يبدو أن الحكومة السورية مستمرة في نهجها تحميل مسؤولية العجز الحكومي عن تأمين السلع والخدمات الأساسية إلى التجار وأحيانا إلى الأهالي وسياسة الشراء الخاصة بهم، وذلك في ظل فشلها عن حل الأزمات.

الحكومة تهرب من مسؤوليتها

وفي ظل أزمة المحروقات التي تعيشها البلاد، هاجم وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، من سماهم “لصوص التجار بالمازوت والبنزين في السوق السوداء“، معتبرا أنهم السبب الرئيسي في أزمة نقص المواد النفطية.

وقال سالم في تصريحات نشرتها صفحة الوزارة عبر فيسبوك الإثنين: “لقد تجاوز لصوص التجار بالمازوت والبنزين في السوق السوداء حدا لا يمكن السكوت عنه“.

وهدد الوزير كل من يبيع مخصصاته من المحروقات في السوق السوداء، بالسجن مدة تصل إلى 7 سنين.

قد يهمك: مع استمرار أزمة النفط.. الغاز يباع بالكيلو في سوريا

وحول ذلك أضاف: “كل مطعم أو فعالية تبيع جزءاً من مخصصاتها في السوق السوداء. وكل محطة وقود تبيع في السوق السوداء، وكل صهريج يبيع في السوق السوداء، سوف يغرم بمبالغ كبيرة ويحال إلى القضاء موجوداً حيث يواجه اعتقال يصل إلى سبعة سنين“.

كذلك هدد الوزير بإغلاق المنشآت التي تبيع مخصصتها، مدة تصل إلى ثلاثة أشهر في المرة الأولى وإلغاء ترخيصها في المرّة الثانية “ولا يعاد الترخيص مهما كانت صفته وكائنا من يكن” حسب قوله.

وختم سالم منشوره قائلا: “تجمعت لدينا معلومات عديدة عن هؤلاء اللصوص.. وسوف يقوم جهاز حماية المستهلك المركزي في الوزارة بالضرب بقوّة على يد كلّ من باع ضميره ويستغلّ المواطنين“.

أزمة غير مسبوقة

وتجدر الإشارة إلى أن أزمة المحروقات عادت مؤخرا إلى المدن الرئيسية في سوريا، حيث شهدت بعض المحطات في دمشق، أزمة كبيرة في تأمين مادتي المازوت والبنزين، ما خلق “أزمة نقل خانقة خلال أيام رمضان الأخيرة، وسط انتظار السائقين لعشر ساعات ليحصلوا على البنزين بالسعر الحر“.

ويؤكد خبراء اقتصاديون، أن أزمة المحروقات في سوريا مؤخرا مرتبطة، بتراجع الإمداد الروسي لسوريا بالنفط، بعد غزو أوكرانيا، في حين تراها إيران فرصة للضغط على دمشق عبر المشتقات النفطية، لتحصيل مكاسب، متعلقة بالقطاعات الاقتصادية لا سيما في الكهرباء.

كيف يصل النفط إلى سوريا؟

عضو القيادة المركزية لـ “حزب البعث” في سوريا مهدي دخل الله، اعترف قبل أيام أن حكومة دمشق تحصل على بعض بواخر النفط عبر دفع “الرشوة“، من أجل وصول البواخر إلى السواحل السورية.

وقال دخل الله في لقاء مع إذاعة “شام إف إم” ونشرته الأحد، إن: “بواخر النفط المتوجهة إلى سوريا، يتم السماح لها بالمرور من قناة السويس، بعد دفع رشوة“، وذلك في ظل منع مرور البواخر الى سوريا بسبب العقوبات.

وبحسب تصريحات دخل الله، فإن هناك أشخاص مختصون يشرفون على عمليات دفع الرشاوي، من أجل اجتياز البواخر قناة السويس ووصولها إلى سوريا.

قد يهمك: اللاذقية.. حلويات ومعجنات مدعمة بالحشرات

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.