مع طول أمد الغزو الروسي لأوكرانيا، والخسائر التي تتكبدها روسيا يوميا في حربها التي لم تتمكن حتى الآن من تحقيق أهدافها فيها، تحاول الاستفادة من جوانب اقتصادية تتمثل بالحبوب وخاصة القمح الأوكراني، حيث تعتبر أوكرانيا من أهم الدول المنتجة للحبوب وعلى رأسها القمح في العالم.

روسيا تسرق مخازن الحبوب الأوكرانية

مديرية المخابرات الرئيسية بوزارة الدفاع الأوكرانية، اتهمت روسيا بسرقة آلاف الأطنان من الحبوب المخزنة في المخازن ونقلها إلى سوريا، مضيفة أن سفنا ترفع العلم الروسي مليئة بالحبوب الأوكرانية المسروقة تتجه إلى سوريا، وإن السفن الروسية وصلت بالفعل إلى البحر الأبيض المتوسط، مشيرة إلى احتمالية تهريب الحبوب من سوريا إلى دول أخرى في الشرق الأوسط، بحسب تقارير صحفية.

وأوضحت المديرية، أن كميات كبيرة من الخضراوات والحبوب والبذور المسروقة من منطقة زابوريزهزهيا الأوكرانية التي تحتلها روسيا نُقلت إلى شبه جزيرة القرم تحت حراسة عسكرية روسية.

قد يهمك:خسارات روسية متلاحقة في أوكرانيا.. ماذا بعد؟

سوريا تستقبل الحبوب المسروقة

وفي نفس السياق، قالت صحيفة “الواشنطن بوست”، أن سفينة شحن روسية ضخمة محملة بالحبوب الأوكرانية المسروقة، ظهرت في صور أقمار صناعية راسية أمام الشواطئ السورية باللاذقية.

وتضيف التقارير أن شركة التصوير عبر الأقمار الصناعية “بلانت لابز”، و”تنكر تريكر”، التقطت صورا للسفينة ماتروس بوزينيتش، المبنية عام 2010 قبالة مدينة اللاذقية، مضيفة بأن صور السفينة في الميناء تتطابق مع وصف السفينة التي ترفع العلم الروسي وأبعادها، والتي وردت في تقرير لصحيفة واشنطن بوست يوم أمس الأربعاء.

وكانت السفينة أرسلت في الخامس من أيار الجاري آخر بث في أثناء وجودها بالمياه بين قبرص وسوريا. وأدرجت وجهة السفينة على أنها بيروت. وكانت تبعد نحو 47 كم عن اللاذقية، وقد تم تحميلها منذ 27 نيسان على الأقل.

إقرأ:ارتفاع أسعار القمح عالميا.. ماذا عن رغيف الخبز بسوريا؟

روسيا تشن حرب إرهاب غذائي

مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، حمل في تصريحات له يوم الإثنين، روسيا مسؤولية مفاقمة أزمة الغذاء في العالم من خلال حربها على أوكرانيا، لاسيما من خلال قصف مخازن القمح ومنع السفن من نقل الحبوب إلى الخارج، بحسب متابعة “الحل نت”.

وأوضح بوريل في مؤتمر صحفي بعد ترؤسه اجتماعا لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، أن الروس يتسببون بنقص الأغذية، ويقصفون مدنا أوكرانية ويتسببون بجوع في العالم، مضيفا أن الجيش الروسي يزرع القنابل في الحقول الأوكرانية فيما السفن الحربية الروسية حاصرت عشرات السفن المحملة بالقمح.

وجاءت تصريحات بوريل عقب تحذير الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، من أن أسعار المواد الغذائية وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في آذار/مارس في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، الدولة المنتجة الكبيرة للمحاصيل الزراعية.
من جهتها، قالت منظمة الأغذية والزراعة، التابعة للأمم المتحدة “الفاو”، إن تعطل الصادرات على خلفية غزو روسيا لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير الماضي، والعقوبات الغربية على روسيا، أثارا مخاوف من أزمة جوع عالمية، بحسب ما تابع “الحل نت”.

من الجدير بالذكر أن الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا تسببت بتقلبات اقتصادية في مختلف الأسواق العالمية، والتي طالت كل شيء، واليوم الخميس، سجلت أسعار القمح ارتفاعا حادا في الأسواق العالمية، خاصة أن روسيا تعتبر من أهم منتجي القمح حول العالم.

قد يهمك:روسيا بين فكيّ كماشة في أوكرانيا

حيث ارتفع سعر بوشل “مكيال للحبوب” القمح لأكثر من 5 بالمئة، أي لنحو 935 سنت أميريكي، وهو أعلى سعر تم تسجيله منذ العام 2008، حيث أدت الحرب في أوكرانيا، لفرض ضغوط مضاعفة على أسعار القمح، وأوكرانيا أيضا من أكبر منتجي القمح حول العالم، وتمثل مع روسيا معا، نحو ربع التجارة العالمية لهذه المادة، بحسب متابعة “الحل نت”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة