بدأت أزمة المحروقات في سوريا تعكس حالة من الفوضى غير المسبوقة على أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية، وشهدت الأسواق مؤخرا ارتفاعا وتذبذبا في أسعار منتجات الدواجن كـ الفروج، تزامنا مع عجز الحكومة عن التدخل وتحقيق بيئة مناسبة للأسعار الواردة في النشرات الحكومية.

وأفاد موقع “بزنس تو بزنس” أن أسعار الفروج في الأسواق، سجلت مع بداية الأسبوع الحالي، أسعارا هي الأعلى من أكثر من شهر ونصف، حيث بلغ سعر كيلو الفروج المنظّف نحو 9 آلاف و 500 ليرة سورية مع اختلاف اجرة تنظيفه من متجر لآخر.

وبحسب تقرير الموقع: “فقد بلغ سعر كيلو الدبوس نحو 13 ألف ليرة سورية ، بينما بلغ سعر كيلو الوردة نحو 14 ألف ليرة سورية، و سجل كيلو الكستا سعرا قدره حوالي 18 ألف ليرة سورية وسطيا“.

ارتفاع اللحوم يحرم السوريين حتى رائحتها

وفي سياق ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، فقد ارتفع سعر الخروف المعد للذبح خلال عيد الفطر إلى 750 ألف ليرة سورية، خروف بوزن وسطي 50 كيلو غرام قائم، حيث يباع الكيلو 14550، ومن يقوم بالذبح والتقطيع جرت العادة ان يأخذ الجلد والرأس و الكرش وغيرها، بحسب موقع “جهينة نيوز” المحلي.

كما ارتفعت أسعار اللحوم في صالات السورية للتجارة أيضا، حيث ارتفع سعر كيلو لحمة العجل المفرومة الى 26 الف ليرة، والغنم الى 32 الف ليرة.

ويعتبر الارتفاع الأخير في أسعار اللحوم جنونيا، فقبل 5 أعياد من العيد الحالي وتحديدا في العام 2019، كان يباع كيلو لحم الغنم القائم “قبل الذبح” بمبلغ 2400 ليرة، أما الآن فقد ارتفعت الأسعار بمعدل 5- 6 أضعاف، وهو ما جعل معظم العائلات لا تفكر في الأصل أو تجرؤ على شراء اللحم.

قد يهمك: وزير سوري يهدد المتعاملين مع السوق السوداء

ويؤكد لحّامون في سوريا أن: ” الغلاء الفاحش أصاب هذا القطاع بنسبة عالية من الجمود ما أدى لتوقف العديد من زملاء المهنة عن العمل، بعد بيعهم لمعداتهم وتسليم المحال المستأجرة لأصحابها.

ويقول زكريا جليلات وهو لحّام يعمل في حلب لـ“الحل نت“: “من يشتري اللحوم الحمراء حاليا، هم المواطنون الميسورون، ونسبتهم لا تتجاوز 10 بالمئة فقط إن لم تكن أقل، نسب البيع تراجع، لذلك لجأنا لبيع لحم الفروج إلى جانب اللحم الأحمر“.

وألغت معظم العائلات السورية  اللحوم الحمراء، من قائمة المواد الغذائية في منازلهم، واتجهوا إلى البدائل، لا سيما لحم الدجاج الأبيض الذي يعد أرخص، نوعا ما، من اللحوم الحمراء، فيما يؤكد البعض أنه لا يقوى حتى على شراء لحم الدجاج في ظل الارتفاع المستمر في أسعاره هو الآخر.

أزمة محروقات

وساهمت أزمة المحروقات التي تعيشها البلاد، في ارتفاع أسعار معظم السلع والخدمات في البلاد، وذلك في وقت لا يحصل فيه أصحاب المهن والمنشآت على مخصصات كافية من المحروقات لإنجاز عملهم.

وفي محاولة للتهرب من المسؤولية، هاجم وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الإثنين، من سماهم “لصوص التجار بالمازوت والبنزين في السوق السوداء“، معتبرا أنهم السبب الرئيسي في أزمة نقص المواد النفطية.

وقال سالم في تصريحات نشرتها صفحة الوزارة عبر فيسبوك: “لقد تجاوز لصوص التجار بالمازوت والبنزين في السوق السوداء حدا لا يمكن السكوت عنه“.

وهدد الوزير كل من يبيع مخصصاته من المحروقات في السوق السوداء، بالسجن مدة تصل إلى 7 سنين.

ويؤكد خبراء اقتصاديون، أن أزمة المحروقات في سوريا مؤخرا مرتبطة، بتراجع الإمداد الروسي لسوريا بالنفط، بعد غزو أوكرانيا، في حين تراها إيران فرصة للضغط على دمشق عبر المشتقات النفطية، لتحصيل مكاسب، متعلقة بالقطاعات الاقتصادية لا سيما في الكهرباء.

قد يهمك: مع استمرار أزمة النفط.. الغاز يباع بالكيلو في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.