بات التغير المناخي يشكل خطورة كبيرة على العراق، ومستقبله أكثر قتامة، وهذا ما أضحى واقعيا من خلال العواصف الرملية الأخيرة، بعد أن شهدت البلاد في آخر شهر 6 عواصف غبارية.

لقد شهد العراق تسجيل 122 عاصفة ترابية خلال 283 يوما في سنة واحدة. ومن المتوقع أن تسجّل البلاد في السنوات المقبلة 300 يوم مغبر في كل سنة، حسب وزارة البيئة العراقية.

وفق منظمة “حماة دجلة”، فإن التصحر واستمرار زيادة الأراضي المتصحرة والجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وقلة التشجير مع عدم وجود حزام أخضر، هي من أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث العواصف الرملية.

كدليل على ذلك، بلغت نسبة مساحة الغابات الطبيعية والاصطناعية 1.6 بالمئة فقط من مساحة العراق الكاملة، حسب إحصائية أعدّها “الجهاز المركزي للإحصاء”، في عام 2020.

ذات الإحصائية، أكدت أن 69 بالمئة من مساحة العراق تعد أراضي متدهورة؛ لأن 15.6 بالمئة منها هي أراضي متصحرة و53.9 بالمئة هي أراضي مهدّدة بالتصحر.

عجز مائي قادم

يحتاج العراق إلى 14 مليار شجرة لإحياء المناطق التي تعاني من التصحر، والحفاظ على بيئته من التغيرات المناخية، وفق وزارة الزراعة العراقية.

تهاون الحكومة مع من يحولون الأراضي الزراعية إلى مجمعات سكنية سبب آخر وراء التغير المناخي؛ إذ فقد العراق 60 بالمئة من الأراضي المزروعة والصالحة للزراعة، نتيجة التجريف والتجاوزات، حسب وزير البيئة حسن الفلاحي.

لا يقتصر التغير المناخي في العراق على التصحر وحصول العواصف الترابية فقط، بل يعاني من شح المياه أيضا.

البلاد ستعاني من عجز مائي تصل نسبته إلى 10.8 مليار متر مكعب بحلول عام 2035، على حد قول رئيس الجمهورية برهم صالح في تصريح صحفي بوقت سابق.

للقراءة أو الاستماع: عاصفة حمراء تضرب العراق وحركة المطارات تتوقّف

العجز المائي الذي تحدّث عنه صالح، هو بسبب تراجع مناسيب مياه دجلة والفرات والتبخر بمياه السدود وعدم تحديث طرق الري، وفق وزارة الموارد المائية العراقية.

هل من حلول؟

يصنّف العراق الأول عالميا بالتغيرات المناخية مما ينذر بجفاف كبير، ويعد من أكثر البلدان تضررا من ناحية شح المياه والأمن الغذائي.

الحلول لمواجهة التغير المناخي موجودة، لكن لم يتم تنفيذها بعد، منها أن “الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي”، قررت في 18 آذار/ مارس الماضي، إطلاق مبادرة زراعة مليون شجرة وشتلة لمواجهة التغير المناخي، غير آن التطبيق لم يحدث بعد.

للقراءة أو الاستماع: التغير المناخي.. العراق على رأس الدول المتضررة

كما أن الحكومة العراقية، أطلقت قبل أكثر من نصف عقد مشروع “الحزام الأخضر”، وصرف عليه نحو 750 مليون دولار، دون أن يتم تنفيذه؛ بسبب صفقات فساد سياسية.

رئيس الجمهورية برهم صالح، هو الآخر أطلق مبادرة “إنعاش وادي الرافدين” العام الماضي، ووافق عليها مجلس الوزراء، لكن الحكومة لم تفعّلها بعد.

كذلك وصل إلى العراق عرضين، الأول تركي يتضمن إنشاء غابات في كافة مدن العراق، والثاني سعودي يتضمن زراعة الصحراء العراقية وخاصة بادية السماوة، لكن بغداد لم تتفق مع أنقرة والرياض بعد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.