تستعين مئات العائلات السورية في تركيا بمعلمين لإعطاء أبنائهم “دروسا خصوصية” في محاولة منهم لتعزيز قدرات أبنائهم وتمكينهم من متابعة دروسهم في المدارس التركية.

وتحرص هذه العائلات والتي لا تشكل إلا نسبة قليلة جدا من أولئك القادرين على تحمل أعباء “الدروس الخصوصية” على تذليل الصعوبات التي تواجه أطفالهم في المدارس خصوصا بعد دمجهم بدون تمهيد في المدارس التركية.

من بين هذه العائلات، عائلة أبو محمود المقيمين في غازي عنتاب، حيث يركز على تعلم أبنائه اللغة العربية بالإضافة إلى دروس التقوية في اللغة التركية والمواد المفروضة عليهم في المدرسة، وذلك عبر التعاقد مع مدرس يأتيهم ثلاث حصص أسبوعيا.

يقول رب العائلة خلال حديث لـ “الحل نت”: إن “لديه اثنان من أطفاله في المدرسة ويلاحظ أنهم يواجهون صعوبة في فهم المنهاج فاللغة التي يُدرسون بها لا يتقنونها وعليهم فوق ذلك متابعة دروسهم وكتابة واجباتهم المدرسية وكأنهم أطفال أتراك”.

ويضيف، أنه اضطر للاستعانة بمدرس خاص يأتيه ثلاث جلسات كل أسبوع من أجل إعطاء أبنائه دروس تقوية، إضافة إلى متابعته الفروض المدرسية المطلوب من ابنيه حلها.

وانتشرت ظاهرة “الدروس الخصوصية” بين العائلات السورية في تركيا وذلك خلال السنوات القليلة الماضية، بالتزامن مع دمج الطلاب السوريين في المدارس التركية منذ عام 2016.

إقرأ:أزمة “قيد الكيملك” للسوريين في تركيا تنشط سوق السماسرة

لماذا الاستعانة بـ “الدروس الخصوصية”؟

خلال إعداد المادة، تواصل مراسل الحل نت مع محمود حسين وهو أحد المدرسين الخصوصيين السوريين ممن يعطون ساعات تدريس يومية للعديد من الطلبة في غازي عنتاب جنوب تركيا.

يقول الحسين خلال حديثه لـ “الحل نت”: إن “أهمية الدروس الخصوصية لأبناء العائلات السورية في تركيا، يعود لأسباب أهمها عدم تمكن الأهالي من متابعة دروس أبنائهم في المنزل وذلك لعدم معرفتهم باللغة التركية، والاهتمام بتعليم أبنائهم اللغات والتركيز على اللغة التركية لتسهيل متابعات أبنائهم في المدارس التركية.

ويضيف، أن تكلفة ساعة التدريس اليوم تصل وسطيا إلى 50 ليرة تركية، أما أكثر ما يعطيه من دروس خصوصية فهي في مجالات الرياضات واللغة التركية والفيزياء والعلوم والأدبيات.

وفيما يخص مستوى الاهتمام باللغة العربية والإنجليزية والتركية، يجيب الحسين، أن أغلب الأهالي يهتمون بتعلم أبنائهم اللغة التركية من أجل متابعة تعليمهم في المدارس التركية، بينما اللغتين العربية والإنجليزية فيزيد الاهتمام عليهما في الصيف، فالعربي للحفاظ على اللغة الأم والإنجليزي لتطوير مهارات الطفل.

ويبدو أنه ليس بمقدور نسبة كبيرة من العائلات تحمل تكاليف إضافية لتعليم أبنائهم في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي تقف أمامهم في تركيا.

قد يهمك:عقبات تحول دون تثبيت زواج السوريين في تركيا.. ما هي؟

بسبب تكاليف

تقتصر عائلات سورية على متابعة تعليم أبنائها دون الاستعانة بالدروس الخصوصية بسبب الحالة المادية، بينما هناك قسم من العائلات لا يمكنها متابعة أبنائها ولا حتى تسجيلهم لتلقي دروس تقوية في بعض المواد الدراسية.

ما سبق لاحظناه خلال التواصل مع عائلات لديهم أبناء في سن الدراسة، حيث يكتفون بتسجيل أبنائهم في المدرسة دون متابعة تعليمهم، بينما ترجع عائلات سورية عدم قدرتها على توظيف مدرسين خصوصيين لأبنائهم للتكاليف المالية.

ويواجه الطلاب السوريون في تركيا مصاعب إضافية مقارنة بالطلبة الأتراك ولعل أبرزها إقحامهم مباشرة في المدارس التركية دون تحضيرهم لذلك، ما أثر على مستواهم الدراسي وفرض عليهم جهودا أكبر خصوصا فيما يخص تعلم اللغة التركية.

وحسب آخر الإحصاءات التي تم الكشف عنها من قبل وزارة التربية والتعليم التركية، فإن عدد الطلاب السوريين في المدارس التركية وصل إلى 839 ألفا و735 طالبا وطالبة وذلك من أصل مليون و272 ألفا و692 سوريا في سن الدراسة.

إقرأ:ملف اللاجئين السوريين في تركيا أمام عدة سيناريوهات.. ما هي؟

ويبدو من خلال الإحصاءات الأخيرة، أن هناك ما لا يقل عن 432 ألفا و957 طفلا سوريا خارج مقاعد الدراسة ما يفرض تساؤلات عديدة أهمها ما مصير مئات آلاف الأطفال السوريين ممن لا يتلقون التعليم خصوصا أن الوقت يمر وهناك من بينهم من مضى عليه سنوات خارج مقاعد الدراسة وعلى من يقع عاتق هذه الأزمة، وما الظروف التي جعلتهم ينقطعون عن الدراسة وهل هناك سبل لحلها أم لا وتساؤلات كثيرة برسم الإجابة من قبل وزارة التربية والتعليم التركية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.