ليس من المستغرب أن تؤدي سياسة اقتصاد السوق في مجتمعنا إلى عدم الاستقرار وتصاعد الأسعار والاحتكار والفوضى بدلا من المنافسة وطرح أسعار حقيقة. طما تشهد الأسواق التجارية في سوريا شكلا من أشكال الاضطراب إذ يتعمد البائعون ربط أسعار بضائعهم مع السعر غير الرسمي للدولار في السوق المصرفية، إذ يعمد التجار إلى انتقاء التسعيرات التي تناسبهم.

إقرار رسمي بفوضى الأسعار

لم يشكك مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في ريف دمشق، سائر شيحا، اليوم الخميس، في وجود فوضى في الأسواق قبل العيد، لافتا إلى ضبط عدد من المحال والمخازن.

وقال شيحا، وفق ما نقله موقع “بزنس تو بزنس” المحلي، إن التركيز ينصب حاليا على مراقبة التحكم في أسعار الحلويات والشوكولاتة والملابس والأحذية ومحطات البنزين والأفران وغيرها من مستلزمات العيد، لا سيما في الفترة التي تسبق العيد.

وحث شيحا، السكان على مساعدة المديرية في الوقت الحالي، مشيرا إلى أنه من الأهمية تسليط الضوء على المخالفين والأفراد الجشعين ووضعهم تحت المراقبة لتجنب حالات الاحتيال والتلاعب. وقال أيضا إن التزام الصمت بشأن الانتهاك يعقد القضايا وليس في مصلحة أي شخص.

للقراءة أو الاستماع: بيع الفروج بالقطعة والبرغل بالأوقية في سوريا

بيوت بلا عيد

تصريحات شيحا، جاءت على إثر تقرير نشرته صحيفة “البعث” المحلية، ذكرت فيه أن نسبة كبيرة من السكان لم تعد قادرة على الحصول على مستلزمات العيد الأساسية مثل الملابس والأحذية والحلويات والمواد الغذائية بسبب ارتفاع أسعار السوق، في ظل غياب المديريات المختصة بمراقبة الأسواق.

وأشارت الصحيفة، إلى أن بعض المواد كالقهوة والموالح باتت جميعها خارج تفكير المواطن، بسبب وصولها إلى أسعار تفوق طاقته، والتي وصفها بعضهم بأنها غير منطقية.

وبحسب الصحيفة، فإن عددا من المواطنين وصفوا أقوال المسؤولين حول خفض الأسعار بأنها زائفة، إذ نادرا ما وصلت هذه الشكاوى لمن كان من المفترض سماعها والتصرف بموجبها، إلى أن حدث العكس، وارتفعت الأسعار بشكل غير منطقي.

وأشار التقرير، إلى أن التقشف بلغ حدوده، وبات من المألوف لدى غالبية المواطنين استبدال المواد الأساسية بأصناف شعبية بتكاليف مقبولة، أما الملابس و الأحذية والبن والشوكولاتة و السكاكر، فخرجت من قوائم الغالبية الساحقة من المواطنين قبل العيد كون ارتفاع أسعار هذه المواد – حسب مختصين- مرتبط بسعر الدولار والحرب الدائرة بأوكرانيا، مع إضافة عوامل الاستغلال وهوامش الربح المضافة.

للقراءة أو الاستماع: اقتراب العيد يرفع أسعار الحلويات في سوريا إلى أكثر من الضعف

الأسعار قبل العيد “كاوية”

يبدو أن مسألة ارتفاع الأسعار لن تنتهي في سوريا، بينما تشهد الأسواق ارتفاعا حادا في الأسعار والذي طال مجمل السلع سواء أكانت في المواد الغذائية أو الخضراوات والفواكه واللحوم والحلويات، وليس انتهاء بأسعار الأمور الأخرى مثل الغاز والملابس وتسعيرة المواصلات وغيرها، وفي ظل عزوف نسبة كبيرة من السوريين عن شراء الكثير من الأصناف الغذائية واكتفائهم بالمواد الأساسية والضرورية للمعيشة، شهدت أيضا أسعار الموالح (المكسرات) ارتفاعا غير مسبوق وهناك توقعات تفيد بارتفاع جديد لتسعيرة الموالح في الفترة المقبلة.

موقع “الاقتصادي” المحلي، كشف نقلا عن أمين صندوق جمعية البن والمحامص والموالح، محمد ثقباني، أن “أسعار البن والمكسرات ارتفعت أكثر من الضعف عن الفترة نفسها من العام الماضي، وفي الوقت نفسه تراجعت المبيعات بنسبة تصل إلى 40 بالمئة.

وحول تفاصيل الأسعار أضاف ثقباني، أن “سعر كيلو بزر دوار الشمس 17 ألف ليرة سورية، وكيلو الفستق 15 ألف ليرة، ورقائق البطاطا 10آلاف ليرة، والكاجو بـ 60 ألف ليرة، ووصل سعر كيلو البندق إلى 40 ألف ليرة، واللوز إلى 55 ألف ليرة، وبلغ سعر كيلو الملبس 20 ألف ليرة وتراوح سعر البن بين 30 و45 ألف ليرة للكيلو الواحد”.

وتعتبر هذه الأسعار بالنسبة لرواتب ودخل المواطنين في سوريا “أسعارا خيالية”، حيث لا يتجاوز راتب الموظف الحكومي اليوم عتبة 64 دولارا أمريكي، بالإضافة إلى قلة فرص العمل في البلاد و ركود غير مسبوق في الأسواق، إضافة إلى تدهور الأوضاع المعيشية في سوريا وازدياد معدل الفقر عاما بعد عام.

يذكر أن رئيس جمعية المحامص والموالح والبن عمر حمودة قال في تصريح سابق، إن قرار وقف استيراد بعض أنواع المكسرات سيؤدي إلى الاحتكار من قبل التجار الذين قاموا بتخزينها في المستودعات وبالتالي سيرتفع سعرها محليا مطالبا الجهات الحكومية بإعادة النظر بالقرار.

للقراءة أو الاستماع: بنطال جينز بـ90 ألف في سوق الألبسة السورية.. ما علاقة الكهرباء؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.