تحولت ظاهرة انتشار السلع الغذائية المغشوشة في الأسواق السورية، إلى ظاهرة تقلق السوريين، لا سيما بعد توثيق انتشار العديد من الأغذية غير الصالحة، إذ يعتبر بيع السلع والمنتجات المغشوشة وشبه التالفة وكذلك المنتهية الصلاحية ظاهرة كبيرة وخطيرة تتغلغل في الأسواق السورية.

إندومي

وأثارت الأنباء الواردة من مصر حول سحب منتجات لشركة “إندومي” من الأسواق، مخاوف كثير من السوريين حول سلامة المنتج، لا سيما وأن القرار المصري بحسب منتجات الشركة، جاء نتيجة وجود آثار مبيدات غير صالحة للاستهلاك البشري.

بدوره نقل “تلفزيون الخبر” عن قسم العلاقات العامة في شركة “إندومي” بسوريا، وعده بتقديم توضيحات حول الإجراءات التي تتخذها الشركة لضمان تقديم منتج صحي ومطابق للشروط الصحية.

وأشار التلفزيون المحلي الجمعة، إلى أن فرع الشركة في سوريا، تجاهل الإجابة على استفسارات حول الاشتراطات الصحية التي تخضع لها المنتجات سواء من الشعيرية أو التوابل المرافقة، وظروف تخزينها وتعبئتها، على الرغم من حساسية الأمر الذي يرتبط بسلامة المستهلكين.

قد يهمك: أزمة وقود خانقة في سوريا.. روسيا وإيران تخلوا عن دمشق؟

وكانت الهيئة لسلامة الغذاء في مصر أعلنت قبل أيام، عدم صلاحية أكياس التوابل المرافقة للشعيرية: الشطة، ونكهة الدجاج والخضار للاستهلاك الآدمي، بسبب وجود نسبة من متبقيات المبيدات بما يتعدى الحدود الآمنة المسموح بها للاستهلاك الآدمي، وبعض الأمور الأخرى.

وقبل أيام تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورة برقية موجهة من وزارة الاقتصاد إلى وزارة الصناعة واتحاد غرف الصناعة، تتحدث عن بلاغ وصل من سفارة سوريا في قبرص يفيد بوجود مخالفة في كمية المواد الحافظة المستخدمة صناعة عصير “سلس” الذي تنتجه شركة “جود“.

وتخوف سوريون بعد تداول هذه البرقية من احتمالية وجود مخالفات مماثلة للمنتج المنتشر في معظم الأسواق السورية وهو عصير“سلس“.

رد الشركة

من جانبها أصدرت شركة جود للصناعات الغذائية بيانا أوضحت فيه ملابسات ما أثير مؤخرا حول عصائر سلس التي تصنعها الشركة وعدم مطابقتها للمواصفات العالمية .

وقالت الشركة في بيانها : “ينفي قسم العصائر والمشروبات في الشركة ما يتم تداوله بطريقة مؤذية عبر بعض صفحات التواصل الاجتماعي وبعض الشبكات الاخبارية حول مخالفة مواصفات قبرصية للبضاعة المصدرة إلى قبرص أو استخدام مواد حافظة غذائية أكثر مما هو محدد بالمواصفة القبرصية في إحدى نكهات شرابات سلس المصدرة إلى قبرص والمثارة عن طريق سفارتنا في قبرص“.

وأضاف البيان : “يهمنا التأكيد للجميع بأن منتجاتنا مصنعة وفق المواصفات القياسية السورية (368) (3660) وكل مكوناتها ضمن المعايير المحددة في المواصفات المذكورة وتصّدر إلى العديد من الدول الأوروبية والعربية ويتم تحليلها لديهم وفق المواصفات العالمية ولدى أكثر الدول دقة في تحليل الجودة والنوعية وقد يكون الأمر في قبرص نتيجة لمنافسة من شركات أخرى” .

ونتيجة لهذه الورقة المسربة، أعلن مصدر في وزارة التجارة الداخلية ونقل عنه “تلفزيون الخبر“، نيته إرسال الجهات المعنية للوزارة، بهدف سحب عينات من منتجات الشركة لتحليلها، إعلان النتائج قريبا.

الاحتيال ينتشر في سوريا

وانتشرت مؤخرا ظاهرة الغش في منتجات الألبان والأجبان، نظرا للطلب الكبير عليها، فضلا عن غلاء أسعار المنتجات الممتازة، تعد هذه السلع من أكثر السلع التي يتم الاحتيال فيها.

وقبل أسابيع نقلت صحيفة “الوطن” المحلية عن بعض السكان، إنهم يشترون الحليب والجبن بكميات كيلوغرام واحد أو أقل للأكل وليس للمونة. وقالوا أيضا إنهم يشترونها من الباعة الجائلين ومن المتاجر ذات الأسعار الأقل من المتوسط، لأنها في المتاجر الرئيسية مرتفعة التكلفة.

وذكرت الصحيفة، أن سعر كيلو لبن الغنم الجيد سجل 4500 ليرة، ومن النوع الثاني 4000 ليرة. ولبن البقر 2300 ليرة ومن النوع الثاني 2000 ليرة. أما الجبن فيباع كيلو العكاوي نوع أول أي ملحه خفيف بين 12-15 ألف ليرة، ومن النوع الثاني ظاهر الملح بـ9 آلاف ليرة.

حركة البيع والشراء مقبولة على الأنواع الشعبية، وخفيفة على أنواع النخب الأول. حيث أوضح المواطنون أنهم يشترون الجبن بالكيلو ليس أكثر. فيما كشف بعضهم أن معظم الألبان والأجبان المطروحة بالسوق مغشوشة. حيث أضيف لها الأوكسجين، فالحليب يضاف له بمعدل كيلو غرامين لكل طن، عدا المواد الكيميائية وغير الكيميائية الأخرى.

يتذرع تجار سوريون بالأزمة الاقتصادية لتبرير احتيالهم على المواطنين، غير آبهين بأن الاحتيال بجميع أشكاله هو كارثة اجتماعية واقتصادية كبيرة، متجاهلين أن الضرر الذي يسببه يفوق كثيرا مصالحهم، حيث يصل تأثيره إلى صحة الإنسان والاقتصاد ككل.

قد يهمك: قانون الجرائم الإلكترونية في سوريا.. خنق حريات واستبداد جديد؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.