على الرغم من أهمية حماية الأشخاص من المباني لا سيما المدمرة بفعل الحرب، تغاضت إحدى البلديات السورية عن ضعف الإنترنت في سوريا واحتمال تأخر صاحب المبنى لمدة يومين أو ثلاثة أيام لفتح صفحة البلدية على الفيسبوك، وقراءة التحذير الذي تم إرساله إليه.

“عينك على الفيسبوك”

راقب “فيسبوك” لأنك لا تعرف أبدا متى سيصل التحذير، هذا التحذير بدء يتداول على مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا، بعد تسجيل ظاهرة حدثية غير معلوم شرعيتها، حيث أصدرت بلدية داريا بريف دمشق إنذارا بهدم عقار مهدد بالانهيار.

التعميم الذي نشر ليل الأربعاء – الخميس، على صفحة المكتب التنفيذي لمدينة داريا بريف دمشق، تضمن تعميما كإشعار رسمي، وتحذيرا بإزالة مبنى محترق بالكامل.

ويبدو أن المكتب التنفيذي لبلدية داريا، لم يتمكن من التعرف على صاحب المبنى، ولكن نقل عن جيران المبنى قولهم إن المنزل يعود لأحد أفراد عائلة “الجزائرلي”، ونشر العنوان الدقيق للمبني على أمل أن يسمع المالك عنه، ويأتي سريعا لاستلام الإخطار إذا كان ما يزال داخل البلاد، أو يقر باستلامه إذا كان خارجها.

وفي تهكم على منشور البلدية، علق موقع “سناك سوري” المحلي، قائلا: “هذا وينصح باعتماد عدة منصات لنشر التبليغات والتواصل مع المواطنين منشور على فيسبوك صورة على انستغرام تغريدة على تويتر فيديو على تيكتوك وووإلخ من فرص للتواصل مع المواطن ليس فقط للهدم وكذلك للإعمار”.

لا تواصل في سوريا

تحليل الحزمة الدولية لمستخدمي الإنترنت، كشف أن 70 بالمئة من المستخدمين في سوريا يعتمدون على تطبيقات التواصل الاجتماعي، إذ إن غالبية السوريين وبحسب التقارير التقنية، يستخدمون تطبيق “واتس اب” وموقع “فيسبوك”، فهما الأكثر استخداما لتبادل المعلومات في سوريا، مقارنة مع التطبيقات الأخرى كـ”يوتيوب” و”تويتر”.

ومع بطء النت في سوريا، ارتفعت خلال الأشهر الماضية أسعار باقات الانترنت في سوريا بشكل ملحوظ، فضلا عن أن غالبية المناطق في البلاد تخضع لعملية تقنين في الكهرباء تصل إلى 22 ساعة انقطاع، بات التواصل بين المواطنين على الشبكة العنكبوتية شبه معدوم.

وخلال حديث سابق لـ “الحل نت” مع المواطنين في درعا، لسؤالهم عن خدمة الانترنت في سوريا، قال علي المحاميد، إن سوريا من إحدى الدول التي لا يوجد فيها الخدمات الأساسية، ابتداء من الصحة والتعليم، ثم بالانتقال للأمان، وبعدها المواد الغذائية، ويليها لا كهرباء ولا غاز ولا بنزين، وحتى الإنترنت ليس بالخدمة التي تليق بالدولة.

من جهته، أوضح عبد الله أبازيد، أنه ومع كل ذلك، سوريا اليوم بدون اتصال نشط بالإنترنت ولا توجد خطط لدى الحكومة لتجديده. وهذا أدى إلى تقييد الوصول إلى المعلومات والتواصل.

ويضيف أبازيد، ومع ذلك فإن الحكومة قررت معاملة المواطنين بالباقات، في حين أن دول الجوار وصلت التقنيات لديهم لتركيب خدمة “فايف جي”، وهذا القرار ليس جديد على من يقنن على المواطن كل شيء، فخدمة الإنترنت في سوريا من ضمن خدماتهم التي ترى الحكومة أنها يجب أن تقنن أيضا.

الجدير ذكره، أن الشركة السورية للاتصالات، بررت بطء خدمة الإنترنت فيها بسبب وجود ضعف في الشبكة الإقليمية التي تتزود بالخدمة عبر أكبر الخوادم العالمية، ما أثر على شبكة الإنترنت في سوريا، وفق تبريراتها، إلا أن ذلك الحديث ينافي ما ذكر في نهاية عام 2020، إذ سجلت سوريا في المرتبة الخامسة، من حيث خدمة الإنترنت الأبطأ على مستوى الدول العربية، إذ لم تصل فيها سرعة النت إلى 12.3 ميغابايت بالثانية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.