ها هو أمير قبيلة الدليم، السياسي علي حاتم السليمان يعلن عودته إلى العاصمة العراقية بغداد، وسط غضب شعبي كبير، فمن أعاده؟ وما الهدف من إعادته إلى “دار السلام”؟

قال السليمان، ليلة الأربعاء: “بعدما عانت الأنبار من مشاريع التطرف والإرهاب وتحولت إلى مرحلة الهيمنة والديكتاتورية وتكميم الأفواه والفساد، نعلنها من بغداد أن هذه الأفعال ستواجه بردة فعل لن يتوقعها أصحاب مشاريع التطبيع والتقسيم ومن سرق حقوق المكون”.

وأردف السياسي الأنباري حاتم السليمان في تغريدة له عبر حسابه بموقع “تويتر”: “على من يدعي الزعامة أن يفهم هذه هي الفرصة الأخيرة”، وفُهمت العبارة الأخيرة بأنها إشارة منه إلى رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي.

عرف السليمان بتطرفه وتحريضه ضد الأمن العراقي في 2013، ومساندته لتنظيم “داعش”، وقوله بأن التنظيم سيحتل بغداد والمدن الشيعية، ولن يقف بوجهه لا “حشد شعبي” ولا “قوات المالكي”، في إشارة منه إلى القوات الأمنية.

الخصم يعيد نده للواجهة!

كان نوري المالكي هو رئيس الحكومة العراقية في تلك الفترة، وكان السليمان يطلق على القوات الأمنية تسمية “قوات المالكي”، عطفا على ترؤس الأخير للحكومة، وأصدر المالكي مذكرات قبض عديدة بحق السليمان.

ما أن بدأت القوات العراقية بحربها ضد “داعش”، حتى فر السليمان من الأنبار وبغداد، وذهب نحو الأردن وأربيل، لكنه اليوم وبعد 8 أعوام، ها هو يعود إلى بغداد دون اعتقاله وتنفيذ الأحكام القضائية بحقه.

صدرت مذكرات قبض عديدة ضد السليمان في عام 2013 بتهمة “التحريض على العنف”، وكذلك في عام 2016، صدرت مذكرة قبض أخرى عن “محكمة التحقيق المركزية”، وفق المادة “4/ إرهاب”.

في وقت تكتظ مواقع “التواصل الاجتماعي” بمشاعر الغضب من عودة السليمان إلى بغداد، يقول الكثير من المدونين، إن “طبخة سياسية” وراء إعادة السليمان للواجهة.

بحسب المحلل السياسي عبد الله الركابي، فإن المالكي الذي كان ند السليمان، هو من أعاده إلى بغداد، وهو من سهّل عودته بضغطه على القضاء لإلغاء كل مذكرات الاعتقال الصادرة بحقه.

للقراءة أو الاستماع: تحشيد لوقفة احتجاجية ضد تنصيب الحلبوسي رئيسا للبرلمان العراقي

ويضيف الركابي لـ “الحل نت”، أن الهدف من عودة السليمان، سياسي بحت، يقف خلفه “الإطار التنسيقي” الذي يقوده المالكي، وهو من أجل تضييق الخناق على الحلبوسي وتحجيم هيمنته وتفرده بالقرار السياسي السني.

إيعاز إيراني

الركابي يردف، أن تفرد الحلبوسي بزعامة المكون السني في المشهد السياسي لم يكن يمثل أي عائق لدى “الإطار التنسيقي”، فهي من كوّنت له تلك الزعامة بإقصاء خصومه وإسناد زئاسة البرلمان السابق له.

لكن السبب الذي دفع بالمالكي و”الإطار” إلى إعادة السليمان للواحهة، سببه ابتعاد الحلبوسي عنهم بعد الانتخابات المبكرة الأخيرة، وتحالفه مع خصمهم زعيم “التيار الصدزي” مقتدى الصدر، وفق الركابي.

للقراءة أو الاستماع: العراق: الحلبوسي والخنجر يهددان بمقاضاة “الإطار التنسيقي”

ويشير إلى أن، عودة السليمان هي بإيعاز إيراني للمالكي و”الإطار”، بهدف خلق ضد نوعي للحلبوسي وتحجيمه في النشهد السياسي السني، وهي رسالة للأخير بأنه “مثلما صنعناك بإمكاننا تحجيمك”.

وعن مدى قدرة السليمان بتحجيم دور هيمنة الحلبوسي على القرار السني، يوضح الركابي، أن مجرد عودته أضعفت من قبضة الحلبوسي؛ لأن السليمان شخصية عشائرية تقف خلفه عشيرته وتدعمه بقوة.

ويختتم، بأن الجمهور العشائري سيدعم السليمان، فضلا عن الكثير ممن هم بالضد من سياسة الحلبوسي الذين لا يستطيعون الوقوف بوجهه، نتيجة ممارسته تكميم الأفواه تجاههم، إذ سيجدون بالسليمان فرصة للالتحاق به ومنافسة الحلبوسي.

للقراءة أو الاستماع: العراق.. رفع دعوى قضائية ضد الحلبوسي

ولم يصدر أي تعليق من قبل رئيس البرلمان العراقي بعد إعلان علي حاتم السليمان عن عودته إلى بغداد، واكتفى بالصمت، وهو الصمت الذي يسبق المعركة التي ستدور من أجل زحزحة الحلبوسي من المشهد أو بسط نفسه بدعم من حليفه الصدر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة