عن الحياة في سوريا، فهي بالمختصر أن تجد بلدة في مناطق سيطرة السلطات السورية تعيش بالكامل على المساعدات دون تحرك حكومي من أجل إنقاذ أبناءها، الذين يمثلون جزءا من أكثر من 90 بالمئة من السوريين الذين يعيشون في فقر مدقع، بأقل من 1.90 دولار في اليوم.

المحافظة تتفرج!

على بعد 26كم من العاصمة دمشق، تفتقر بلدة الديرخبية بشكل كامل إلى الاهتمام والمتابعة الميدانية والدعم للعديد من القضايا الخدمية والمعيشية الكبرى، والتي أصبحت واقعا سلبيا في حياة الأهالي، حسب وصف أيمن النجار، رئيس بلدية الديرخبية – وهي قرية سورية تتبع إداريا لمحافظة ريف دمشق، مركز  ناحية الكسوة.

وأكد النجار، في تصريح لصحيفة “تشرين” المحلية، أمس الجمعة، أن البلدة وضواحيها التي يبلغ عدد سكانها نحو 8000 نسمة، تفتقر إلى المواصلات، خاصة لطلبة المدارس، مثل المواصلات من البلدة إلى الكسوة وطلاب الجامعة إلى دمشق والعكس.

وبيّن النجار، أنه لولا تبرع فاعل خير من مواطني المنطقة بثلاثة سرافيس تنقل خمسين طالبا جامعيا كل يوم من المدينة إلى دمشق على نفقته الخاصة لمدة عام دراسي كامل، لتسببت الطوابير الطويلة بعدم قدرة الطلاب على مواكبة تعليمهم.

وأشار رئيس البلدية، إلى أنه خلال شهر رمضان وعيد الفطر، تم تسليم عدد ضخم من السلال الغذائية بقيمة ثلاثين مليون ليرة للمحتاجين، باستخدام الأموال التي جمعها الأهالي، والمجتمع المحلي، في المناسبات الاجتماعية في البلدة.

للقراءة أو الاستماع: “مصاري بالشوالات” على طريق حمص تثير سخرية السوريين

هروب جماعي من بلدة الديرخبية

وعلى صعيد قطاع الاتصالات، قال النجار: “إنه ممتاز بسبب تعاوننا مع المديرية، حيث قدمنا كل ما نحتاجه لإنجاح هذا المشروع، باستثناء الكابلات والأعمدة”.

وعندما يتعلق الأمر بتمهيد الطرق داخل بلدة الديرخبية، أضاف النجار، “واجهتنا صعوبة مع دليل الأسعار الصادر عن مديرية الخدمات الفنية في دمشق، والذي لم يتوافق أبدا مع أسعار السوق المحلية، وبالتالي هرب المقاولون بعيدا عنا، ولم نتمكن من العثور على مقاول يرضى بأسعار القوائم الحكومية”.

وتابع في حديثه قائلا: “علينا الانتظار قليلا، إذا لم تزودنا السلطات بالمحولة والمواصلات، سنقوم بجمع الأموال من الرعاة والمجتمع المحلي كالمعتاد”.

للقراءة أو الاستماع: أزمة وقود خانقة في سوريا.. روسيا وإيران تخلوا عن دمشق؟

المحافظ يستمع دون أن ينفذ

ساعدت منظمة “الإسعاف الأولي” – وهي إحدى المنظمات الإنسانية – في البلدة بشكل كبير من خلال إصلاح نظام الصرف الصحي، وحفر آبار المياه، وترميم 400 منزل، بالإضافة إلى وضع حاويات القمامة على أطراف الأزقة، وتجهيز المركز الصحي بالبلدة.

التجهيزات اللازمة جاءت من خارج الحكومة، مثل إزالة الأنقاض المتراكمة، وفتح الشوارع والطرق، وترميم المدرسة، وعقد دورات تدريبية للسكان لإتقان الوظائف والمهن من أجل معيشتهم، وكذلك دعمهم بشكل كبير بمبالغ مالية ليتمكن كل متدرب من بدء مشروعه الخاص دون صعوبة، وكذلك إنشاء مشروع للطاقة الشمسية ساهم بشكل كبير في الخدمات التي تحتاجها البلدة.

وأوضح رئيس البلدية، أن آخر زيارة قام بها محافظ ريف دمشق كانت قبل عام، “استمع إلى همومنا ورغباتنا، ووعد بتركيب محوّل لضخ المياه من الآبار بسبب نقص المازوت، والكهرباء، ووجه المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بدمشق بالتنفيذ، إلا أن وحدة المياه حتى اليوم لم تنفذ وذلك بحجج واهية.

الجدير ذكره، أن الأزمة الاقتصادية في سوريا، تتفاقم مع استمرار عجز الحكومة عن احتواء الأزمة المعيشية، فضلا عن عجزها عن تأمين السلع الأساسية والمواد الغذائية المحروقات، وذلك في وقت وصلت فيه نسب التضخم إلى أعلى مستوياتها في تاريخ البلاد.

للقراءة أو الاستماع: تضخم الأسعار يزداد في سوريا.. ما تأثير الليرة؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.