رغم التحذيرات المتكررة من تداعيات تدهور الواقع التعليمي في سوريا، لا سيما خلال السنوات الماضية، لا يبدو أن الحكومة السورية، عازمة على اتخاذ إجراءات من شأنها انتشال التعليم، الذي يرى بعض المختصين أنه وصل إلى القاع مؤخرا.

زيادة الصعوبات الاقتصادية على الطلاب

وفي إطار زيادة الصعوبات على طلاب الجامعات في سوريا، قرر مجلس الأمناء في الجامعة الافتراضية السورية رفع الأقساط والبدلات في الجامعة بنسبة خمسين بالمئة، لترتفع المادة التي كانت بـ 20 ألف ليرة إلى 30 ألف ليرة، بدءاً من المفاضلة الجديدة لهذا الفصل، وللطلاب الجدد فقط، بينما يحافظ الطلاب القدامى على نفس الأقساط والبدلات .

وبرر رئيس الجامعة الدكتور خليل العجمي، هذه الزيادة بأنها محاولة للحفاظ على التوازن بين الميزانية “”الاستثمارية والجارية” وبين العوائد، وقال: “في كثيرٍ من الأوقات وصلنا للحد تماماً ما بين الميزانية “الاستثمارية والجارية” التي نصرفها وما بين العوائد، ولأننا مضطرين للحفاظ على هذا التوازن وعلى بعض الوفر لنضمن استمرارنا، من دون أن نحتاج للخزينة العامة، ولأن الكلف ارتفعت جداً في العامين الأخيرين“.

قد يهمك: “مصاري بالشوالات” على طريق حمص تثير سخرية السوريين

وفي إطار إجابته على التساؤلات حول أسباب رفع الأقساط أضاف عجمي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية قبل يومين: “هناك كلف تتعلق بـ “بدلات” بعض الخدمات التي يتم تقديمها للطالب مثل “كشف العلامات” أو “مصدقة التخرج“، والتي تُطبع بشكلٍ خاص ومختلف عن الأوراق العادية، وتكلف الجامعة مبالغ مرتفعة جداً، مقابل “بدلات” محدودة جداً، لا بل أقل من الكلفة، زائد كلف البنية التحتية، التي باتت مرهقة للجامعة“.

واعتبر عجمي أن: “الزيادة ليست كبيرة، خاصة وأن بعض البدلات والأقساط ارتفع ليصل لمستوى الكلفة، مبرراً أن مبلغ 10 آلاف ليرة الذي قد تأخذه الجامعة – على سبيل المثال – من الطالب مقابل مصدقة تخرج، بالكاد بات يغطي الكلفة التي تتكلفها الجامعة من ورق وطباعة وأحبار“.

تدني مستوى الجامعات وتدخل خارجي

ويشهد قطاع التعليم العالي تدني في المستوى الأكاديمي، فضلا عن الفساد المنتشر في الجامعات الحكومية في سوريا، ما يدفع الطلاب إلى الاتجاه في بعض الأحيان إلى الجامعات الخاصة ذات الرسوم المرتفعة.

كذلك سمحت الحكومة السورية لإيران مؤخرا بزيادة توغلها في قطاع التعليم السوري، بتوقيع اتفاق بين “المركز الأكاديمي للتربية والثقافة والبحوث” في طهران وجامعة دمشق.

وأعلنت وزارة التعليم العالي السورية مطلع كانون الأول /ديسمبر الماضي، أنه بحضور الوزير بسام إبراهيم، وقع رئيس جامعة دمشق محمد يسار عابدين ومدير “المركز الأكاديمي للتربية والثقافة والبحوث” الإيراني حميد رضا طيبي، اتفاق تعاون لـ“تبادل قاعدة البيانات العلمية والإنجازات البحثية والمشاركة في إنشاء حاضنة للأعمال وحديقة للعلوم والتكنولوجيا في جامعة دمشق“.

جاء ذلك بعد نحو شهر من توقيع جامعة دمشق مع جامعة “مالك الأشتر” الإيرانية مذكرة تفاهم في مجال الأبحاث والدراسات.

وفي سوريا، فروع لست جامعات إيرانية، منها “الفارابي للدراسات العليا” و“الجامعة الإسلامية الحرة الإيرانية” (آزاد) و“كلية المذاهب الإسلامية الإيرانية” في دمشق، و“جامعة تربية مدرس” و“جامعة المصطفى العالمية” التي تعد أكبر جامعة إيرانية تأسست عام 1972، وافتتح فرعها في سوريا عام 2013 ويضم ثلاث شعب في محافظات حلب واللاذقية ودمشق، علما بأن خمس جامعات إيرانية افتتحت فروعا في سوريا بعد عام 2011.

قد يهمك: شراء الفرح بأرخص الأسعار في حلب

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.