تعاني جميع المناطق السورية من أزمة في توفير الكهرباء منذ سنوات طويلة، والتي بلغ التقنين خلال الأشهر الماضية في بعض المناطق نحو عشرين ساعة في اليوم، فيما تعجز الحكومة عن فعل أي شيء لإنقاذ البلاد من أزمات جديدة ونتائج سلبية أكبر مما هو عليه البلد، إلا أن الباب أمام أموال المستثمرين لا يغلق، ويحق لهم ما لا يحق لغيرهم.

إعفاء للشاليهات

أثار طلب إعفاء المنشآت السياحية من التقنين، مجموعة واسعة من الردود، لا سيما في ظل الوضع الكهربائي الحالي، والذي على الرغم من التحسن خلال شهر رمضان، لا يزال له عواقب سلبية، لذا فإن أي حديث عن إعفاء أي منشأة أو خط من التقنين يثير الجدل، ويتفاعل المواطن بسلبية ورد فعل يعكس تأثير الكهرباء والتقنين على حياته.

فبينما كانت دراسة إعفاء إحدى المنشآت السياحية الخاصة من التقنين لمدة 5 أشهر من بداية الشهر المقبل وحتى نهاية أيلول/سبتمبر المقبل، متداولة على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، فايز منصور، مدير الشركة السورية للسياحة والنقل، كشفت لصحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الثلاثاء، عن توجه الشركة للاعتماد على “الشمس” وتركيب ألواح الطاقة على الشاليهات الشعبية في اللاذقية وطرطوس، بهدف توفير الطاقة نتيجة الأزمة الحالية المرتبطة بواقع شبكة الكهرباء.

وبحسب محضر اتفاق بين شركة كهرباء طرطوس والطرف الطالب (المنشأة) في كتاب اطلعت عليه الصحيفة، تقدمت إحدى المؤسسات الخاصة بطلب إعفاءها من التقنين ، خاصة أنه خلال سنوات 2016 إلى 2020، لوحظ اتباع آلية معينة خلال مواسم الصيف تتعلق بإعفاء المنشأة المذكورة من التقنين.

وكتبت الشركة العامة لكهرباء طرطوس تطلب الاطلاع على طلب المنشأة واتباع نفس الآلية إذا سمحت الإمكانيات الفنية، مع مراعاة أحكام نظام الاستثمار، على أن تتم المحاسبة حسب التعرفة المعمول بها للإعفاء، وأن المتقدمين يتحملون جميع المصاريف المترتبة على ذلك.

للقراءة أو الاستماع: رغم استمرار التقنين.. ارتفاع فواتير الكهرباء في سوريا

الكهرباء للموسم السياحي فقط

وبالعودة إلى الشركة السورية للسياحة والنقل، قال مديرها فايز منصور، إنه سيتم خلال هذا الشهر تركيب الألواح الشمسية في مشروع شاطئ “الكرنك” في محافظة طرطوس، بالإضافة إلى لوحات إنارة شاليهات في مشروع “اللبلاج” في وادي قنديل باللاذقية، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف تشغيل المولدات التي أضاءت الشاليهات خلال ساعات التقنين.

وأكد منصور، على أهمية التركيز على الإنارة الخارجية للموقع العام، بالإضافة إلى الإنارة الداخلية (عن طريق إضاءة بعض الأجهزة)، وبالتالي الاعتماد على الألواح الشمسية بالإضافة إلى المولدات للضرورة، مع مراقبة مدى التوفير فيما يتعلق بتركيب الألواح. وعليه سيتم تعميم تجربة تركيب الألواح على العديد من الشاليهات “الشعبية”.

وبحسب منصور ، فسيتم إنارة 29 شاليها في شاليهات مشروع “لا بلاج”، بزيادة عن العدد السابق البالغ 24 شاليها، مشيرا إلى أن العمل لبناء فندق من 30 غرفة سيتم على مراحل، مع توقع استكمال جزء منها خلال الموسم السياحي التالي.

وتابع، أن مشروع “الكرنك” في طرطوس يضم حاليا 23 شاليه، مع وجود خطط لزيادة العدد إلى 33 شاليه خلال شهر و45 شاليه ضمن خطة العام المقبل، وكل ذلك في إطار اهتمام الوزارة والشركة بزيادة عدد الغرف وتوسيعها حسب توجيهات الحكومة، لتشجيع السياحة الداخلية من خلال إثارة الاهتمام بالسياحة الشعبية.

وأقر مدير الشركة، بأن الموسم السياحي يبدأ في الشهر الخامس، موضحا إلى أن التكاليف لخمسة أشخاص، يبدأ من 50 ألف – دون توضيح نوع العملة – للشاليه، وأن هذا يختلف بين شاليه وآخر، كجناح أو غرفة مزدوجة تتسع لعدد أكبر من الأشخاص.

للقراءة أو الاستماع: التقنين وصل إلى فنجان القهوة في سوريا

انتهاء فصل الشتاء لن يقلل ساعات التقنين بسوريا

تعد الكهرباء هي من أكبر المشاكل التي تواجه السوريين منذ سنوات، في جميع المدن والمحافظات السورية، خاصة في فصل الشتاء البارد، وفي خضم تدمير البنية التحتية لشبكات الكهرباء، وعجز وزارة الكهرباء إجراء عمليات إصلاح أو صيانة جذرية لها، لقلة الإمكانيات والمواد اللازمة لذلك والتي تفرض الحكومة العمل على جلبها.

ويبدو أنه حتى في الأيام الدافئة لن يتغير واقع الكهرباء، وسيبقى التقنين لساعات عديدة. طبعا هذا الاستنتاج لا يندرج في مسار التكهنات والتوقعات بل حقيقة أعلنها مدير مؤسسة النقل والتوزيع، فواز الضاهر، في تصريح خاص لصحيفة “البعث” المحلية، “مؤكدا أن زيادة التوليد وحدها ستقرر ما يخبئه في قادم الأيام بالنسبة لقطاع الكهرباء وبرامج التقنين”.

وبيّن الضاهر، أن “العملية للتخفيف على الشبكة وعدم الاستجرار الزائد، والذي تسببه الأدوات الكهربائية المستخدمة أكثر في فصل الشتاء”. في إشارة إلى أنه لا يجوز للمواطنين استخدام الكهرباء إلا للإنارة وشحن الأجهزة الإلكترونية، مع العلم أن هناك الكثير من الاحتياجات اليومية، فلا يعقل أن لا يستخدمها المواطن في حياته اليومية.

وبيّن الضاهر، أن عدم توفر المحروقات كان سببا في زيادة الضغط على الكهرباء، نتيجة لجوء المواطن لاستخدامها كبديل عن الغاز والمازوت رغم توفرها بالحد الأدنى، وهذا أثر حتما على الواقع الكهربائي بشكل كبير، وفق زعمه.

يذكر أن الحكومة تأخرت في توزيع دفعات مادة “المازوت” للتدفئة على المواطنين، وأن كمية الخمسين لترا من المازوت التي يحصلون عليها كدفعة أولى للتدفئة في ريف دمشق والمحافظات السورية الأخرى غير كافية، خاصة في المناطق الجبلية الباردة، بحسب مصادر محلية سابقة.

للقراءة أو الاستماع: سرقة الأكبال الكهربائية.. سبب جديد لزيادة ساعات التقنين بريف دمشق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.