سجلت أسعار القهوة أعلى مستوى لها في 10 سنوات، حيث ارتفعت أكثر من أي سلعة أخرى هذا العام، مدفوعة بأزمة الشحن وزيادة الطلب والطقس الجاف. فعلى الرغم من عدم وجود علاقة مباشرة بين أسواق العقود الآجلة للقهوة والمبلغ الذي ستدفعه مقابل قهوة الصباح، إلا أن أسعار هذه السلع الأساسية آخذة في الارتفاع بالنسبة للمستهلكين.

العوامل التي أثرت على أسعار القهوة في سوريا ووصولها للمواطن، مرتبطة بنقص الشحن والطقس، وتؤثر أيضا على كل شيء آخر يدخل في هذا الفنجان – من مواد التعبئة والتغليف، إلى تكاليف العمالة، إلى تكلفة الطاقة التي ينطوي عليها شحن القهوة وتحميصها.

الشراء بالغلوة

في اللاذقية، ارتفعت أسعار القهوة بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان، حيث يصل سعر الكيلو إلى ما بين 30 و45 ألف ليرة. وهناك ماركات أسعارها مرتفعة جدا وذلك حسب نوع البن، ما اضطر مواطنون من ذوي الدخل المحدود للعزوف عن شراء القهوة إلا بـ”الغلوة”.

بدأت القهوة تغلي في الأسواق بأسعار كاوية، حيث تتراوح الأوقية من 6 إلى 9 آلاف ليرة، فلا يمكن أن يحتويها الراتب الحكومي، خاصة إذا كان شاربوها يحبون نكهة الهيل، وهو ما يعد الآن في ميزان بائعي القهوة يحسب له حساب، وفقا لآراء المواطنين.

المحير في الأمر، وفق نظر المواطنين، هو السبب وراء ارتفاع أسعار البن والقهوة، فوفق تسائلهم يتم استيرادها من البرازيل بدلا من أوكرانيا التي تشهد حربا بسبب غزو موسكو لها. فما هو المبرر الجديد لارتفاع التكاليف الحالية والوصول لهذه الأرقام.

إحدى السيدات، قالت لصحيفة “الوطن” المحلية، إن “للصوم في رمضان ميزة غير متوقعة من حيث التأقلم مع الإقلاع عن التدخين. وحتى اليوم، عرفت أنها مضرة وفعلا ترفع الضغط بسعرها الذي يعادل ربع مرتبي. بلاها وبلا سوادها”.

للقراءة أو الاستماع: أرباح غير متوقعة لتجار القهوة في سوريا.. والذهب أكبر الخاسرين

تقنين ملحوظ في شراء القهوة

انخفضت مبيعات القهوة مع ارتفاع سعرها في الأسواق المحلية، والتي كما يصفها أصحاب المحامص، أنها دخلت سوق الأوراق المالية إلى جانب مواد أخرى في السوق، لافتين إلى أن سعر البن ارتفع عالميا وليس محليا فقط.

وتابع مالكو محامص القهوة في حديثهم لذات الصحيفة، أنه في هذا الوقت، يتناقص إنتاج البن وينتظر إلى الموسم الجديد، كم أن هناك نقص في مستوردي القهوة بسبب الظروف والحروب العالمية، وبات قلة قليلة من الموردين الآن يستوردون هذه المادة إلى سوريا في ظل هذه الظروف ورسوم النقل المرتفعة وغيرها.

وأوضح أصحاب محال القهوة، أن الناس باتوا يشترون ربع أوقية من القهوة – أي 50 غم- ويطلب البعض شرائها مقابل مبلغ زهيد، بألف أو ألفين ليرة، حسب مقدار المال المتاح للمشتري، مشيرين إلى انخفاض استهلاك القهوة في رمضان بشكل عام.

وبخصوص الأسعار، أوضح بائعو القهوة السورية، أن سعر كيلو البن يبدأ من 25 ألف ليرة للقهوة الفيتنامية والهندية، يليها البن البرازيلي من 30 إلى 34 ألف ليرة للكيلو، والقهوة الكولومبية بأكثر من 45 ألف ليرة، مبينين أن سعر كيلو القهوة الممتاز  قبل ثلاث سنوات لم يتجاوز أكثر من 12 ألف ليرة.

وعن ارتفاع أسعار الهيل والتي تتراوح من 50 إلى 90 ألف ليرة حسب نوع الحبة، لفتت الصحيفة أن سعر أوقية القهوة تباع بما لا يقل عن 6 آلاف ليرة وترتفع إلى 6800 ليرة إذا كانت تحتوي على الهيل، مشيرة إلى أن المواطنين باتوا يشترونها من دون هيل أو بالهيل خفيف حسب الطلب لتقليل السعر ما أمكن بالنسبة لهم.

الجدير ذكره، وفي سنة وصفت بالنموذجية، حققت أسهم القهوة أرباحا كبيرة قاربت 80 بالمئة وهي الأعلى منذ عشر سنوات. حيث كانت مبيعات الربع الأول عالية، وأظهرت مبيعات الربع الثاني والثالث بعض المكاسب. في حين ارتفعت المبيعات في الربع الأخير من عام 2021، ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار القهوة بجميع أنواعها بمعدل غير مسبوق في السوق السورية.

للقراءة أو الاستماع: بعد ارتفاع أسعارها.. بيع قهوة مغشوشة في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.