ليست الشخصية الأولى، لكنها دليلا آخر على غزارة العراق من حيث انتاج الشخصيات المؤثرة، إذ احتفل محرك البحث جوجل الأشهر عالميا، اليوم السبت، بالذكرى الخامسة والتسعين بميلاد الفنانة التشكيلية العراقية نزيهة محمد سليم.

وتصدر اسم الفنانة الراحلة نزيهة سليم محرك البحث جوجل حيث يحتفى المحرك الذي يسيطر على سوق محركات البحث العالمية على شبكة الإنترنت بأكثر من بليون حركة بحث في كل يوم، بالشخصيات المؤثرة ليذكر بهذه الشخصية وما أنجزته، وكيف أثرت هذه الشخصيات في المجتمعات المحلية أو العالمية.

ودفع محرك البحث بتغيره شعاره الرسمي للاحتفاء بالفنانة نزيهة سليم التي تعتبر إحدى رواد الفن التشكيلي في العالم العربي والشرق الأوسط، الكثيرين في العالم للسؤال عن من هي نزيهة سليم؟

أقرأ/ي أيضا: طارق الهاشمي يحسم موقفه من موسم عودة خصوم المالكي

نشأتها ومحطاتها

نزيهة سليم هي فنانة تشكيلية من العراق، ولدت عام 1927، في مدينة إسطنبول في تركيا لأبوين عراقيين، وكان والدها محمد سليم علي الموصلي ضابطا في الجيش، وقد ولدت في أسرة تحب الرسم والفن التشكيلي.

نشأت نزيهة في وسط عائلي يهتم بالثقافة والمعرفة والفنون، والدها كان رساما ومديرا عاما وأول أستاذ رسم للأمير غازي، وهي اخت الفنانين المشهورين “سعاد سليم”، و”نزار سليم” و”جواد سليم” مصمم أبرز نصب تذكاري في العراق وهو نصب الحرية المشهور في بغداد.

وترعرعت في دار العائلة في منطقة الفضل وسط العاصمة بغداد، والتي كانت تعد ملتقى الفنانين العراقيين والأجانب، وكان والدها يتذوق المقام العراقي ويقرأه، كما كان يجود القرآن الكريم، وتأثرت بوالدها في تجربتها في فن الرسم.

تخرجت نزيهة من معهد الفنون الجميلة ببغداد 1947 وأرسلت ببعثة رسمية إلى باريس، وهي أول امرأة عراقية تسافر خارج القطر لدراسة الفن، وتخرجت من المعهد العالي للفنون الجميلة (البوزار) 1951 حيث تخصصت في رسم الجداريات على يد الفنان الفرنسي المعروف فرناند ليجيه وسوفربي.

كما أرسلت بزمالة لمدة عام واحد إلى ألمانيا الشرقية للتخصص في رسوم الأطفال ورسوم المسرح وتمرنت أثناء ذلك على المزججات والتطعيم بالأنامل.

وعلى الرغم من أنه كان بإمكانها البقاء كمعلمة للفن في فرنسا بسبب تفوقها، حيث كانت الرابعة على دفعتها في جائزة روما، لكنها اختارت العودة إلى العراق.

وشاركت في نشاطات مختلفة كإسهامها مع الفنان “شاكر حسن آل سعيد” و”محمد غني حكمت”و”جواد سليم” في تشكيل”جماعة الفن الحديث” منذ عام 1953 إلي 1954، وفي تأسيس “جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين”، إلى جانب دورها كأستاذة في معهد الفنون الجميلة حتى عام 1982.

أقرأ/ي أيضا: من يدعم تمرد “العشائر” على السلطة في العراق؟

أعمالها ووفاتها

ركزت نزيهة سليم في أعمالها الفنية للفنانة على تناول قضايا المرأة، والعمل، والطفولة، بالأسلوب الذي يعبر عن مزاجها وشخصيتها، حيث رصدت عبر أعمالها الحياة الاجتماعية للمرأة العراقية ومعاناتها في كل مكان في السوق والبيت والعمل وأظهرت تعاطفًا واضحا مع المرأة.

ومن أبرز أعمالها لوحة “بغداديات ” ، والتي استلهمت الفنانة نزيهة سليم عدة صور نسائية تعبيرية ذات ملامح مأساوية، فهناك على اليسار أم تحتضن و ليدها وهي في حالة تأمل و قد يكون أمل لانتظار عودة الزوج الغائب، بينما أعلى اللوحة صبية تتجمل أمام مرأة يدوية للقاء حبيب أو فارس أحلامها إلا أن تحت اللوحة امرأة ذات ملامح حزينة و قد تلفعت ملابسها بالسواد و يبدو أنها زوجة شهيد.

ولنزيهة سليم العديد من الأعمال منها، (شباك بنت الجلبي- ليلة عرس- صانع اللحف- أفراح المرأة- الدخلة)، وغير ذلك الكثير، إلا أن معظم تلك الأعمال قد سرقت من المتحف العراقي في مركز صدام للفنون إثر الاجتياح الأمريكي للعراق سنة 2003، في أسوا عملية تخريب تعرضت له المتاحف حينها.

ولم يبق من تلك الأعمال سوى ست لوحات هي(امرأة مستلقية، الأهوار، بائع البطيخ، الحرب، بورترية لفتاة، الجدة)، واللوحة الأخيرة تصور امرأة عجوز في حجرها كرة صوف، وفي كفها اليمنى إبرتا الحياكة، وقد تعرضت أجزاء من هذه اللوحة للتلف والتخريب المتعمد.

تلك اللوحات منها اثنتان معروضتان في قاعة العرض في دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة، أما اللوحات الأربعة الأخرى فقد تم حفظها.

توفيت في 15 شباط عام 2008 عن عمر يناهز 81 سنة، بعد معاناة قاسية مع مرض عضال حيث كانت تعيش في عزلة بمفردها ومع ضعف الخدمات وتفاقم أزمتها الصحية، وكانت هي آخر من تبقى من عائلتها التي ابتليت بالموت المبكر حيث فقدت أغلب أفراد أسرتها قبلها.

أقرأ/ي أيضا: العراق يباشر إنتاج آلات زراعية بأسعار تنافسية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة