يبدو أن العراق لن يتخلص قريبا من حاجته إلى الغاز الإيراني، بل أن المسألة تحتاج إلى وقت طويل نسبيا للاكتفاء من الغاز الذي تستورده بغداد من طهران.
فقد كشف وزير الكهرباء العراقي، عادل كريم، اليوم الأربعاء، أن العراق بحاجة للغاز الإيراني ما بين 5 – 10 سنوات، “حيث نعتمد على الغاز الإيراني لتوليد من 7 – 8 آلاف ميغاواط من الكهرباء يوميا”.
وقال كريم في حوار أجراه معه “التلفزيون العراقي”، إنه “تم الاتفاق مع الجانب الإيراني على تزويد العراق بـ 50 مليون متر مكعب يوميا من الغاز”.
وأضاف، أن “إقرار قانون الدعم الطارئ سيمكننا من دفع ديون الغاز، اعتبارا من 1 حزيران/ يونيو المقبل”.
وأشار كريم، إلى أن إيران تزود العراق الآن ما بين 35 – 38 مليون متر مكعب يوميا من الغاز.
الغاز المحلي لا يكفي
وزير الكهرباء قال: “نتأمل الوصول لإنتاج 25 ألف ميغاواط يوميا مع وصول تدفقات الغاز من إيران للكميات المتفق عليها (…) فالغاز المحلي يمكننا من توليد 4000 ميغاواط يوميا، وهو غير كافٍ لتوليد كهرباء جيدة”.
وفي وقت سابق، قال وزير الكهرباء العراقي، إن “بغداد مدينة لطهران بمبالغ عن توريد الغاز، وتم التوصل إلى اتفاق لتسديدها، وهم قدّروا الوضع العراقي ونتوقع أن يكون التجهيز جيدا في فصلي الصيف المقبل والشتاء أيضا”.
وأكّد أن “هناك شحا في توريد الغاز عالميا، وهو أصبح سلعة مطلوبة جدا، وأن حصول العراق على ما يحتاجه يمثل إنجازا، ونتوقع أن يكون تجهيز المواطنين بالكهرباء في الصيف جيدا، وندعو المواطنين لترشيد الاستهلاك لضمان توزيع جيد للجميع”.
وأشار وزير الكهرباء عادل كريم، إلى أن الكمية الكلية المنتجة من الطاقة في العراق جيدة، ولكن الاستهلاك عال جدا، والكمية المطلوبة منذ 2003 وحتى يومنا هذا، زادت لأكثر من 600 بالمئة.
وفي نهاية نيسان/ أبريل المنصرم، توجه وفد عراقي برئاسة وزير الكهرباء عادل كريم إلى العاصمة الإيرانية طهران، لبحث إعادة توريد طهران الغاز إلى بغداد، من أجل توفير خدمة الكهرباء للمواطنين بفصل الصيف.
وكانت إيران، قطعت إمدادات الغاز إلى العراق، الشتاء الماضي، وسط موجة برد قاسية ودرجات حرارة صفرية، ما ولّد حالة من السخط الشعبي ضد الحكومة العراقية.
وبحسب تصريح سابق لوزارة الكهرباء، فإن الغاز المجهز من إيران، انحسر في الشتاء وبات يصل منه 8.5 مليون متر مكعب قياسي يوميا فقط، من أصل الكمية المتفق عليها البالغة 50 مليون قدم مكعب قياسي يوميا.
عقود من المعاناة
إيران برّرت سبب توقف خطوط إمدادها للعراق بالغاز وقتئذ؛ بسبب تأخر سداد بغداد لمستحقات مالية واجبة الدفع إلى طهران، فضلا عن مرورها بفصل ذروة وتحتاج لمزيد من الطاقة.
يذكر أن الناطق باسم وزارة الكهرباء العراقية، أحمد العبادي، بيّن في تصريح صحفي سابق، أن “هنالك مليار و692 مليون دولار، هي مستحقات الغاز للأعوام السابقة الواجبة الدفع لإيران”.
وتشهد المحافظات العراقية منذ سنوات عديدة، احتجاجات واسعة تخرج في كل صيف ضد أزمة انقطاع الكهرباء في العراق، في ظل درجات حرارة عالية يشهدها العراق في الصيف تصل لنصف درجة الغليان، وتتعداها قليلا في أحايين كثيرة.
وشهدت إحدى ليالي آب/ أغسطس المنصرم، انقطاع التيار الكهربائي عن عموم محافظات العراق. ونام العراقيون حينها بلا كهرباء لأول مرة منذ ربع قرن، قبل أن يتم إصلاح التيار الكهربائي.
ويعاني العراق من تردي المنظومة الكهربائية منذ التسعينيات، بعد اجتياح رئيس النظام السابق، صدام حسين للكويت. ما أدى لقصف البلاد، ليتضرر القطاع الكهربائي بعد أن ناله القصف آنذاك.
ولم بنجح صدام منذ 1991 وحتى سقوطه في 2003، بإصلاح المنظومة الكهربائية. ولم تنجح الحكومات العراقية المتعاقبة بعده في إصلاحها أيضا، رغم مرور 19 سنة على التغيير.
ومنذ عراق ما بعد 2003، أنفقت الحكومات العراقية المتعاقبة ما مقداره 62 مليار دولار. تعادل ميزانيات الأردن لـ 4 سنوات، وتكفي لبناء أحدث الشبكات الكهربائية. والنتيجة كهرباء رديئة.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

شكلت تهديدا للنظام الصحي.. ما أسباب هجرة الأطباء الإيرانيون للبلاد؟

توترات بين إيران و”طالبان”.. هل تبدأ حروب المياه؟

أبقار إيرانية تصل جوا إلى سوريا.. ما القصة؟

ما احتمالات عودة العلاقات المصرية الإيرانية.. ما التأثير على المنطقة؟
الأكثر قراءة

جومانا مراد لا تريد أن تدفن في سوريا.. وهذا موقفها من “المشاهد الساخنة” في الدراما

ريم السواس غاضبة.. “تكريم تيم حسن رغم الشتائم في المسلسل وأنا يمنعوني من الغناء“

شيرين في أول ظهور إعلامي.. “غِبتُ لظروف نفسية ورجعت مثل السمكة بالبحر”

بشكل مفاجئ.. إعلان وفاة الممثل أسامة الروماني

هزة داخل أسواق العقارات السورية.. رفع الأسعار بنسب عالية!

عودة العلاقات السورية مع الغرب.. السعودية كلمة السر؟
المزيد من مقالات حول اقتصاد

ارتفاع أسعار الأبقار في سوريا

فساد بعشرات المليارات السورية خلال ثلاثة أشهر.. من المسؤول؟

“الأمبيرات” الكهربائية تصل إلى ريف دمشق.. ما الأسعار؟

دون أي رقابة.. ارتفاع أسعار عمليات الولادة القيصرية في سوريا

“غلاء لا يصدق”.. الفواكه أصبحت من الرفاهيات بسوريا

لم تعد للفقراء.. زيادة أسعار المأكولات الشعبية السورية

“الأسعار تغلي مع الصيف”.. الليلة على الشاطئ بمليون ليرة في سوريا
