تشهد الأسواق والمحال التجارية فوضى كبيرة وخاصة خلال الآونة الأخيرة، من حيث انتشار ظاهرة السلع الغذائية المغشوشة والمنتهية الصلاحية في الأسواق، وحدوث حالات غش في مكونات تصنيع الحلويات والمعجنات من قبل بعض الباعة، بهدف تسويقها وبيعها بسعر أقل، بالتزامن مع ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة في ظل عيد الفطر، حيث ارتفعت أسعار الحلويات وجميع مستلزمات العيد وأطعمة العيد إلى مستويات غير مسبوقة.

وشهدت هذه الظاهرة انتعاشا كبيرا في السوق السورية خلال السنوات الماضية وحتى الآن، وبالطبع أسباب ذلك عديدة، وأهمها غياب الرقابة وتزايد الفساد والرشوة من الجهات الرقابية الحكومية، بالإضافة إلى تصاعد معدلات الفقر.

لحوم مشوية وصفائح بالحشرات!

صحيفة “الوطن” المحلية، أكدت في تقرير لها اليوم الأربعاء، ثالث أيام عيد الفطر، نقلا عن مدير المهن والشؤون الصحية في مجلس مدينة اللاذقية كنان سعيد، “إغلاق محلين مخالفين للشروط الصحية في المدينة خلال اليومين الماضيين”.

وأردفت الصحيفة في تقريرها، أنه تنفيذا لتعميم وزارة الإدارة المحلية والبيئة بتشديد الرقابة الصحية على المأكولات والأطعمة خلال فترة العيد، “تم ضبط وجود حشرات في مطعم يقدم اللحوم المشوية والصفائح في منطقة الرمل الشمالي باللاذقية”.

كذلك، أكد مدير الشؤون الصحية أنه تم ضبط آخر لمحل مخالف بتصنيع الحلويات والمعجنات في منطقة الرمل الجنوبي، مشيرا إلى أن “المخالفات تعود لوجود حشرات فيها ولطحن المعجنات بشكل مسبق وإعادة استخدامها في صنع المعجنات الطازجة”، على حد قوله للصحيفة المحلية اليوم الأربعاء.

قد يهمك: حلويات سوريّة مغشوشة.. البازلاء بدلاً من الفستق!

البازلاء بدلا من الفستق الحلبي

في سياق متصل، قالت صحيفة “تشرين” المحلية، في تقرير لها في أول أيام عيد الفطر، في جولة استطلاعية لها حول ارتفاع أسعار الحلويات إلى أعلى مستوياتها، وانتشار حلويات مغشوشة في الأسواق الشعبية في العاصمة دمشق، إذ ذكرت أنه “يلاحظ وجود بسطات تبيع الحلويات المتنوعة ما يجعل من الضرورة التأكد من سلامتها والمواد المصنعة منها وخاصة أن أسعارها أرخص بكثير من غيرها حيث يتراوح سعر الكيلو منها 12 ألف ليرة كالمبرومة والبقلاوة وغيرها”.

وتعليقا حول انتشار المواد المغشوشة في الأسواق، أفاد أمين سر جمعية حماية المستهلك بدمشق عبد الرزاق حبزة، لصحيفة ”تشرين” المحلية، أنه في ظل غلاء المستلزمات وبالذات الحشوات كالكاجو والفستق الحلبي والتمر يلجأ البعض لخلطات فيها غش ومخالفات مثل صبغ فستق العبيد بالأخضر وأحيانا وضع البازلاء بدل الفستق الحلبي وارتفاع نسبة القطر في الحلويات والمصنَّع من محليات صناعية بدل السكر”.

وأضاف في حديثه للصحيفة المحلية، أول أمس، “إضافة لاستعمال السمن والدهون المجهولة المصدر مع السماح باستخدام السمن النباتي أو الحيواني فقط والتصريح به بالخط العريض من قبل الباعة و لا يسمح الجمع بين النوعين”.

