تحول ملف “عودة مليون لاجئ سوري” إلى أكثر الأحاديث المتداولة بين أواسط اللاجئين السوريين في تركيا، مشكلا قلقا واضحا لهم حول مصيرهم في الأشهر القادمة، فيما بدأت وسائل إعلام تركية تسلط الضوء على عودة عشرات اللاجئين السوريين خلال الأيام الماضية.

وأظهرت صور نشرتها وكالة الأناضول التركية مؤخرا، عشرات اللاجئين السوريين الذين توجهوا نحو معبر تل أبيض من الجانب التركي تمهيدا لاتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل مغادرتهم تركيا بشكل نهائي.

ورافق ما سبق انتشار شائعات حول “العودة طوعا” بينما تلقى العديد من اللاجئين السوريين رسائل على هواتفهم تضمنت دعوتهم إلى العودة “طوعا” لبلادهم ومراجعة مديريات الهجرة التركية ليتضح فيما بعد أنها رسائل مزورة، حسب ما أكدته اللجنة السورية التركية المشتركة.

ووصل عدد اللاجئين المقيدين في السجلات التركية على أنهم “عادوا طوعا” من تركيا إلى بلادهم إلى 498 ألفا و593 لاجئا سوريا، في الوقت الذي لم يتم فيه الإعلان بعد عن بدء تنفيذ برنامج “عودة مليون لاجئ سوري” بشكل رسمي.

هل بدأ التسويق لـ “برنامج عودة مليون لاجئ سوري”؟

تتوجه الأحاديث والتصريحات الرسمية خلال الأيام الماضية حول تواجد اللاجئين السوريين في تركيا وخصوصا برنامج “عودة مليون لاجئ سوري” إلى سوريا وكيف سيتم تطبيقه ومن سيشمل في ظل مخاوف واضحة تسيطر على اللاجئين السوريين في البلاد.

وفي اتصال مع الصحفي السوري رزق العبي، يقول لـ “الحل نت”: “لم يعد خافيا على أحد أن الحديث عن اللاجئين السوريين بالعموم يعتبر أحد أبرز أجندات الإعداد للانتخابات التركية المقبلة، سواء للأحزاب المعارضة التي تتخذ خطا معاديا لوجود اللاجئين السوريين على وجه الخصوص وكذلك للحزب الحاكم، فجميع الأحزاب وساستها يرون أنه لابد من عودة اللاجئين إلى بلادهم ولكن كلّ حزب على طريقته التي يحشد جمهوره ومؤيديه لها”.

ويضيف العبي، أن الحزب الحاكم بوصفه حزبا يتحدث عن السوريين من منطلق إنساني تربط بين جمهوره وبين السوريين روابط دينية وتاريخية، يسوّق لجمهوره بأنه يخطط لإعادة مليون لاجئ سوري إلى شمال البلاد وفق شروط “براقة” بالتصريحات، لكنها قاسية وجائرة على أرض الواقع من مبدأ أن الظروف غير مواتية فعلا وكذلك لا يزال الخطر والسبب الذي دفعهم للهجرة موجودا وهو نظام الأسد والفوضى في البلاد.

ويعتقد الصحفي السوري المقيم كلاجئ على الأراضي التركي، أنه من الصعب تطبيق ذلك وقد تعود أعداد قليلة لا تتجاوز نصف التي تخطط الحكومة لها، والأمر ربما يكون مرتبطا بسكان المخيمات البالغ عددهم قرابة ٢٠٠ ألف وبعدها الأسر الأشد فقرا والتي قد يغريها دعم مشروع تجاري أو زراعي لها في شمال سوريا.

ويختتم، بالمجمل المشهد لم يكتمل بعد، وأعتقد أنه لن يكتمل في القريب العاجل، وقد يُطوى ملف العودة لسنتين أو ثلاثة على الأقل ما لم يحصل طارئ من الداخل السوري، لأن عودة السوريين رهن حدث سوري يقلب الطاولة ويغير مناطق النفوذ والسيطرة.

شائعات ورسائل مزورة

في ظل تركيز الحديث على إعادة مليون لاجئ سوري “طوعا” بدأت تنتشر شائعات ورسائل مزورة وصلت للاجئين سوريين في تركيا حول ذات الموضوع.

ومن بين الشائعات التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي بين السوريين، منشورات تتحدث عن “افتتاح التسجيل على العودة الطوعية والحصول على سكن بمواقع متميزة لكل من يعود إلى شمال سوريا”.

ولم يقتصر الموضوع حول هذه الشائعات، بل وصل لعشرات اللاجئين السوريين في تركيا رسائل تبين فيما بعد أنها مزوره، وجاء في مضمونها “لقد تم إدراج عائلتكم ضمن العائلات التي ستعود طوعيا إلى الشمال السوري، نرجو في أقرب وقت مراجعة إدارة الهجرة لتسوية أوضاعكم علما يتواجد مساكن في الأماكن التي سيتم ترحيلكم إليها”.

ووفق توضيح من اللجنة السورية التركية المشتركة، فقد تبين أن الرسائل مزورة وتم التأكيد على أن رئاسة الهجرة التركية لم ولا ترسل هكذا رسائل كما أن الرسالة والرابط الموجود ليسا تابعين لإدارة الهجرة.

ويأتي كل ما سبق في ظل بدء العديد من اللاجئين السوريين بالتفكير في خيارات أخرى غير البقاء في تركيا، في الوقت الذي يتخوف قسم كبير منهم مما ستخبئه لهم الأشهر القادمة في البلاد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.