استغلال واضح يتمثل في تدني الأجور وعدم قبول الغالبية من أرباب العمل باستخراج الأوراق الرسمية اللازمة لهم إضافة لساعات العمل الطويلة، حال معظم اللاجئين السوريين الذين يعملون في قطاعات مختلفة مع أرباب العمل في تركيا.

ومع تصدر ملف “إعادة مليون لاجئ سوري” وترحيل آلاف اللاجئين السوريين خلال الأشهر الماضية، بدأت تظهر هذه الآثار على سوق العمل التركي، فيما صدرت تصريحات من عدة مسؤولين يدللون من خلالها على آثار ترحيل اللاجئين السوريين السلبية على سوق العمل بتركيا.

ويثير ملف عودة السوريين في تركيا “طوعا” إلى بلادهم اهتمام أرباب العمل أيضا خصوصا أولئك الذين يعتمدون بنسبة كبيرة على العمالة السورية، حيث قد تتأثر مصالحهم بشكل مباشر في المستقبل.

تأثير إعادة السوريين على أرباب العمل؟

كثيرة هي مجالات العمل في تركيا التي ستتأثر بشكل مباشر في حال تمت إعادة اللاجئين السوريين “طوعا” إلى بلادهم، مما قد يخلق أزمة حقيقية في مجال نقص العمالة، هذا ما يراه سوريون تواصل معهم مراسل الحل نت واستطلع آرائهم.

عدنان الإبراهيم أحد العمال السوريين في غازي عنتاب، يقول في حديث لـ “الحل نت” إجابة على رأي أرباب العمل من حوله، “لا بالطبع، هناك ورشات ومعامل تعتمد على عمالة السوريين بشكل أساسي، على سبيل المثال أعرف ورشة نجارة تركية يعمل بها قرابة 65 عامل سوري مقابل اثنين أتراك فقط، والأخيرين مشرفون على العمل”.

ويضيف، بالتأكيد هناك تأثير كبير سيلحق بالمعامل والورشات في حال عاد السوريين إلى بلادهم، ومعظم عروض العمل التي يشغلها سوريين لا تلفت اهتمام غالبية الأتراك.

من جانبه، يقول بسام ويعمل في مجال توصيل الغاز والمياه في غازي عنتاب لـ “الحل نت”: “لا أتوقع أن رجال الأعمال في تركيا مع عودة السوريين، فالبديل أي العامل التركي أكثر تكلفة وأقل إنتاجا”.

ويبدو أن عودة السوريين ومن بينهم العمال سيكون له تأثير مباشر على أرباب العمل بشكل عام، خصوصا أن هناك شركات ومصانع كبيرة تعتمد على العمالة السورية بشكل كبير، وفق ما رصدناه.

قد يهمك: ملف اللاجئين السوريين في تركيا أمام عدة سيناريوهات.. ما هي؟

تصريحات تؤكد

“يجلس أحدهم في إسطنبول ويجعل السوريين يعملون في مصنعه ويستغلهم دون تسجيلهم في التأمينات الاجتماعية، ثم يجلس ويضع رجلا على رجل مع صديقه الصحفي ويتحدث ضد السوريين، سيذهب مليون سوري لبلادهم، وسيكون رجال الأعمال أول المعترضين”.

ما سبق جاء في آخر مقابلة تلفزيونية لوزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، عندما تحدث عن ملف اللاجئين السوريين في تركيا في عدة جوانب.

وفي مارس/ آذار الماضي، كان قد قال رئيس جمعية لاليلي للصناعيين ورجال الأعمال في إسطنبول، إركان هاردال، إن “هناك حوالي 500 ألف لاجئ سوري عادوا لبلادهم، منهم موظفون في قطاع صناعة الملابس، بلغ النقص في العمال ذروته خلال الأشهر الستة الأخيرة”.

وأضاف هاردال، أنه بسبب ذلك ازدادت التكاليف ومع أن هناك إعلانات عن الحاجة لموظفين ولو كانوا “غير مهرة” لا يمكن العثور على أي منهم، حيث وصل الانخفاض لما نسبته 50 بالمئة بالنسبة للعمالة، وهناك ورشات كانت توظف 50 عاملا اليوم لا يوجد فيها أكثر من 20 عاملا.

ويأتي ما سبق بسبب تفضيل الكثير من أرباب العمال سوريين وأتراك الاستعانة بعمال سوريين بحيث لا يتم تسجيلهم في التأمينات الاجتماعية وإعطائهم أجورا زهيدة مستغلين حاجة العديد منهم لفرص العمل.

وتشير التقديرات إلى أن هناك ما لا يقل عن مليون و400 ألف عامل سوري في تركيا لكن في ذات الوقت لا توجد أرقام دقيقة خصوصا أن نسبة كبيرة من العمال غير مسجلين بشكل رسمي، بينما هناك إحصائية تعود لعام 2019 تفيد بوجود 31 ألفا و185 سوريا لديهم إذن عمل.

قد يهمك: قرار قضائي يمهد لقوننة ترحيل اللاجئين السوريين من تركيا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.