يبدو أن ارتفاع أسعار الألبسة في الأسواق السورية هذا العام، سيحرم الكثير من الأطفال من فرحة العيد، والذين يحتفلون بالعيد عبر ارتداء الألبسة الجديدة أول أيام العيد.

وشهدت معظم أسعار الألبسة قفزات كبيرة، تزامنا مع انخفاض الطلب على الألبسة الجديدة واتجاه الناس ألى “أسواق البالة” التي شملها ارتفاع الأسعار هي الأخرى.

أصحاب الدخل المحدود في حيرة

وتقول صحيفة “الوطن” المحلية إن: “ارتفاع الأسعار وضع أصحاب الدخل المحدود في حيرة عن إمكانية شراء لباس العيد هذا العام بأرقام خيالية تعادل 4 أضعاف الراتب، إذا يبدأ سعر أي قطعة في السوق من 35-50 ألف ليرة سواء كانت بنطالاً أم بلوزة وتنتهي بأرقام كبيرة تصل إلى 150 ألف ليرة حسب النوع“.

من جانبه أوضح أمين سر جمعية الخياطة والألبسة الجاهزة في اللاذقية، بسيم القصير أن حركة سوق الألبسة خلال الأيام القليلة الماضية تعتبر ممتازة جدا، وذلك بالنظر إلى حركة الأسواق خلال الفترة الماضية.

وأرجع القصير في تصريحات نقلتها الصحيفة، تحسن حركة الأسواق إلى فترة عيد الفطر، مشيرا إلى أن “حركة السوق تتميز في عيد الفطر عن باقي فترات السنة، إذ يتلقى العديد من المواطنين مبالغ من أقاربهم خارج البلد، ما يحرك السوق بشكل لافت مقارنة بباقي فترات السنة“.

قد يهمك: اقتراب العيد يرفع أسعار الحلويات في سوريا إلى أكثر من الضعف

وأكد القصير أن سبب ارتفاع الأسعار يعود لغلاء مستلزمات الإنتاج من مواد أولية وغيرها وجميعها مستوردة من الصين، “وتشهد ارتفاع أسعار أجور النقل ورسوم الحاويات والجمركة وغيرها من تبعات الحرب الأوكرانية منذ نحو 3 أشهر، لترتفع الأسعار على إثرها بنسبة 35-40 بالمئة إضافة لعوامل ارتفاع سعر الصرف في السوق السوداء“.

وحول أسعار الألبسة حاليا قال القصير إن: “سعر لباس العيد يتفاوت حسب النوعية، ومنها الشعبي أو الجيد، إذ أن تكلفة اللباس النسائي للعيد مرتفعة، إذ يصل سعر البنطلون القماش الصيني حالياً إلى 50 ألف ليرة والبلوزة كذلك الأمر، وباقي مستلزمات بدل العيد من حذاء وحقيبة لتصل التكلفة إلى 200 ألف ليرة تقريباً، مقابل نحو 250 ألف ليرة تكلفة بدل العيد «كسوة» الطفل“.

ولفت القصير إلى أن بنطلون الجينز الوطني يباع بحوالي 70 ألف ليرة، مقابل 50 ألفاً للجينز الصيني، منوهاً بأن الوطني أغلى وجودته أعلى من الصيني أو التركي أو الهندي، وقليل من يحصل عليه من حلب بسبب زيادة الطلب عليه.

ونتيجة لارتفاع أسعار الألبسة، وانخفاض القوة الشرائية للأهالي، ظهرت خلال السنوات الماضية ما يسمى بـ“أسواق البالة“، وهي أسواق شعبية لبيع الألبسة المستوردة المستعملة، بأسعار رخيصة نوعا ما.

أسعار الملابس في البالات

يتراوح سعر شراء قميص في البالة، ما بين 5 و15 ألف ليرة سورية. بينما يمكن شراء السراويل والسترات ما بين 10000 و25000 ألف ليرة سورية. وبالنسبة لشراء الأحذية فيتراوح المبلغ ما بين 25 إلى أكثر من 100000 ليرة سورية.

ارتفاع تكلفة الألياف الاصطناعية، التي تتنافس مباشرة مع القطن، جاء بعد الارتفاع الهائل في أسعار النفط. فمع اقتراب سعر الذهب الأسود من أعلى مستوى له منذ سبع سنوات، ارتفع الطلب على المنسوجات. حيث إن التجار لجؤوا إلى تخزينها لحماية أنفسهم من التكاليف الباهظة التي يتوقعون رؤيتها قريبا.

قد يهمك: برلماني سوري يتهم وزارة الكهرباء بالفساد: التقنين يجب أن يشمل مسؤولي الدولة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.