شهدت أسعار القهوة بمختلف أنواعها ارتفاعا غير مسبوقا في الأسواق السورية، وفي ملخص اقتصادي عن المواد التي حققت أرباحا خلال العام الفائت، برزت القهوة كمنتج عالمي حقق أرباحا خيالية على غير المتوقع، حيث سجلت بعض “الماركات المشهورة” أسعارا عالية.

بيع قهوة مغشوشة

ذكرت صحيفة “تشرين” المحلية، في تقرير لها، أن بعض تجار البن في سوريا باتوا يغشون في القهوة بأساليب متعددة لزيادة أرباحهم، رغم ارتفاع أسعارها.

من جانبه قال خبير التغذية الدكتور لؤي اللبّان للصحيفة المحلية، “أن المواد المستخدمة لغش البن كثيرة جدا ومتنوعة، حيث يصعب اكتشافها بسهولة، منها تحميص الشعير أو البقوليات أو الخبز المحروق أو جذور الهندباء أو نواة التمر بعد طحنها”، وأضاف، بأن البعض يستخدم نشارة الخشب الناعمة لزيادة الوزن أثناء التحميص من ثم إضافة المنكهات لإعطاء مذاق القهوة.

وأوضح خبير التغذية، “إن البعض يستخدم الحمص بديلا عن حبات الهيل، والبعض يضعون الغليسرين أثناء التحميص ليساهم بتليُّف الحبوب المحمصة منع لتبخر الماء الموجود فيها”.

وأشار اللبّان، إلى أن أهم سبب للذعة الحموضة في بعض الأحيان يعود إلى تأثر حبوب البن بالرطوبة إثر تخزينها لفترات زمنية طويلة.

قد يهمك: المعارض الاقتصادية في سوريا تُضعف الصناعة المحلية.. ما الأسباب؟

القهوة أكثر مبيعا منذ عشر سنوات

والسنة الفائتة وصفت بالنموذجية، حيث حققت أسهم القهوة أرباحا كبيرة قاربت 80 بالمئة وهي الأعلى منذ عشر سنوات. حيث كانت مبيعات الربع الأول عالية، وأظهرت مبيعات الربع الثاني والثالث بعض المكاسب. في حين ارتفعت المبيعات في الربع الأخير من عام 2021 حيث عزز الطقس البارد استهلاك المشروبات الساخنة.

ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار القهوة بجميع أنواعها بمعدل غير مسبوق في الأسواق السورية، حيث سجلت بعض “الماركات الشهيرة” معدلات باهظة.

ووصل سعر البن الإكسترا إلى حوالي 38 ألف ليرة سورية، فيما تراوحت أسعار البن هال وسط بين 25 ألف و 30 ألف ليرة، والقهوة بدون الهيل 20 ألف ليرة.

بالإضافة إلى القهوة الرخيصة التي يتراوح سعرها بين 17-19 ألفا، حيث يلجأ بعض التجار والبائعين إلى خلط أكثر من نوع، مما يعطي طعما مقبولا لبعض الأصناف، بينما يخلط البعض الآخر القهوة بمواد أخرى مثل القمح والشعير والنشاء لتقليل سعره ويصبح في المتناول للشراء من قبل المواطنين، خاصة أن دخل المواطن بات محدودا للغاية في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة.

وفي السياق ذاته، قال مدير الأسعار في الوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، تمَّام العقدة للصحيفة المحلية، “إن الحد الأعلى لها يجب ألا يتجاوز الثلاثين ألف ليرة، موضحا، أن تكلفة استيراد البن عالية جدا بالإضافة إلى حوامل الطاقة التي تؤدي أيضا لرفع السعر سواء للبن المطحون أو الأخضر”.

وبالتالي، فإن أسعار القهوة تحلق عاليا، بالإضافة إلى عمليات الغش في البن من قبل التجار والمهنيين، من أجل تقليل تكلفتها من جهة والحصول على فائدة إضافية من جهة أخرى، في ظل غياب دوريات التموين والرقابة الحكومية.

قد يهمك: أرباح غير متوقعة لتجار القهوة في سوريا.. والذهب أكبر الخاسرين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.