تؤثر تكاليف النقل، مثلها مثل العمالة ورأس المال، بشكل مباشر على أسعار السلع والخدمات وأرباح المنتجين. فعندما ترتفع تكاليف النقل، تزداد التكلفة الإجمالية للمنتجات الموردة مما يؤثر على طلب السوق بطريقة سلبية. ومؤخرا في سوريا، لوحظ وجود ميل كبير في الأسواق المحلية لا يتوقعه أحد، حيث ارتفعت أسعار المواد بشكل غير معقول، فيما لم تلتزم الحكومة بالقاعدة التي تقول إن الاستثمارات التي تقلل من تكلفة نقل البضائع من الأسواق وإليها، من خلال تحسين الموثوقية، وأوقات العبور، ومستويات الخدمة، وما إلى ذلك.

ألف ليرة للخسة الواحدة

بحسب المهندس الزراعي أكرم العفيف، فإن محصول الخس في سوريا، يعاني من أزمة ارتفاع أجور النقل بين المحافظات، حيث تتراوح رسوم نقل كل قطعة خس واحدة بين 100 و500 ليرة سورية حسب المنطقة التي يتجه إليها، أي أكثر من كلفة إنتاجه البالغة 120 ليرة سورية.

وتشكل مصاريف النقل، بحسب العفيف في منشور على حسابه الخاص بموقع فيسبوك، أمس الأحد، عائقا أمام حمل الخس إلى باقي المحافظات في سوريا، حيث تتراوح أجرة شحن الخسة الواحدة إلى دمشق بين 300 إلى 500 ليرة سورية، و100 ليرة سورية إذا كان الحمل يذهب إلى اللاذقية.

أما في طرطوس، فيبلغ سعرها 150 ليرة سورية، فيما يبقى محصول الخس في المنطقة التي زرع فيها، ليصبح لاحقا غذاء للحيوانات بسبب زيادة الأجور.

وعلق بعض متابعي عفيف على منشوره، بدعوى أن السائقين يتحكمون في أجور النقل تحت ستار البنزين، مما يضع عبئا جديدا على كل من الفلاح والتاجر والزبون. حيث يركز بالدعم بأكمله الآن على تجار الاستيراد.

تجدر الإشارة إلى أن الخس المباع في الأسواق، ليس الصنف الوحيد الذي تعرض لأزمة في سوريا خلال السنوات الأخيرة؛ فمسلسل أزمة البندورة الذي لم ينته حتى الآن، حمل تصريحات من مسؤولين و مشاورات والكثير من الصد والرد دون جدوى.

للقراءة أو الاستماع: ارتفاع عالمي لأسعار القمح والطاقة.. ماذا عن سوريا؟

الارتفاعات بدأت من رمضان

يعاني السوريون منذ مطلع العام الحالي من ارتفاعات متتالية لأسعار الخضار والفواكه، وبشكل غير مسبوق، ويعود ذلك لأسباب عديدة، كان أبرزها رفع الدعم وموجات صقيع متلاحقة ضربت الإنتاج المحلي، إضافة لارتفاع أسعار المازوت المستخدم في عمليات الري، والغزو الروسي لأوكرانيا، ومؤخرا شهر رمضان وموسم العيد.

ارتفعت أسعار الخضار والفواكه بشكل ملحوظ مع دخول شهر رمضان، حيث سجل سعر كيلو البندورة في دمشق 4000 ليرة، والبطاطا سجل سعر الكيلو منها 2500 ليرة.

وبحسب ما رصده “الحل نت”، فقد تراوح سعر الكوسا مابين 4 آلاف ليرة، وصولا إلى 5 آلاف ليرة للكيلو الواحد، أما سعر البصل الفريك 1200 ليرة، وسهم الملفوف بلونيه الأحمر والأخضر 1500 ليرة.

أما كيلو الزهرة 1700 ليرة، والخيار 4000 ليرة، والجزر 1800 ليرة، والخسة بألف ليرة، وجرزة البقدونس و النعناع 400 ليرة لكل منهما، بينما يتراوح سعر جرزة البقلة بين 500 إلى 1000 ليرة.

للقراءة أو الاستماع: تضخم الأسعار يزداد في سوريا.. ما تأثير الليرة؟

التصدير وعوامل أخرى ترفع أسعار الخضار

وفي سياق آخر لارتفاع الأسعار، نقل “هاشتاغ”، عن عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه بدمشق أسامة قزيز، أمس الأحد، أن التصدير أسهم في ارتفاع الأسعار في الأسواق، ومثال ذلك أسعار البندورة التي كانت حديث الأسواق ووصل سعرها في أيام عيد الفطر إلى 5 آلاف ليرة، إذ يتم إنتاج ما يقارب الألف طن من مواسم بانياس وطرطوس، يصدر منها أكثر من 400 طن إلى الأسواق الخارجية، رغم حاجة السوق المحلية لها، مع زيادة الطلب عليها، وبالتالي كان من الممكن في حال ضخها كلها في الأسواق أن تسهم في انخفاض أسعارها، لافتا إلى إمكانية خفض أسعارها بعد 15 يوما، وذلك بعد انطلاق موسم جديد من الإنتاج.

أما البطاطا، فقد ضربت موجات الصقيع أغلبية أماكن زراعتها، ما أدى إلى استيراد البطاطا المصرية، والتي تعد أسعارها مرتفعة، ولا حل إلى إعادة خفض أسعارها والاستغناء عن استيرادها إلا بانتظار موسم حصادها القادم والذي يحتاج شهرا آخر.

كما أن هناك عوامل أخرى تلعب دورا مهما في رفع الأسعار، مثل الوقود وأجور النقل وعبوات التخزين، إضافة إلى أجور اليد العاملة وصعوبة الحصول على المواد الزراعية من الأسمدة والمبيدات.

الجدير ذكره، أنه منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، شهدت الأسواق العالمية تقلبات اقتصادية حادة، مع ارتفاع غير مسبوق في الأسعار، خاصة في قطاع الطاقة والحبوب والزيوت، حيث تعد كل من روسيا وأوكرانيا من بين أكبر منتجي الحبوب في العالم، إضافة إلى كون روسيا من أكبر منتجي الطاقة في العالم مثل النفط والغاز.

للقراءة أو الاستماع: مع استمرار أزمة النفط.. الغاز يباع بالكيلو في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.