لا تزال لم تعلن عن بدء التسجيل على “زيارات العيد”.

تُحسب كعودة طوعية!

تتعدد الأسباب التي تجعل اللاجئين السوريين غير قادرين على الدخول إلى سوريا أو العودة إلى تركيا في حال حجزوا مواعيدا عن طريق “زيارات العيد” إلى البلاد.

وبات لا يكفي مجرد حجز موعد للدخول إلى سوريا بل لابد من مراجعة قيد وثائق “الكيملك” للمسجلين إضافة للتأكد من تثبيت عناوينهم وعدم وجود أية أكواد تؤثر على دخولهم لسوريا أو عودتهم لتركيا فيما بعد.

ويشترط على اللاجئين السوريين ممن حجزوا مواعيدا أن يرفقوا مع وثائق “الكيملك” نسخا مطبوعة من الحجز الالكتروني، وفيما يخص من يصطحب معه أحد أقاربه ممن هم دون سن الـ 18 فلابد أن يستخرج وكالة من إحدى مراكز “النوتر”.

وبالنسبة إلى النساء الحوامل، يجب عليهن إرفاق تقرير طبي يوضح عدد أسابيع الحمل مع وثائق “الكيملك” وأوراق حجز المواعيد المطبوعة، وفي حال حصلت الولادة في سوريا، فيجب اصطحاب شهادة ولادة من إحدى المشافي الموجودة شمال غربي سوريا.

وحذر ناشطون سوريون، كل من عليه كود “V87” بعدم الذهاب إلى سوريا كي لا يتم منعه من العودة إلى سوريا، حيث بمجرد دخوله الأراضي السورية يحسب وكأنه عاد بشكل طوعي للبلاد.

الجدير بالذكر أن الإعلان عن مواعيد التسجيل على “زيارات العيد” قد تأخر هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية، بينما بدأ سوريون يفقدون الأمل بحجز موعد بسبب الضغط الحاصل على مواقع المعابر الخاصة بحجز المواعيد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.