أزمة الغاز المنزلي شمال شرقي سوريا يعيد استخدام المواقد والبوابير

منذ نحو شهرين، لم يستلم حسين، جرة غاز منزلي، الأمر الذي دفع بعائلته للجوء إلى استخدام المواقد والبوابير، لإعداد وجبة الإفطار خلال شهر رمضان، في حين تتوفر أسطوانات الغاز المنزلي بأسعار  مضاعفة في مناطق سيطرة حكومة دمشق بريف القامشلي، حسب سكان محليين.

وقال حسين علي، 42 عاما، أب لثلاثة أطفال من ريف القامشلي، لموقع “الحل نت”، إنه لم يستلم أسطوانة الغاز المنزلي منذ شهرين، مضيفا أنه لجأ لاستخدام المواقد خلال شهر رمضان لإعداد وجبة الإفطار.

وأشار علي، إلى أنه بسبب عمليات التهريب، تتوفر مادة الغاز بمبلغ يصل أحيانا إلى نحو 35 ألف ليرة سورية للأسطوانة الواحدة في مناطق جرمز وحامو والقصير الواقعة تحت سيطرة حكومة دمشق بريف القامشلي.

وتخصص “الإدارة الذاتية” لكل عائلة أسطوانة غاز واحدة شهريا بسعر (3500ل.س) تحصل عليها العائلة عبر بطاقات خاصة بمخصصات الغاز ومازوت التدفئة صادرة عن مديرية المحروقات التابعة لـ”لإدارة الذاتية”.

وكثيرا ما تتأخر لجان الأحياء (كومينات) في توزيع مخصصات الأهالي من الغاز ما يدفعهم للجوء إلى شراء الغاز من السوق السوداء بأسعار تصل إلى عشرة أضعاف.

أسطوانة الغاز لاتدوم لعشرين يوما

فيما قال حميد ابراهيم، 36 عاما، أب لأربعة أطفال من ريف الدرباسية، لموقع “الحل نت”، إن أسطوانة الغاز المنزلي لا تكفي عائلته الصغيرة في كثير من الأحيان، والتي لا تدوم لعشرين يوما أو أقل غالبا، وينقطع عن الغاز لنحو شهر أو أكثر إلى أن يتم التوزيع مجددا بعد نحو شهر ونصف أو شهرين.

وأضاف ابراهيم، أنه يلجأ لاستخدام البوابير والمازوت في فترات الانقطاع من الغاز، مشيرا إلى أنه يشتري مازوت غالي الثمن لإشعال البابور بقيمة 410 ليرات سورية للتر الواحد.

في حين حولت لجان المحروقات في أحياء بمدينة القامشلي توزيع المادة إلى المعتمدين، الأمر الذي قد يؤدي إلى تهريب الغاز وبيعه بأسعار مضاعفة في السوق السوداء، وفق سكان من حي القوتلي بمدينة القامشلي.

تبرير رسمي لأزمة الغاز بشهر رمضان

وقال عبدالسلام عباس، الإداري في محروقات إقليم الجزيرة، في حديث لموقع “الحل نت”، إن أزمة الغاز تأتي في ظل الاستخدام المتزايد خلال شهر رمضان.

وأضاف أنهم لم يخفضوا كمية الغاز المعتمدة خلال هذا الشهر، مشيرا إلى أن الأزمة تتسبب أيضا في أوقات العطل بعنفات الغاز في محطة السويدية بريف ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا.

ويعتبر معمل غاز السويدية المصدر الرئيسي لتأمين احتياجات سكان مناطق “الإدارة الذاتية” من الغاز المنزلي والذي يصل إنتاجه وفق تقارير لأكثر من 13 ألف أسطوانة غاز يوميا أثناء عمله بشكل طبيعي.

وتتعطل محطة السويدية الغازية التي تحوي سبع عنفات توليد، نتيجة استمرار توقف العنفات بسبب انتهاء عمرها الافتراضي منذ العام 2009.

هذه العنفات بدأت بالعمل منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي، و أن كل واحدة منها عملت فوق طاقتها لأكثر من 45 ألف ساعة، وفق مسؤولين في مكتب الطاقة في إقليم الجزيرة.

تكرار أزمة المحروقات شمال شرقي سوريا

وتتكرر أزمة المحروقات في مناطق الإدارة الذاتية للعديد من المرات خلال العام مع تزايد الطلب عليها مع انخفاض أو ارتفاع درجات الحرارة خلال فصلي الشتاء والصيف، إلى جانب ازدياد الطلب على المازوت من قبل المزارعين لري محاصيل القمح والشعير.

ولم ينف مسؤول المحروقات تهريب المحروقات إلى الأسواق السوداء، مشيرا خلال تصريحات سابقة إلى أن “الأسواق الحرة تتواجد في كل الدول، حيث تباع فيه المواد بأسعار خاصة تختلف عن أسعار المؤسسات الحكومية”.

وكان “المرصد السوري” قد نشر في تموز/يوليو مقطعا مصورا لما قال إنها لصهاريج تقوم بتهريب المازوت من مناطق سيطرة قسد إلى قرية التروازية بريف عين عيسى شمالي الرقة، حيث نقاط التماس مع مناطق فصائل المعارضة، كما نشر مقطعا مشابها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي لصهاريج تهرب مادة المازوت إلى ريف بلدة تل تمر شمالي الحسكة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.