في وقت يعاني العراق من خطر التغير المناخي الذي بدأ يقتحمه في آخر شهرين بقوة، ها هي بغداد ترفض مبادرة سعودية لإنقاذه من الخطر المناخي المرتقب.

فقد أبلغ العراق، اليوم الأحد، السعودية صاحبة مبادرة “الشرق الأوسط الأخضر”، بأنه لن يتمكن من توفير كميات المياه اللازمة للمشاركة في المشروع التي تكفلت به الرياض.

وتمثلت المبادرة، بزراعة نحو 6 ملايين دونم من أراضي محافظات الأنبار غربي العراق، والنجف وسط البلاد، والمثنى جنوبي العراق.

“الشرق الأوسط الأخضر”، هو مشروع ستراتيجي خططت له السعودية، يستهدف تخضير الصحراء وزراعة نحو 50 مليار شجرة في شبه الجزيرة والخليج والعراق.

وبات التغير المناخي يشكل خطورة كبيرة على العراق، ومستقبله أكثر قتامة، وهذا ما أضحى واقعيا من خلال العواصف الرملية الأخيرة، بعد أن شهدت البلاد في آخر شهر 8 عواصف غبارية.

حاجة العراق لمواجهة التغير المناخي

شهد العراق تسجيل 122 عاصفة ترابية خلال 283 يوما في سنة واحدة. ومن المتوقع أن تسجّل البلاد في السنوات المقبلة 300 يوم مغبر في كل سنة، حسب وزارة البيئة العراقية.

وفق منظمة “حماة دجلة”، فإن التصحر واستمرار زيادة الأراضي المتصحرة والجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وقلة التشجير مع عدم وجود حزام أخضر، هي من أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث العواصف الرملية.

كدليل على ذلك، بلغت نسبة مساحة الغابات الطبيعية والاصطناعية 1.6 بالمئة فقط من مساحة العراق الكاملة، حسب إحصائية أعدّها “الجهاز المركزي للإحصاء”، في عام 2020.

للقراءة أو الاستماع:

ذات الإحصائية، أكدت أن 69 بالمئة من مساحة العراق تعد أراضي متدهورة؛ لأن 15.6 بالمئة منها هي أراضي متصحرة و53.9 بالمئة هي أراضي مهدّدة بالتصحر.

يحتاج العراق إلى 14 مليار شجرة لإحياء المناطق التي تعاني من التصحر، والحفاظ على بيئته من التغيرات المناخية، وفق وزارة الزراعة العراقية.

تهاون حكومي وعجز مائي

تهاون الحكومة مع من يحولون الأراضي الزراعية إلى مجمعات سكنية سبب آخر وراء التغير المناخي؛ إذ فقد العراق 60 بالمئة من الأراضي المزروعة والصالحة للزراعة، نتيجة التجريف والتجاوزات، حسب وزير البيئة حسن الفلاحي.

لا يقتصر التغير المناخي في العراق على التصحر وحصول العواصف الترابية فقط، بل يعاني من شح المياه أيضا.

للقراءة أو الاستماع:

البلاد ستعاني من عجز مائي تصل نسبته إلى 10.8 مليار متر مكعب بحلول عام 2035، على حد قول رئيس الجمهورية برهم صالح في تصريح صحفي بوقت سابق.

العجز المائي الذي تحدّث عنه صالح، هو بسبب تراجع مناسيب مياه دجلة والفرات والتبخر بمياه السدود وعدم تحديث طرق الري، وفق وزارة الموارد المائية العراقية.

يجدر بالذكر، أن العراق يصنّف الأول عالميا بالتغيرات المناخية مما ينذر بجفاف كبير، ويعد من أكثر البلدان تضررا من ناحية شح المياه والأمن الغذائي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.