ولفت حبزة إلى “وجود أنواع مطابقة من الناحية التموينية وسابقا لم يكن فستق العبيد مسموحا به و إنما لارتفاع الأسعار سُمِح به وتباع الأنواع حسب نسبة الحشوة فيها”.كذلك، أفادت تقارير صحفية قبل يومين، أن “أكثر من ثلاثين ألفا ارتفع سعر كيلو المبرومة هذا العام عن العام الماضي ليصل إلى 110 آلاف ليرة سورية حسب كمية الفستق الموضوع فيها، بينما وصل سعر كيلو الآسية وكول وشكور إلى 90 ألفا”.

وبذلك و في ظل هذا الارتفاع في الأسعار، عزف نسبة كبيرة من السوريين عن شراء الحلويات في العيد والاكتفاء بتحضير حلويات العيد ولو بكميات قليلة، واستبدال الحشوة (الفستق) بأنواع أخرى مثل النارنج والراحة، بالإضافة إلى التمور.

مواد منتهية الصلاحية في الأسواق

تعيش الأسواق السورية حالة من الفوضى، لا سيما خلال الأشهر الأخيرة وخاصة منذ بدء شهر رمضان وعيد الفطر الحالي، فضلا عن الأسعار المتفاوتة، حيث بدأت عمليات انتشار المواد المغشوشة والمهربة والقديمة والفاسدة، وذلك في ظل تخبط قرارات حكومة دمشق المتعلقة باستيراد المواد.

وضبطت دوريات تموين بريف دمشق، أواخر شهر آذار/مارس الفائت، شركة غذائية كبرى بريف دمشق تقوم بإعادة تعبئة موادها الغذائية منتهية الصلاحية لطرحها في السوق بتاريخ جديد في الأيام المقبلة.وقال مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك سائر شيحا عبر إذاعة “نينار إف إم” المحلية، عبر تقرير مصور نشرته آنذاك، أن هذه الشركة تقوم بتفريغ الأكياس المنتهية الصلاحية المعادة إليها أو التي سبق وتم جمعها من المحلات، لتعيد تعبئتها بأكياس ذات لصاقة جديدة وتاريخ صلاحية جديد وكيس حفظ جديد لتباع مجددا في الأسواق.

وبحسب شيحا، فقد تم رصد مخالفة نظافة عامة في المكان نفسه، حيث توضع المواد الغذائية على الأرض ويتم “تكنيسها وتجميعها وتعبئتها”.كما وأفادت صحيفة “الوطن” مطلع شهر نيسان/أبريل الماضي، أنها وثقت انتشار مادة التمر في أسواق سوريا، مشيرة إلى أن معظم الكميات في الأسواق هي قديمة ومهربة ودخلت بطرق غير شرعية إلى البلاد، وذلك على الرغم من رفع حظر استيرادها.

كذلك، مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة حماة، أعلنت قبل فترة ليست ببعيدة، عن ضبط كميات كبيرة من التمور الفاسدة والموبوءة بالحشرات كانت معروضة للبيع. ولم تقتصر الضبطيات على التمور بحسب المديرية، بل شملت أيضا شراب أطفال منتهي الصلاحية، حيث تم ضبطه والحجز على المادة بقصد الإتلاف.

وعلى الرغم من إعلان الحكومة استمرارها في ملاحقة الشركات والمعامل والتجار الذين يبيعون المواد الفاسدة والمغشوشة، إلا أن هذه البضائع لا تزال منتشرة ومتداولة في الأسواق، مما تسبب في وقوع الكثير من السوريين ضحيتها في حالات تسمم وإصابة بالعديد من الأمراض والأوبئة، فهذه البضائع يمكن أن تكون ذات آثار صحية خطيرة كأمراض المعدة وحتى التيفوئيد.

قد يهمك: ضبط الأسعار في الأسواق السورية معدوم وسمسرة “الحيتان” حاضرة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.