مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، بدأت الأسواق العالمية تتعرض لتقلبات اقتصادية كبيرة، نتج عنها ارتفاع غير مسبوق في الأسعار وخاصة القمح والطاقة، حيث تعتبر كل من روسيا وأوكرانيا من أكبر منتجي القمح في العالم، إضافة لكون روسيا أحد أكبر منتجي الطاقة عالميا كالنفط والغاز.

توقعات بارتفاع جديد في أسعار القمح والطاقة

في سياق استمرار ارتفاع الأسعار عالميا، توقع البنك الدولي حدوث زيادة تاريخية في الأسعار العالمية للطاقة بنسبة 50بالمئة في عام 2022، بينما سترتفع السلع الأخرى بنسبة 20بالمئة، في ظل الأوضاع المرتبطة بالحرب في أوكرانيا، مضيفا أن أسعار موارد الطاقة قد تكون في عام 2022 أعلى بكثير مما كانت عليه عام 2021، مشيرا إلى أنه لن يكون هناك انخفاض في الأسعار على المدى المتوسط، بحسب تقارير صحفية.

وقال خبراء البنك الدولي، أن الأرقام الحقيقية تبين أنها أعلى بكثير مما كان متوقعا، حيث أن روسيا وأوكرانيا تعتبران مصدرين عالميين رئيسيين للوقود الأحفوري والأسمدة والحبوب والمعادن، وبينوا أن أن سوق السلع الأساسية يشهد ارتفاعا في الأسعار والطلب، على خلفية انتعاش الاقتصاد العالمي بعد أزمة كورونا.

أما بالنسبة للأسعار، فقد توقعوا أن يبلغ متوسط سعر النفط من ماركة “برنت” هذا العام لمستوى 100 دولار للبرميل، أي أعلى بنسبة 42بالمئة من متوسط السعر في عام 2021، كما أن القمح قد يسجل زيادة بأكثر من 40 بالمئة، موجهين دعوة لسياسيي العالم إلى حماية الطبقات الفقيرة من ارتفاع الأسعار.

إقرأ:الذهب ينخفض وأسعار الوقود تسجل أعلى سعر بسوريا منذ 7 سنوات

سوريا في عين عاصفة الأسعار العالمية

تشهد الأسواق السورية ارتفاعا كبيرا في أسعار الطاقة، وخاصة الوقود والكهرباء، حيث بلغ ارتفاع أسعار الوقود مستوى غير مسبوق منذ 7 سنوات، بسبب نقص الإمدادات النفطية، والغزو الروسي لأوكرانيا، والعقوبات الغربية.

وأدى نقص الإمدادات إلى تخفيض نسبة مخصصات المحافظات السورية من مادتي المازوت والبنزين، حيث نسبة تخفيض المازوت والبنزين لوسائل النقل وصلت إلى 25 بالمئة، بحسب متابعة “الحل نت”.

أما على مستوى القمح، فإن سوريا تعاني في الأصل من النقص في القمح، حيث شهدت في عام 2021 أخفض نسبة لإنتاج القمح منذ خمسين سنة وذلك بسبب القحط وارتفاع أسعار المواد والظروف الاقتصادية السيئة، وذلك بحسب ما ورد في تقرير نشرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو”، نهاية العام الماضي.

فقد هبط إنتاج القمح والشعير بشكل كبير خلال العام 2021، حيث نقص إنتاج القمح بنسبة 63% عن إنتاج العام 2020 ليصل إلى 1.05 مليون طن انخفاضا من 2.8 مليون في عام 2020، أما إنتاج الشعير فقد توقف عند حد 10% من معدلات الإنتاج خلال عام 2020.

وفي مطلع آذار/مارس الفائت، ارتفع سعر بوشل “مكيال للحبوب” القمح لأكثر من 5 بالمئة، أي لنحو 935 سنت أميريكي، وهو أعلى سعر تم تسجيله منذ العام 2008، حيث أدت الحرب في أوكرانيا، لفرض ضغوط مضاعفة على أسعار القمح، وأوكرانيا أيضا من أكبر منتجي القمح حول العالم، وتمثل مع روسيا معا، نحو ربع التجارة العالمية لهذه المادة.

وبحسب مختصين، فإن سوريا ستكون إحدى الدول التي ستتأثر بشدة من ارتفاع أسعار القمح والطاقة المرتقبين بحسب توقعات البنك الدولي، لمعاناتها في الأصل من النقص في هاتين المادتين.

قد يهمك:ارتفاع أسعار القمح عالميا.. ماذا عن رغيف الخبز بسوريا؟

وكانت منظمة “الفاو”، قالت في تقرير نشر في 16 كانون الأول/ديسمبر الماضي، أن سوريا تمثل جزءا من مشكلة أكبر ألا وهي مشكلة انعدام الأمن الغذائي في الشرق الأوسط، حيث أكد التقرير بأن نحو ثلث السكان في منطقة الشرق الأوسط يعيشون حالة انعدام أمن غذائي، وذلك مع ارتفاع في نسبة الجوع التي وصلت إلى 91.1 % خلال العقدين الأخيرين، بحسب متابعة “الحل نت”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.