يبدو أن العواصف الغبارية لا تريد أن تغادر العراق في هذه الفترة، فبعد عاصفة غبارية هي الأشد قسوة شهدتها البلاد، ليلة البارحة، ثمة عاصفة أخرى في طريقها للانتشار هذا المساء.

بخصوص عاصفة الأمس، فقد بدأت من الأنبار غربي البلاد وامتدت لتنتشر بمعظم المدن العراقية، وكانت الرؤية فيها شبه منعدمة، إذ اقتصرت على 5 أمتار فقط.

https://twitter.com/iq_anbar/status/1522169837048545281?t=583zNifGuRSJrohffMY5Sw&s=19

وتسبّبت العاصفة التي اقتحمت البلاد ليلا، باكتظاظ المستشفيات بالمصابين، فقد أسفرت العاصفة عن 5 آلاف حالة اختناق بعموم العراق وحالة وفاة واحدة.

وزارة الصحة قالت في بيان، إن بعض دوائرها، “ومنها دائرة صحة بغداد الكرخ والرصافة، سجلت نحو ألف إصابة، وتم تسجيل حالة وفاة واحدة على الأقل في العاصمة بغداد”.

وأضافت في البيان الذي اطلع عليه “الحل نت”، أن “الحالات أغلبها غادرت المستشفيات بعد تلقي العلاج خلال مدة زمنية وجيزة، وهناك بعض الحالات احتاجت إلى تداخل طبي وروقود في المستشفى”.

أسباب العواصف الغبارية

في الأثناء، ضربت عاصفة ترابية جديدة، عصر اليوم محافظة الأنبار، وهي في طريقها للانتشار في العاصمة بغداد وبقية المحافظات العراقية، وفق “هيئة الأنواء الجوية”، التي توقعت “استمرار العواصف الترابية خلال الشهر الحالي”.

يشار إلى أن هذه ثالث عاصفة غبارية يشهدها العراق خلال أيام عيد الفطر، بدءا من الاثنين المنصرم وحتى اليوم الخميس، وهي الثامنة في غضون شهر واحد فقط.

وشهد العراق تسجيل 122 عاصفة ترابية خلال 283 يوما في سنة واحدة. ومن المتوقع أن تسجّل البلاد في السنوات المقبلة 300 يوم مغبر في كل سنة، حسب وزارة البيئة العراقية.

للقراءة أو الاستماع: العراق في خطر كبير جراء التغير المناخي

وفق منظمة “حماة دجلة”، فإن التصحر واستمرار زيادة الأراضي المتصحرة والجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وقلة التشجير مع عدم وجود حزام أخضر، هي من أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث العواصف الرملية.

كدليل على ذلك، بلغت نسبة مساحة الغابات الطبيعية والاصطناعية 1.6 بالمئة فقط من مساحة العراق الكاملة، حسب إحصائية أعدّها “الجهاز المركزي للإحصاء”، في عام 2020.

ذات الإحصائية، أكدت أن 69 بالمئة من مساحة العراق تعد أراضي متدهورة؛ لأن 15.6 بالمئة منها هي أراضي متصحرة و53.9 بالمئة هي أراضي مهدّدة بالتصحر.

عجز مائي وتهاون حكومي

يحتاج العراق إلى 14 مليار شجرة لإحياء المناطق التي تعاني من التصحر، والحفاظ على بيئته من التغيرات المناخية، وفق وزارة الزراعة العراقية.

للقراءة أو الاستماع: عاصفة حمراء تضرب العراق وحركة المطارات تتوقّف

تهاون الحكومة مع من يحولون الأراضي الزراعية إلى مجمعات سكنية سبب آخر وراء التغير المناخي؛ إذ فقد العراق 60 بالمئة من الأراضي المزروعة والصالحة للزراعة، نتيجة التجريف والتجاوزات، حسب وزير البيئة حسن الفلاحي.

لا يقتصر التغير المناخي في العراق على التصحر وحصول العواصف الترابية فقط، بل يعاني من شح المياه أيضا.

البلاد ستعاني من عجز مائي تصل نسبته إلى 10.8 مليار متر مكعب بحلول عام 2035، على حد قول رئيس الجمهورية برهم صالح في تصريح صحفي بوقت سابق.

العجز المائي الذي تحدّث عنه صالح، هو بسبب تراجع مناسيب مياه دجلة والفرات والتبخر بمياه السدود وعدم تحديث طرق الري، وفق وزارة الموارد المائية العراقية.

للقراءة أو الاستماع: التغير المناخي.. العراق على رأس الدول المتضررة

يجدر بالذكر، أن العراق يصنّف الأول عالميا بالتغيرات المناخية مما ينذر بجفاف كبير، ويعد من أكثر البلدان تضررا من ناحية شح المياه والأمن الغذائي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.